ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل اثنين من سائقيه وإصابة ثلاثة من موظفيه في السودان    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة الدور الإسرائيلي في أزمة دارفور

إسرائيل عادت تعبث في غرب السودان كما فعلت في الجنوب حتى تتفاقم أزمة دارفور مصادر وزارة الدفاع الإسرائيلية أكدت أن إسرائيل هي المصدر الرئيس للسلاح المستعمل في دارفور!! توظيف العلاقات الدبلوماسية مع تشاد لتسهيل وصول الدعم العسكري واستقطاب قيادات المتمردين الاهتمام بدارفور يوفر غطاء لجرائم تجرى في فلسطين والعراق، ويهدف لتهديد العمق الإستراتيجي لمصر مخطط لتدريب وتأهيل اللاجئين السودانيين في اسرائيل واستخدامهم جواسيس علي الدول العربية الدور الاسرائيلي يستهدف الأمن القومي العربي وهو ما يتطلب حل الأزمة وتقديم المساعدات الإنسانية خدمة (smc) لا يمكن النظر إلي الإهتمام الإسرائيلي بدارفور كأحد المهددات للسودان رغم الدور الذي تقوم به في تصعيد مشكلة دارفور، ولكن الاستهداف في حقيقته موجه للسودان كدولة في عقديتها وموقعها الإستراتيجي ومكوناتها الاقتصادية والبشرية. ما يحدث في درافور سبقه دور اسرائيلي كان كبيراً في الجنوب، ولكن الظروف والبيئة السياسية العالمية ما كانت تسمح له بالظهور ولا تقبل الإعلان عنه، فكان وجود أكثر من قطب ودولة مؤثرة في الأحداث العالمية مهماً. مع تأكيد وجود الدور الاسرائيلي وخطورته على الأمن القومي، لابد من الوقوف كثيراً لقراءة المبادئ الثلاثة الأساسية للحركة الإستراتيجية في البيئة الإقليمية حول إسرائيل التي طرحها (آفي ديختير) وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في معهد أبحاث الأمن القومي، وقد ذكر في محاضرته مايلي: خيار استخدام القوة العسكرية لحسم تحديات صعبة وخطيرة ومستعصية يتعذر حسمها بالوسائل الأخرى، وخلق الفوضى وإثارة الصراعات واستخدام قوى داخلية وتوظيفها لتؤدي المهمة بدلاً من التدخل المباشر. الخيار الثاني، التوظيف لجماعات أثنية وطائفية أو قوى معارضة، لديها الاستعداد للتعاون مقابل دعم تطلعاتها للوصول إلى السلطة. الخيار الثالث، تحديد تحالفات مع دول الجوار، على غرار حلف المحيط الذي شكله (دافيد بن جوريون) في منتصف الخمسينيات مع تركيا وإيران وإثيوبيا، في نطاق إستراتيجية شد الأطراف لشل قدرات بعض الدول. ما يحدث في دارفور تنفيذ فعلى ومباشر للخيارات ما دون الخيار العسكري، فجماعات الضغط تتحرك في الولايات المتحدة وكل دول العالم، والعمل لاختراق وتوظيف جماعات الهامش وحركات الرفض المسلحة في دارفور واضح، لذلك الدور الإسرائيلي يمكن إيجاز آلياته ووسائله في توظيف منظمات الإغاثة والعمل الإنساني، والعمل من خلال مجموعات حقوق الإنسان، والمشاركة في بلورة مواقف بعض الدول الكبرى (الغربية) خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.. لذلك يلاحظ أن كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة أوباما من أصول يهودية. وكذلك توظيف العلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار خاصة تشاد، لتسهيل وصول الدعم العسكري للحركات المسلحة، وإيجاد بيئة صالحة لاستقطاب قيادات الحركات المسلحة. ومن الخيارات الاستفادة من جماعات منظمات المجتمع المدني في بعض الدول الغربية (مراكز بحوث ودراسات وجمعيات اجتماعية وغيرها)، إضافة إلي التعاون الاستراتيجي مع بعض دول الجوار وبعض الدول الغربية لتحقيق بعض الأهداف. وقد أكد (آفي ديختير) أن