تحالف جوبا الصراع الخفي شهدت الأحزاب السياسية السودانية المنضوية تحت لواء (تحالف جوبا) صراعاً سياسياً خفياً ازداد يوماً بعد يوم إلى أن برزت إلى السطح في شكل انشقاقات داخلية بين الأعضاء خاصة في المسائل المتعلقة باتخاذ القرار السياسي نحو استمرارية مسيرة الأحزاب نحو النضال والكفاح الوطني بالإضافة إلى غياب الرؤى وصيغ التفاهمات الحزبية التي تنظم البرامج التنفيذية والتشريعية لهذه الأحزاب، والتراجع الحاد الذي تشهده معظم هذه الأحزاب المعارضة نحو البحث عن مصيرها ومستقبلها السياسي. عملية التحولات السياسية الأخيرة والتي جرت بالبلاد في الفترة السابقة في إشارة إلى انتخابات 2010م كشفت بجلاء ووضوح تراجع البرامج السياسية والتنظيمية لهذه الأحزاب بالإضافة إلى الخلل الهيكلي الذي ينظم برامج هذه القوى السياسية المعارضة. الشعبي على الخط ولعل انشقاق قيادات من حزب المؤتمر الشعبي والانضمام للمؤتمر الوطني وراءه دوافع ومبررات كثيرة متمثلة في الضبابية التي يشهدها المؤتمر الشعبي حول برامجه السياسية غير الواضحة نحو القضايا المصرية والوطنية العاجلة، وأكد المنشقون من المؤتمر الشعبي أن الإدارة العليا في الحزب بدأت تدير ملفات سرية تأخذ منحاً سالباً ومعادي للحوار الجاد الذي يتبناه المؤتمر الوطني كقضية دارفور وملف الجنوب، كما أن تصريحات وقرارات الإدارة العليا في الحزب متذبذبة نحو الأطروحات السياسية الداخلية، وبرر المنشقون من الشعبي أن هنالك أشياء تدار خلف الكواليس كالأكاذيب والتحريضات بأن السودان يدعم الإرهاب ويدعم الجماعات المسلحة في الصومال ويأوي عناصر من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى أن السودان يمتلك ترسانة نووية جديدة كلها مؤشرات واضحة تؤكد النهاية القاتمة التي يمر بها المؤتمر الشعبي وحجم الانشقاقات في صفوفه الداخلية بصورة مخيفة ومتزايدة. المؤتمر الشعبي بلا رؤية وأشار المنشقون من الشعبي أن عملية اعتقال الترابي الأخيرة مرتبطة بدوافع أمنية بالغة الخطورة كانت ستودي بالبلاد عملية تدمير واسعة، كما أوضح عدد المنشقون من حزب المؤتمر الشعبي في محلية الخرطوم بحري أن هنالك إهمال شديد في كل المواقف وأن القيادة لا ترجع إليهم إلى عند الضرورة كالمظاهرات وحالات الاعتصام وكل عمل يسهم في زعزعة الاستقرار السياسي وكذلك التهميش الواضح للعمل التنظيمي والسياسي بمدينة بحري. وعلى ذات الصعيد أكد المنضمون للمؤتمر الوطني أن هنالك قناعات واضحة جعلتهم يتجهون إليه كالحوار السياسي الجاد حول القضايا الوطنية إضافة إلى أطروحة المؤتمر الوطني السياسية والتنظيمية والقبول الواسع الذي وجده حزب المؤتمر الوطني من الشعب السوداني في إشارة إلى انتخابات أبريل 2010م، وتبني حزب المؤتمر الوطني لمسألة التداول السلمي للسلطة والمشاركة الواسعة في الحكم من كافة ألوان الطيف السياسي السوداني ومقدرة المؤتمر الوطني في مؤسسية الحكم وأساليب الطرح وتبادل الآراء وقبول الآخر والانفتاح على السياسات الخارجية واستتباب الأمن على جميع المستويات والتفاف