قلنا في الحلقات الماضية: (المخطط الإسرائيلي لتمزيق أقطار الوطن العربي القائمة حاليا وتفتيتها مستمر.. والعراق والسودان أصبحا اليوم هدفا أساسيا لإسرائيل حيث تسعى لتمزيق هذين البلدين بوسائل وطرق شتى مستخدمة في ذلك مظلة غربية.. والسلاح والمال الإسرائيلي كان يفعل فعله بالجنوب طوال سنوات التمرد وخلال ما يقارب نصف القرن.. ثم صار يفعل فعله في دارفور.. وذلك تحت مظلة غربية.. حيث اعترف وزير الأمن الإسرائيلي بأن أمريكا وأوربا وفرتا الغطاء اللازم لإسرائيل لتفعل فعلها في السودان.. وتحت عنوان (من دعم عسكري إلى المساعدة في تهريب اللاجئين.. إسرائيل ودارفور والبحث عن جارانج جديد.. ) كتب أحمد الغريب في (موقع الرؤية) مقالا هاما رأيته أن أنقله للقارئ السوداني بغرض الفائدة حيث جاء في المقال: ( تحرص الصحف الإسرائيلية على نقل قصص اللاجئين السودانيين الموجودين في إسرائيل، موضحة كيف يتعاطف هؤلاء اللاجئون مع ضحايا الهولوكوست، ويقومون بزيادة النصب التذكاري لضحاياه في إسرائيل، وتأكيدهم أن الإسرائيليين سيقدمون لهم المساعدة، لأنهم سيتفهمون ما يجري لهم، باعتبارهم تعرضوا لعملية "إبادة جماعية" مماثلة. كما تقوم إسرائيل بتهريب الأسلحة إلى متمردي دارفور، وهو ما تأكد بعد إعلان الكشف عن شبكة لتهريب الأسلحة، تتخذ من الأردن ممرًا لها، بالإضافة إلى صدور كتاب عام 2004م حول تهريب السلاح إلى أفريقيا، نقل عن مصادر تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية قولها، إن إسرائيل هي المصدر الرئيسي للسلاح المستعمل في دارفور، وكذلك صعدت إسرائيل من ضغوطها الدولية على السودان، حيث التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، بعدد من السفراء الأفارقة في تل أبيب، في مناسبات عدة لمناقشة الجهود الإسرائيلية للمساعدة في حل أزمة دارفور، بالإضافة إلى تخصيص لمجلس الوزراء جلسات خاصة متفرقة، لمناقشة الوضع هناك، وأعلنت وزارة الخارجية أنها في صدد التبرع بخمسة ملايين دولار لمصلحة من أسمتهم "ضحايا مجازر الإبادة الجماعية في إقليم دارفور السوداني"، وتضمن إعلان التبرع أن "إسرائيل لا تستطيع أن تقف متفرجة دون تقديم المساعدة، بينما تحدث أكثر الأزمات الإنسانية حدة في العالم"، حيث ستقوم إسرائيل بتحويل مبلغ 4 ملايين دولار إلى 4 منظمات مساعدات حكومية، بينما سيكون المليون الخامس على شكل مساعدات دوائية، ومعدات لتحلية المياه، ستتبرع بها شركات إسرائيلية، وتقدم للاجئين السودانيين، وكانت إسرائيل قد تبرعت بنحو 200 ألف دولار أميركي لمنكوبي دارفور على مدى السنوات الثلاث الماضية، وينتظر أن تضع المساعدة الجديدة إسرائيل على لائحة أكثر من 10 بلدان تقديماً للمساعدات، إلى ضحايا دارفور، وهي القائمة التي تتصدرها الولاياتالمتحدة، ولا تضم حاليًا سوى دولة عربية واحدة. وإذا ما أمعنا النظر في مسألة تفاقم هجرة السودانيين إلى إسرائيل، فإننا نجد أن الكثير من ذوي الاهتمام بالشأن الإسرائيلي يرجعون ذلك إلى عاملين رئيسيين، أولهما، يتمثل في حالة الضياع، التي يعيشها السودانيون في بلادهم، أي أنها نتاج طبيعي لإفرازات الظروف، التي عانى منها المواطن السوداني، وما وصل بهم الحال من رغبة في ترك أوطانهم من ناحية، وفشلهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في مصر، وتردي أوضاعهم فيها، لذا كان طلب الهجرة إلى إسرائيل من بين طلبات هؤلاء اللاجئين، أما العامل الثاني فيتمثل في إغلاق باب اللجوء أمام السودانيين، سواء إلى الولاياتالمتحدة، أو أستراليا، أو كندا، وذلك بحجة انتفاء أسباب اللجوء السياسي، بعد اتفاقيات السلام، التي وقعتها الأطراف المختلفة، فقد كان اللجوء إلى إسرائيل امتداداً للنزوح واللجوء، الذي كان يقوم به الكثيرون من السودانيين، وهو الأمر، الذي دفع بعض المحللين إلى التعويل على هذين العاملين للقول، إن الهجرة السودانية إلى إسرائيل ليس لها أبعاد سياسية، إنما الدوافع الاقتصادية تمثل السبب الرئيسي وراء ازديادها في الآونة الأخيرة، اعتقاداً منهم أن إسرائيل ستفتح لهم أذرعها، وسواء كان العامل سياسياً أم اقتصادياً، إلا أن المهم في هذا الشأن هو استكشاف أسباب الترحيب الإسرائيلي، المثير للكثير من علامات الاستفهام، بلاجئي دارفور، والذي تقف على رأسه الرغبة الإسرائيلية الجامحة في إشعال النار في الجسد السوداني. (نواصل) المصدر: الرائد 7/2/2010