رئيس الوزراء الصهيوني السابق آرييل شارون كان هو صاحب فكرة تفجير الأوضاع في دارفور، وقد تبين ذلك من خلال خطاب كان شارون قد تحدث فيه عن ضرورة التدخل في دارفور، وهذا ما تحقق بالفعل، وبنفس الآلية والوسائل والأهداف التي رمت إليها إسرائيل، حيث أن قدراً كبيراً وهاماً من الأهداف الصهيونية تجد فرصتها للتنفيذ في دارفور الآن. ولا يخفي علي أحد أن هنالك صلة وثيقة تربط بين عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان والكيان الصهيوني، وبرز ذلك من خلال زياراته المتكررة لها، والتي من أبرزها تلك التي التقى فيها عبد الواحد مع رئيس المخابرات الصهيونية اللواء مانير دجان ومسئول آخر في وزارة الدفاع، مما يعد مؤشراً قوياً على طبيعة الدور الذي يريد عبد الواحد ان تقوم به إسرائيل في دارفور خاصة والسودان عامة، وتصعيد الاوضاع أكثر أمام الحكومة، مروراً بالتنسيق بين حركات التمرد المتنامية حتى بلغ عددها (19) فصيلاً بالمقارنة بحركتين فقط في بداية التمرد عام 2003م، وانتهاء بكيفية تزويد تلك الفصائل بالسلاح. على ما يبدو فإن مسئولي أجهزة الأمن والاستخبارات في إسرائيل لقّنوا عبد الواحد دروساً في حب الكيان وخدمته، وهو ما بدا واحضاً من تصريحاته التي كشف فيها عن مدى خضوعه التام لإسرائيل وتحالفه معها، حيث قال وبالحرف الواحد: (نحن يجب أن نصوغ تحالفات جديدة لم تعد مستندة على الجنس أو الجين، لكن على القيم المشتركة من الحرية والديمقراطية .. لذلك فقد فتحنا مكتباً تمثيلياً للحركة في إسرائيل، لمساعدة اللاجئين السودانيين الذين وجدوا في إسرائيل ملاذاً يحميهم من العنف الدائر في دارفور!؟) الصهيونية وأزمة دارفور.. محاولة للفهم دائماً ما يقترن الحديث عن العلاقات الصهيونية – الإفريقية بالإشارة إلى استراتيجية شد الأطراف ثم بترها، بمعني مد الجسور مع الأقليات وتشجيعها على الانفصال، ويفترض وفقاً لهذا التحليل إن إسرائيل تستطيع لعب هذا الدور بجدارة، ولا تجد صعوبة في شد هذه الأطراف، حيث تعاني العديد من دول القارة من أزمة إندماج وطني تعلو فيه الولاءات الأثنية على غيرها من الولاءات، وهو ما تمكنت إسرائيل من استغلاله أمثل استغلال، وسط تأكدها التام من أن الطرف الإفريقي غير معنى تماماً بحسابات الأمن القومي العربي، وان العلاقة التي تربطه بإسرائيل تقوم على تلاقي المصالح والأهداف لكلا الطرفين. وعلى هذا الأساس كانت إفريقيا مرتعاً طيلة عقود مضت للوجود الإسرائيلي الذي نجح في استغلال الإشكاليات الموجودة على مستوى الهوية العربية والإفريقية، ورفض سيادة الثقافة العربية – الإسلامية. وأن كان ذلك هو الواقع في إفريقيا بشكل عام فإن تل أبيب نجحت في تطبيقه كنموذج في دارفور التي تعد صورة مصغرة من القارة الإفريقية، بما تحويه من تعددية أثنية ولغوية ، تماماً مثلما كان الحال عليه في جنوب السودان، والتي تم توصيف الصراع فيها مع الشمال على أساس أنه حركة إفريقية في مواجهة حكومة عربية. وحينما تصاعد الوضع في دارفور أصبح يفسر على أساس أنه صراع بين العرب والأفارقة، وهو ما أتاح لإسرائيل الولوج وبقوة في تلك الأزمة. فخلال الحرب التي دارت رحاها في جنوب السودان نجحت إٍسرائيل في تسويق نفسها لدى الجنوبيين، مستغلة سعي حكومات الخرطوم المتعاقبة إلى سودان واحد رغم التنوع الذي يتمتع به السودان، وهو الأمر الذي جعل جون قرنق الزعيم السابق للجيش الشعبي لتحرير السودان والذي ينتمي لثقافة الدينكا الإفريقية، يعلن عن عدائه صراحة للعرب، وأكد