الوطني حول قضايا المواطنين والخطط والبرامج الاجتماعية التي يرعاها المؤتمر الوطني كلها مؤشرات إيجابية جذبت إليه مجموعات كبيرة من الانضمام إليه. البحث عن الثوابت وأوضح المنضمون إلى الوطني أن هنالك ثوابت ومباديء سعى إليها المؤتمر الوطني وروج إليها وهي توسيع دائرة المشاركة الشعبية والأهلية في إدارة القرار السياسي في الحكم وقد صاغ المنشقون من المؤتمر الشعبي هذه المبررات باعتبارها أوضاع مستقبلية تضمن للجميع البحث عن وطن واسع وموحد الاتجاهات والأفكار، إضافة إلى ذلك عبر المنشقون عن انضمامهم للوطني ليست بغرض دوافع مادية أو إغراءات محددة أو البحث عن مناصب تشريعية أو تنفيذية إنما جاءت بعد قناعات فكرية ومنهجية بالأطروحات التي قدمها المؤتمر الوطني في الفترة السابقة والحالية تجاه العمل السياسي والتنفيذي بالدولة وللتحديات الكبرى التي شهدها السودان خلال فترة الإنقاذ الوطني إلى جانب تلاشي وانهيار منظومة حزب المؤتمر الشعبي التنظيمية والسياسية منذ العام 2005م وحتى بداية الانتخابات السابقة. الدعاية الكاذبة فصل من السيناريو وان أجهزة الشعبي العليا تتبنى تحركات سياسية غير واضحة وغير مطمئنة تجاه مصير الحزب الذي اتجه نحو الهاوية منذ ذلك الوقت حيث كانت هنالك متابعات لصيقة من أعضاء الشعبي بالمحلية لما يجري على مستوى المركز بالخرطوم من تدبير لمؤامرات سياسية وأمنية تجاه الوطن ومحاولة تجاوز القوانين والدساتير وعدم الاعتراف بالنظام الحاكم والعمل على تأجيج الصراع بدارفور من خلال أساليب التحريض والدعاية الكاذبة بين المواطنين. ولقد تمت عدة مبادرات من قبل الأخوة بالمحلية ومن أعضاء المؤتمر الشعبي والوطني حيث عرض المنشقون من الشعبي عدة مبررات لأعضاء المؤتمر الوطني حول سياسات إدارة المؤتمر الشعبي تجاه البلاد وأساليب التزوير وتجاوز أساليب الحكم بطرق تحريضية وبادر أعضاء الشعبي بالانضمام إلى المؤتمر الوطني دون أي توقف إلا أن هؤلاء المنشقون كانوا يبحثون عن إعادة الصف والبحث عن صيغ جديدة للتعامل مع القضايا الوطنية الهامة إلا أن هنالك دعوات متكررة من قيادات المؤتمر الوطني بالانضمام لهم من خلال إشراكهم في البرامج السياسية والتنفيذية والاجتماعية المتعارفة لدى حزب المؤتمر الوطني الأمر الذي خلق شيء من الود والترابط بين الجانبين، إضافة إلى بيئة العمل التي تعمل فيها جميع الأطراف وتشابه الطرح والرؤوس والمفاهيم نحو قضايا السودان المصيرية والأهم ما في ذلك هو فكرة المشروع الإسلامي الذي تبناها حزب المؤتمر الوطني لتثبيت دعائم واستقرار المنهج الإسلامي في جميع مؤسسات الدولة في شرعية الحكم. الشعبي غابت عنه الرؤية أسامة أحمد عمر إدريس مسؤول الاتصال التنظيمي بإدارة إعلام المؤتمر الشعبي محلية الخرطوم بحري، مرشح القائمة النسبية بالمؤتمر الشعبي ولاية الخرطوم أوضح أن الانضمام أولاً للشعبي جاء عن طريق الصدفة المحضة أو كذلك عن طريق الخطب المثيرة للجدل التي تبناها زعيم الحزب الدكتور حسن الترابي في الفترة السابقة كذلك كنا نلحظ أن للشعبي عدة مباديء