هدد حزب المؤتمر الوطني في السودان بعدم الاعتراف بنتيجة استفتاء تقرير جنوب البلاد في حال إجرائه في أجواء غير حرة ونزيهة . فيما وجه الرئيس عمر البشير بتكملة مشروعات البنى التحتية المشتركة مع دولة تشاد . وعبر البشير في لقاء، أمس، مع وزير النقل والبيئة والتنمية العمرانية التشادي آدم يونسمى الذي يزور السودان على رأس وفد كبير، عن تقديره للمستوى المتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية وحرص البلدين على تعزيز التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات ووجه بتكملة المشروعات المشتركة خاصة الطريق البري الرابط بين البلدين . في سياق آخر، وجه حزب المؤتمر الوطني الحاكم وتحالف أحزاب الجنوب المكون من 10 أحزاب انتقادات لممارسات الحركة الشعبية واستخبارات الجيش الشعبي “التي تسمح لقادتها للإعلان عن حملتهم الداعمة للانفصال وفى ذات الوقت تستمر في منع تحالف الأحزاب الجنوبية والمؤتمر الوطني من ممارسة حقهم في التعبير عن وجهة نظرهم في عملية الاستفتاء والدعوة الصريحة للوحدة" . واعتبر المؤتمر الوطني وتحالف أحزاب الجنوب ذلك خرقا للدستور واتفاق السلام الشامل وقانون الاستفتاء، وأشارا في مؤتمر صحافي إلى أن ممارسات الحركة الشعبية كحزب سياسي وحكام بعض الولاياتالجنوبية تقول إن الحركة لا تقر بما نص عليه اتفاق السلام الشامل في حق المواطن الجنوبي في تقرير مصيره بحرية وشفافية ونزاهة . وهدد حزب المؤتمر الوطني بعدم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء في حال إجرائه في أجواء غير حرة ونزيهة، واتهم الحركة الشعبية بالتضييق على الحريات في الجنوب وعدم السماح للأحزاب الأخرى بالعمل في بعض ولايات المنطقة . من جانبه، كشف علي تميم فرتاك القيادي بحزب المؤتمر الوطني ومستشار الرئيس البشير، عن اتصالات يجريها حزبه مع منظمة دول الإيقاد والولاياتالمتحدة وبريطانيا والأممالمتحدة للضغط على الحركة الشعبية للسماح للقوى السياسية الشمالية والجنوبية بممارسة حقها السياسي للتعبير عن مواقفهم الداعمة لوحدة السودان . كما هدد ممثل تحالف الأحزاب الجنوبية ديفيد ديشان بعدم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء حال عدم توفر الحريات التي تمكن المواطن الجنوبي من التعبير عن خياره بحرية وشفافية فيما يختص بالوحدة أو الانفصال . وطالب رئيس حكومة جنوب السودان بالتدخل السريع لإطلاق سراح المعتقلين وضبط ممارسات الجيش الشعبي الذي اعتقل أفرادا من حزبه كانوا يقومون بحملات تثقيفية عن الاستفتاء . وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أن القمة التي ستعقد، اليوم الجمعة، في الأممالمتحدة حول السودان سوف “تشجع" الأطراف على التفاهم حول تنظيم الاستفتاء . وقال إن “هدف الاجتماع هو تشجيع الشمال والجنوب على العمل معا بشكل بناء" . كما ناقش الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت الأمور المتعلقة بالاستفتاء وضرورة إجرائه في الموعد المحدد ودون أي عنف أو أفعال ترهيب . وأعرب الأمين العام عن قلقه إزاء عدم تشكيل مفوضية الاستفتاء الخاصة بأبيي حتى الآن، مشيرا إلى عزم المجتمع الدولي احترام نتائج التصويت . وتعهد سلفاكير بأن الشماليين سيكونون موضع ترحيب إذا حصلت منطقته على الاستقلال في الاستفتاء، وهون من شأن تحذيرات من أن الأقليات قد تواجه الطرد والمضايقات . وطالبت هيومن رايتس ووتش في بيان طرفي اتفاق السلام أن يذكرا علنا أنهما لن يطردا الأقليات التابعة لأي من الطرفين في حال الانفصال . وقالت إن جنوبيين في الشمال وشماليين في الجنوب قالوا إنهم يخشون من أعمال انتقامية تصل لدرجة الطرد إذا أقر الانفصال .