مراراً على أن نظرة الحكومات السودانية ليست سوى نظرة قاصرة، وراح يبحث عن حليف قوى يدعمه ويشد من أذره، وبالطبع لم يجد أمامه أفضل من إسرائيل، التي راحت الأخرى تمد له يد العون طمعاً في تحقيق مآربها. ثم جاءت أزمة دارفور بعد أن اندلعت حركة التمرد المسلحة في دارفور منذ فبراير 2003م، لتواصل ماكينة الحرب الأهلية دورانها بعد مضي شهور معدودة على توقفها في الجنوب، فبعد عقد اتفاقية مشاكوس (سنة 2002م) والاتفاق على استمرار التفاوض في نيفاشا لعقد اتفاق نهائي، تم الإعداد على عجل لتحويل النزاع بين قبائل دارفور حول المراعي والمياه إلى حرب أهلية جديدة. وبدا واضحاً أن هناك من يعمل على عدم توقف الحروب الأهلية قبل تمزيق السودان، والتمكين تماماً للعدو الاستعماري والصهيوني في أراضيه الشاسعة، فبعد اتفاق وقف إطلاق النار وبدء الجولة الأولى للمفاوضات بين الحكومة ومتمردي دارفور في أديس أبابا تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، انطلقت تهديدات أمركيا وغيرها من الدول الاستعمارية وحملات وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية السائرة في ركابها متباكية على سكان دارفور وقتلاهم ونازحيهم الذين شردتهم الحرب، وقام الكونجرس الأمريكي بإصدار قرار اتهام بممارسة الإبادة الجماعية للأعراق الأفريقية في دارفور، مما دفع حركتي التمرد المسلحتين في دارفور، حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة للتشدد في المفاوضات و إفشالها انتظاراً لقرار مجلس الأمن 1556 في 30 يوليو 2004م. وكما فعلت إسرائيل في جنوب السودان عادت من جديد تعبث في غربه، أملاً منها في سكب مزيداً من الزيت على النار حتى تتفاقم الأزمة الدارفورية، سعياً من أجل تحقيق هدف ثابت وقوي يتمثل في تمزيق السودان ودعم تمكينها من أن يكون وطناً واحداً يعيش داخله جميع الفرقاء. البحث عن قرنق جديد ومن هذا المنطلق كان الدعم الإسرائيلي الواضح لبعض متمردي دارفور، حيث راحت تبحث لها عن قرنق جديد في دارفور، ولم تجد صعوبة في ذلك، إذ وجدت أمامها من يهرول باتجاهها سعياً للحصول على الدعم والتأييد بشقيه العسكري والإعلامي، وكللت ذلك بالإعلان عن فتح مكتب لحركة تحرير السودان – فيصل عبد الواحد محمد نور- خاصة وأن تلك الحركة ومن خلال قراءة برنامجها سنجد أنه مستلهماً من برنامج الحركة الشعبية لتحرير السودان، والمبني على أساس فكرة الوحدة والعلمانية والمساواة بين جميع المواطنين، بغض النظر عن الدين والثقافة والعرق. وبالفعل كانت إسرائيل ضمن ان لم تكن أحد أهم المحضرين على تصاعد وتيرة الأزمة الدارفورية، ونجحت في أن تستغلها من أجل تحقيق مصالحها وأهداف سياساتها الخارجية في ظل وجود هذه الأزمة، ومن ضمن الأدوات التصعيدية التي استخدمتها إسرائيل الترويج بأن الصراع في دارفور بين عرب وأفارقة، وأن الأفارقة يتعرضون لهولوكوست (محرقة) ، أو من خلال مسألة اللاجئين، لإضفاء بعد إنساني على سياستها تجاه الأزمة، وبهدف تقديم العرب على أنهم يسيئون معاملة الأقليات. وراحت تدعي كذباً بأنها تقف مع الدارفوريين لتخليصهم من العبودية في السودان، وذلك لكي تكرر تدخلها في العالم العربي من جديد، وتعيد ما فعلته في جنوب السودان ومع الأكراد في العراق. ويشير العديد من الباحثين إلى تلك الحركة القومية السوداء التي نشأت بين أفارقة المهجر وأوساط السود الأمريكيين، والرابط القوي بينها وبين الجماعات الصهيونية داخل المجتمع الأمريكي، وبروزها القوي كاتجاه مناهض