رفضت الحكومة السودانية بيان مجلس الأمن الدولي بالإنسحاب من منطقة أبيي، وقال علي أحمد كرتي وزير الخارجية، إن السودان ليس في حاجة لطلب بالإنسحاب لأنه أكد أن دخول القوات المسلحة للمنطقة أمر طارئ، الغرض منه معالجة الأوضاع الأمنية لحين التوصل إلى قرار نهائي، ووصف كرتي من صاغ البيان الأول بأنهم (يعيشون في عقلية الماضي)، ولفت إلى أن ذلك البيان رصع بالإدانات وكثير من التحريض، وأكد أن السودان وبمساندة العديد من الأصدقاء تمكن من إزالة الكثير من الألغام، بجانب الرفض القاطع للغة التهديد، ونبه كرتي مجلس الأمن والمجتمع الدولي كافة إلى أن الجيش السوداني دخل أرضاًً سودانية ولم يدخل أرضاً أجنبية، وكشف أن عدة ترتيبات أمنية إتخذت في المنطقة خرقتها الحركة الشعبية (10) مرات خلال شهرين، و كان مجلس الأمن متفرجاً، ولفت إلى أن ما قام به الجيش كان واجباً لتأمين الأرض، واستهجن كرتي ما جاء في البيان الرئاسي للمجلس، وقال إنه لم يأت بجديد، وإن حديثه حول الإنسحاب غير مقبول ما لم يأت عقب إتفاق وترتيبات تؤمن المنطقة للمواطنين سوياً، واعتبر رعاية مصلحة طرف واحد لا تمثل حلاً للمشكلة، وطالب كرتي مجلس الأمن بمساندة لجنة امبيكي بدلاً عن الرسائل السالبة باعتبارها وسيطاً نزيهاً يراعي مصالح كل الأطراف، مذكراً بأن اللجنة قدمت أكثر من حل قبلته الحكومة وقوبل برفض الحركة. وكان مجلس الأمن أدان مساء أمس الأول، الهجمات التي تَعرّضت لها بعثة الأممالمتحدة في السودان ودخول القوات المسلحة إلى أبيي، وطالب بإنسحابها فوراً من المنطقة. وقال نيلسون ميسون رئيس مجلس الأمن، مندوب الجابون الدائم لدى الأممالمتحدة في خطاب بالجلسة: نطالب القوات المسلحة التعاون مع الوسطاء الدوليين لتنفيذ إنسحاب عسكري فوري من أبيي ووضع ترتيبات أمنية بدعم من بعثة الأممالمتحدة. وفي السياق، نفى العقيد خالد سعد الصوارمي المتحدِّث باسم القوات المسلحة علاقة القوات في أبيي بالحرائق التي إندلعت في المنطقة، وقال ل (فرانس برس): أؤكد تماماً أن القوات المسلحة لا علاقة لها بأعمال النهب والحرق وإنما دخلت أبيي لضبط الأمن في المدينة، ونجحت في ذلك.