وأسس في طريقة التعاطي السياسي ولاحظنا غياب البرنامج الإسلامي الذي روج إليه قيادات الشعبي إضافة عدم وجود نسيج اجتماعي يربط أعضاء الحزب فيما بينهم والأهم ما في الأمر هو الحوار الجاد نحو الوطني وقضاياه وتلاشي مصطلح الحركة الإسلامية داخل المؤتمر الشعبي والتهميش باعتباره أكبر معوق للمؤتمر الشعبي والفشل الذريع الذي لاحق الشعبي أثناء الانتخابات السابقة. حالة هذيان اما خضر مصطفى حامد عضو مكتب طواريء حزب المؤتمر الشعبي، قال ان هنالك قناعات فكرية وتنظيمية منذ فترة طويلة أوصلتني إلى بر الأمان والخروج من الضبابية وحالة الضعف والهذيان التي يمر بها حزب المؤتمر الشعبي والمنهج الإسلامي الذي تخلت عنه القيادة العليا في الحزب والتفاف الحزب حول الحركات المسلحة بدارفور وتبني هذا المشروع العدواني المدمر لأمن البلد والخروج عن الدستور والقانون السوداني المتعارف عليه والأسوأ ما في الأمر هو التحالف الكبير بين الترابي وحركة العدل والمساواة منذ أحداث أمدرمان وحتى أحداث جبل مون جعلتنا نتخذ مواقف حاسمة لأن الأمر متعلق بتدمير البلاد عبر المؤتمر الشعبي، وكذلك غياب العهود والمواثيق التي وجدناها في باديء الأمر بحزب المؤتمر الشعبي إضافة إلى انحسار المشروع الإسلامي بالحزب وحالة التهميش الخطيرة وعدم المتابعة الجادة من القيادة العليا لما يدور في المكاتب التنظيمية التي تتبع إليه في الخرطوم بحري وبقية المواقع الأخرى، والفشل الذريع أثناء فترة الانتخابات السابقة. ويقول جمال الدين حسن سعد أمين المؤتمر الشعبي محلية الخرطوم بحري ان المفاصلة التي تمت في الفترة السابقة هي بوادر خلاف أولية بالإضافة إلى نفس المفاهيم التي ذكرها الأخوة آنفاً وكذلك مسألة انتخاب الولاة من التابعين للحزب، ونقطة الخلاف هي أن يتم انتخابهم من ولاياتهم، والأخوة في الخرطوم يؤكدون على تعيينهم من المركز وهو سبب رئيسي للمفاصلة وغياب البرامج التربوية والدينية في المؤتمر الشعبي وضبابية التعامل مع المراكز الأخرى ولا يوجد حوار جاد ولا يوجد إصلاح سياسي بالحزب والتعنت السياسي بين قيادات الحزب العليا نحو المبادرات السياسات التفاف المؤتمر الشعبي حول الحركات المسلحة وتأييد الحزب لقرارات المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان. الحياد عن الطريق ويمضي عبد الوهاب السيد محمد حاج نائب مسؤول المؤتمر الشعبي ببحري شمال مرشح المؤتمر الشعبي بالدائرة (19) قومية ليقول ان المؤتمر الشعبي يمر بحالة من الإحباط والفتور السياسي بسبب سياسات القيادة العليا للحزب نحو العمل السياسي والتنظيمي أولاً لاحظنا غياب البرنامج الديني والمنهج الإسلامي ودرجة التهميش الكبيرة التي تعانيها قيادات الحزب الأخرى، والتعنت الواضح بين أعضائه والتلفيق وبث الأكاذيب السياسية والترويج لأشياء وقضايا لم تكن موجودة أصلاً في الساحة السياسية السودانية وغياب الرؤى والحوار الجاد خاصة بعد انتخابات أبريل 2010م حول قضايا الوطن الأساسية ودرجة التهميش التي يعانيها معظم أعضاء الحزب في كل المواقع الأخرى.