للعرب، حيث وجدت قضايا مشتركة لها مع اللوبي الصهيوني الأمريكي، ويتضح ذلك من تصعيد أزمة دارفور سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي. أهداف واضحة وثابتة ويرجع الخبراء الاهتمام الإسرائيلي بدارفور إلى عدد من الأسباب منها أنه يوفر غطاء لجرائم تجرى في فلسطين والعراق، كما يأتي في إطار مخططها لاحتواء إفريقيا، والانتشار فيها انطلاقاً من السودان، ومن ثم الضغط على مصر وتهديد عمقها الاستراتيجي. وتتجلى مظاهر هذا الاهتمام في قيام الصحف الإسرائيلية بفرد مساحات واسعة لنقل ما تقوم به ميليشيا الجنجويد، مع التركيز الدائم على أن هذه الميليشيا عربية للتأكيد على تأصيل العنف في المواطن العربي، وربط صفة العربي بالقتل وسفك الدماء، سواء في الذهن الغربي أو في الذهن الإسرائيلي في إطار دعم الصورة النمطية السلبية عن العربي في العالم، وأن هذه الميليشيا موالية لحكومة الخرطوم، وتحصل على الدعم العسكري واللوجيستي منها، والتركيز على أن المذابح تجرى من قبل العرب ضد الأفارقة، وهو ما يخالف الحقيقة. والمؤسف أنها وسيلة للتذكير بما تعرض له اليهود من مذابح، في إطار محاولات المنظمات المرتبطة بإسرائيل إبقاء الهولوكوست في الوعي الغربي. وتحرص الصحف الإسرائيلية على نقل قصص اللاجئين السودانيين الموجودين في إسرائيل، والبالغ عددهم نحو 300 لاجئ، منهم 70 من دارفور، موضحة كيف دفعوا الأموال لمهربين من البدو المصريين، لنقلهم إلى إسرائيل، وكيف يتعاطف هؤلاء اللاجئون مع ضحايا الهولوكوست من الإسرائيليين، ويقومون بزيارة النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست في إسرائيل، وتأكيدهم أن الإسرائيليين سيقدمون لهم المساعدة، لأنهم سيتفهمون ما يجري لهم باعتبارهم تعرضوا لعملية إبادة جماعية مماثلة. كما تقوم إسرائيل بتهريب الأسلحة إلى متمردي دارفور، وهو ما تأكد بعد إعلان الكشف عن شبكة لتهريب الأسلحة تتخذ من الأردن ممراً لها، بالإضافة إلى صدور كتاب عام 2004م حول تهريب السلاح إلى إفريقيا، نقل عن مصادر تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية قولها: إن إسرائيل هي المصدر
الرئيس للسلاح المستعمل في دارفور. وكذلك صعّدت إسرائيل من ضغوطها الدولية على السودان، حيث التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بعدد من السفراء الأفارقة في تل أبيب، في عدة مناسبات لمناقشة الجهود الإسرائيلية المساعدة في حل أزمة دارفور، بالإضافة إلى تخصيص مجلس الوزراء جلسات خاصة متفرقة لمناقشة الوضع هناك، وأعلنت وزارة الخارجية أنها بصدد التبرع بخمسة ملايين دولار لصالح من أسمتهم ضحايا مجازر الإبادة الجماعية في إقليم دارفور. وتضمن إعلان التبرع أن إسرائيل لا تستطيع أن تقف متفرجة دون تقديم المساعدة، بينما تحدث أكثر الأزمات الإنسانية حدة في العالم، حيث ستقوم إسرائيل بتحويل مبلغ 4 مليون دولار إلى 4 منظمات مساعدات حكومية، بينما سكيون المليون الخامس على شكل مساعدات دوائية ومعدات لتحلية المياه، ستتبرع بها شركات إسرائيلية، وتقدم للاجئين السودانيين. وكانت إسرائيل قد تبرعت بنحو 200 ألف دولار أمريكي لمنكوبي دارفور على مدى السنوات الثلاثة الماضية، وينتظر أن تضع المساعدة الجديدة إسرائيل على لائحة أكثر 10 بلدان تقديماً للمساعدات إلى ضحايا دارفور، وهي القائمة التي تتصدرها الولايات المتحدة، ولا تضم حالياً سوى دولة عربية واحدة. الهجرة لإسرائيل.. علامات استفهام وإذا ما أمعنا النظر في مسألة تفاقم