قلنا في الحلقات الماضية: (المخطط الإسرائيلي لتمزيق أقطار الوطن العربي القائمة حاليا وتفتيتها مستمر.. والعراق والسودان أصبحا اليوم هدفا أساسيا لإسرائيل حيث تسعى لتمزيق هذين البلدين بوسائل وطرق شتى مستخدمة في ذلك مظلة غربية.. والسلاح والمال الإسرائيلي كان يفعل فعله بالجنوب طوال سنوات التمرد وخلال ما يقارب نصف القرن.. ثم صار يفعل فعله في دارفور.. وذلك تحت مظلة غربية.. حيث اعترف وزير الأمن الإسرائيلي بأن أمريكا وأوربا وفرتا الغطاء اللازم لإسرائيل لتفعل فعلها في السودان.. وتحت عنوان (من دعم عسكري إلى المساعدة في تهريب اللاجئين.. إسرائيل ودارفور والبحث عن جارانج جديد) كتب أحمد الغريب في (موقع الرؤية) مقالا هاما رأيت أن أنقله للقارئ السوداني بغرض الفائدة حيث جاء في المقال: المدهش في هذا الشأن التصريح الصادر عن الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان، حسن موسى، والذي أدعى فيه أن حركته تسعى إلى بناء دولة علمانية ليبرالية ديموقراطية في السودان، يكون فيها حق المواطنة لكل الشعب، بما فيه أهالي دارفور، وأن علاقاتها مع إسرائيل تقتصر على العلاقات الاجتماعية، وليس السياسية، وأن الشعب السوداني في دارفور، إما نازح أو لاجئ في تشاد أو مصر أو ليبيا، أو أي بقعة من بقاع العالم. معتبراً أن حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور، تسعى إلى بناء دولة علمانية ليبرالية ديمقراطية، يكون فيها حق المواطنة لكل الشعب بما فيه أهالي دارفور، وأن كل ما تقوله الحكومة السودانية عن العلاقة بين الحركة وإسرائيل إنما يراد به التغطية على الجرائم، التي ترتكب في دارفور، مشيراً إلى وجود أكثر من 8 آلاف لاجئ سوداني من أهالي دارفور في إسرائيل، لابد من التواصل معهم، ومعتبر أن مؤتمر الدوحة، حول دارفور، لا علاقة له بقضية دارفور، حيث إنه جمع القوى الإسلامية فقط، نافياً وجود أي ضغوط خارجية على الحركة، من أجل استخدامها، كورقة ضد الحكومة السودانية، وإفشال محادثات الدوحة بين حركات دارفور والخرطوم، وأقر موسى بأن حركة تحرير السودان ستقوم بفتح سفارة لإسرائيل في السودان، لو تمكنت من السيطرة على الحكم، لكنه رفض الإجابة عن تساؤل عما إذا كانت الحركة تتلقى فعلاً الدعم من إسرائيل أم لا. وفيما يتعلق بالتحرك السوداني المصري للوقوف، وبقوة، في وجه ما تدبره إسرائيل يشار إلى اتفاق الخرطوم والقاهرة أخيراً على ترتيبات محددة لمعالجة قضايا اللاجئين السودانيين بمصر واللاجئين المتسللين إلى إسرائيل عبر الحدود، وذلك عبر تبادل المعلومات، وتكثيف الإجراءات الأمنية، المتفق علىها بين الجانبين، وهو ما أكده المهندس، إبراهيم محمود حامد، وزير الداخلية السوداني، الذي عاد وشن هجوماً عنيفاً على إسرائيل، متهماً إياها بالوقوف وراء التدويل المباشر لقضية دارفور، ومبيناً أن هذا الدور جاء الاعتراف به من أعلى القيادات الأمنية في إسرائيل، وواصفاً وجود أي سوداني في إسرائيل بأنه تآمر على السودان، وليس في مصلحة السودان، مؤكداً أن إسرائيل لا تقبل بالوجود القانوني إلا للصهاينة، وقد سلبت حتى أهل فلسطين أراضيهم، ومضيفاً أن إسرائيل تمنع أهل الحق الفلسطيني في الإقامة في أراضيها، فكيف تقبل باللجوء الإفريقي، كما كشف عن وجود (500) منظمة يهودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعمل على تأجيج قضية دارفور، وتسوق لها عبر استقطاب السودانيين من أبناء دارفور إلى إسرائيل، بمن فيهم عبد الواحد محمد نور، رئيس حركة تحرير السودان، لاستخدامهم لأغراض سياسية، أصبحت غير مجهولة، باعتراف المسئولين الإسرائيليين أنفسهم. ولا يعني ذلك سوى أن طبيعة الأهداف الإسرائيلية، وبشكل عام، كان ولايزال لها كبير الأثر على الأمن القومي العربي، وليس السوداني أو المصري فحسب، وهو الأمر الذي يتطلب جهوداً غير عادية لحل هذه الأزمة، إدراكاً لهذا الخطر، الذي تريد له إسرائيل أن يزداد، وهو ما يتطلب تحركاً فورياً وسريعاً من كل القوى الوطنية والعربية للخروج من المأزق الإنساني في دارفور.) في الختام نقول إن هنالك قضية في دارفور ومن حق أهل دارفور الدفاع عن قضاياهم، أما الانحراف بقضية دارفور بالإتجاه بها نحو أعداء الشعب السوداني والشعوب الإسلامية كافة والعربية والأفريقية وكل أحرار العالم، أقصد بذلك إسرائيل، لا يخدم أي قضية بل يعمل على تشويهها، وأعتقد أن على الجميع التوجه إلى (الدوحة) للوصول إلى حل لقضية دارفور يعيد النازحين واللاجئين إلى ديارهم ويحقق السلام والأمن والاستقرار ويفتح الطريق أمام التنمية المستدامة.