في استفزاز بالغ وتجاوز خطير أثار غضب وسخط عدد كبير من المواطنين ، عمدت بعض مؤسسات الدولة الحكومية الرسمية مع سبق الإصرار ، على " محو " مثلث حلايب السوداني من خريطة البلاد ، ونشرت على نطاق واسع خريطة السودان بعد انفصال الجنوب – دون ان تشمل مثلث حلايب الذي تحتله القوات المصرية منذ سنوات وتعمل على تمصيره بالكامل . ففي الوقت الذي يتعامل فيه الجانب المصري مع قضية حلايب بوصفها قضية " أمن قومي . على الرغم من عدم احقيته فيها ، تقوم مؤسسات حكومية رسمية مثل مجلس الولايات والهيئة القومية للاتصالات ، وشرطة مرور ولاية الخرطوم " بقطع " جزء عزيز وأصيل من ارض الوطن في خطوة لا يمكن تفسيرها إلا بإعتبارها جزءاً من التجاهل والإهمال والاستهتار الكبير الذي تبديه الحكومة تجاه قضية حلايب ككل ، وعدم قيامها بأي خطوات جادة وحاسمة في سبيل استرداد المثلث وفرض هيبة وسيطرة الدولة عله . صحيفة القرار رصدت صوراً لخريطة السودان المبتورة في شعار شرطة مرور ولاية الخرطوم ، الذي تلصقه على ابواب بعض سياراتها التي تجوب العاصمة ليل نهار . وكذلك في الصفحة الرسمية لمجلس الولايات ، وهو احد مكوني الهيئة التشريعية القومية . وكذلك رصدتها في شعار الهيئة القومية للاتصالات ، والذي نشرت مؤخراً على نطاق واسع إعلاناً مدفوع القيمة بالصحف تصدرته الخريطة المبتورة .