هجرة السودانيين إلى إسرائيل فإننا نجد أن الكثير من ذوي الاهتمام بالشأن الإسرائيلي يرجعون ذلك لعاملين رئيسيين، أولهما يتمثل في أنها نتاج طبيعي لإفرازات الظروف التي عانى منها البعض وما وصل بهم الحال من رغبة في ترك أوطانهم من ناحية، وفشلهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في مصر وتردي أوضاعهم فيها، لذا كان طلب الهجرة لإسرائيل من بين طلبات هؤلاء اللاجئين. أما العامل الثاني فيتمثل في إغلاق باب اللجوء أمام السودانيين سواء إلى الولايات المتحدة أو إستراليا أو كندا، وذلك بحجة انتقاء أسباب اللجوء السياسي بعد اتفاقيات السلام، وهو الأمر الذي دفع بعض المحللين للتعويل على هذين العاملين للقول بأن الدوافع الاقتصادية تمثل السبب الرئيسي من وراء ازدياد الهجرة السودانية في الآونة الأخيرة، اعتقاداً منهم ان إسرائيل ستفتح لهم أذرعها. وسواء كان العامل سياسياً أم اقتصادياً إلا أن المهم في هذا الشأن هو استكشاف أسباب الترحيب الإسرائيلي المثير للكثير من علامات الاستفهام بلاجئي دارفور، والذي تقف على رأسه الرغبة الإسرائيلية الجامحة في إشعال النار في الجسد السوداني خدمة للأمن القومي الإسرائيلي وأهدافه. ويشير المراقبون إلى أن استقبال إسرائيل للاجئين الدارفوريين ليس لمجرد البعد الإنساني، فإسرائيل بسياستها العدوانية في الأراضي المحتلة لا يمكن أن تتحول بين عشية وضحاها إلى دولة تدافع عن حقوق اللاجئين. ويشير البعض إلى أن حجم الوجود السوداني في إسرائيل رغم عدم وجود احصائيات دقيقة إلى ما يقرب من (8) آلاف سوداني، ومن الممكن القول إن إسرائيل وعبر هؤلاء اللاجئين وضعت نصب أعينها تحقيق عدة أهداف الهجرة السودانية، منها محاصرة الحكومة وسط معلومات عن تقارب سوداني – إيراني، وهو الأمر الذي تعتبره إسرائيل تهديداً لمصالحها في إفريقيا، كما يمكنها العمل على تقسيم السودان إلى دول عرقية متعددة بما يضمن إيجاد موطئ قدم لها في تلك الدولة ذات الموارد الوفيرة والموقع الإستراتيجي، وكذلك استخدام هؤلاء اللاجئين بما يحقق المصلحة الإسرائيلية من خلال تدريبهم وتأهيلهم لإرسالهم إلى الدول العربية للعمل لحسابها هناك، ولا يخفى على أحد كذلك سعى تل أبيب الدائم إلى إحداث وقيعة في العلاقات المصرية – السودانية، حيث تحاول أن تظهر إسرائيل وكأنها واحة للديمقراطية وحقوق الإنسان في مقابل الإساءة لمكانة مصر والتاريخ الطويل لعلاقات الطرفين باعتبار أن مصر هي معبر السودانيين إلى إسرائيل. طريق ممهد منذ البداية ويشار في هذا السياق إلى أن أكثر من مراقب للأحداث أرجع ملابسات التواجد السوداني – الدارفوري – المتزايد في إسرائيل، إلى التأكيد على أن طبيعة الصورة الذهنية لإسرائيل في جميع الأقطار العربية والإسلامية تجعل من المستحيل التسليم بفرضية أن يكون هذا التدافع تلقائياً، وأنه من غير المنطقي أن يقدم مواطن من دولة عربية أو إسلامية على السفر لإسرائيل، إذا لم يكن يعلم أن الطريق ممهد له وأن هناك سوابق ناجحة مأمونة لذلك الفعل. فالسيناريو الذي رسمته إسرائيل بإثارتها للأزمة بمنع المتسللين من الدخول إلى أراضيها والقيام بإيداعهم السجون، أمر لا يخرج عن كونه مسلسل هدفت منه إسرائيل إلى إعطاء القضية بعداً إنسانياً، ومن ثم ينتظر إلى الخطوة التالية التي ستتخذها باستضافة هؤلاء اللاجئين وغيرهم وفقاً للمعيار الإنساني، وكذلك يمكنها عبر ما يحصل عليه هؤلاء من أموال تتدفق بعد ذلك إلى أهلهم في دارفور، ستكون جواز مرور إلى قلوب أهل دارفور لتمويل مشروعات أخرى كثيرة تخدم الوجود الإسرائيلي في الإقليم، خاصة وأن هناك تواجد خفي من خلال المنظمات التطوعية التي تقدم المساعدات والدعم لأهل الإقليم، وهو الأمر الذي انتهى بعد طرد ممثلي تلك المنظمات من دارفور في أعقاب صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس عمر حسن أحمد البشير. وعد بفتح سفارة إسرائيلية والغريب في هذا الشأن التصريح الصادر عن الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان حسن موسى، والذي أدعى فيه أن حركته تسعى لبناء دولة علمانية ليبرالية ديمقراطية في السودان، يكون فيها حق المواطنة لكل الشعب بما فيه أهالي دارفور، وان علاقاتها مع إسرائيل تقتصر على العلاقات الاجتماعية وليس السياسية، وان الشعب السوداني في دارفور أما نازح أو لاجئ في تشاد أو مصر أو ليبيا أو أي بقعة من بقاع العالم، وأن كل ما تقوله الحكومة السودانية عن العلاقة بين الحركة وإسرائيل أنما يراد به التغطية على الجرائم التي ترتكب في دارفور، مشيراً إلى وجود أكثر من 8 آلاف لاجئ سوداني من أهالي دارفور في إسرائيل لابد من التواصل معهم، وأعتبر ان مؤتمر الدوحة حول دارفور لا علاقة له بقضية دارفور، حيث أنه جمع القوى الإسلامية فقط، نافياً وجود أي ضغوط خارجية على الحركة من أجل استخدامها كورقة ضد الحكومة السودانية، وإفشال محادثات الدوحة بين حركات دارفور والخرطوم. وأقر موسى بأن حركة تحرير السودان ستقوم بفتح سفارة لإسرائيل في السودان لو تمكنت من السيطرة على الحكم، لكنه رفض الإجابة عن تساؤل عما إذا كانت الحركة تتلقى فعلاً الدعم من إسرائيل أم لا !!. تحرك سوداني مصري وفيما يتعلق بالتحرك السوداني – المصري للوقوف بقوة في وجه ما تدبره إسرائيل يشار إلى اتفاق الخرطوم والقاهرة مؤخراً على ترتيبات محددة لمعالجة قضايا اللاجئين السودانيين بمصر واللاجئين المتسلليين إلى إسرائيل عبر الحدود، وذلك عبر تبادل المعلومات وتكثيف الإجراءات الأمنية المتفق عليها بين الجانبين، وهو ما أكده المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية، الذي عاد وشن هجوماً عنيفاً على إسرائيل متهماً إياها بالوقوف وراء التدويل المباشر لقضية دارفور، مبيناً أن هذا الدور جاء الاعتراف به من أعلى القيادات الأمنية في إسرائيل، واصفاً وجود أي سوداني بإسرائيل بأنه تآمر على السودان وليس في مصلحة السودان، واكد الوزير أن دولة إسرائيل لا تقبل بالوجود القانوني إلا للصهاينة، وقد سلبت حتى أهل فلسطين أراضيهم، مضيفاً أن إسرائيل تمنع أهل الحق الفلسطيني في الإقامة بأراضيها فكيف تقبل باللجوء الإفريقي، كما كشف عن وجود (500) منظمة يهودية في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تأجيج قضية دارفور، وتسوّق لها عبر استقطاب السودانيين من أبناء دارفور إلى إسرائيل، بمن فيهم عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، لاستخدامهم لأغراض سياسية أصبحت غير مجهولة باعتراف المسئولين الإسرائيليين أنفسهم. ولا يعني ذلك سوى أن طبيعة الأهداف الإسرائيلية وبشكل عام كان ولا زال لها بالغ الأثر على الأمن القومي العربي وليس السوداني أو المصري وحده، وهو الأمر الذي يتطلب جهوداً غير عادية لحل هذه الأزمة، إدراكاً لهذا الخطر الذي تريد له إسرائيل أن يزداد، وهو ما يتطلب تحركاً فورياً وسريعاً من كل القوى الوطنية والعربية للخروج من المأزق الإنساني في دارفور.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.