أقر جيش جنوب السودان بسيطرة المتمردين على مدينة بنتيو، فيما كشفت الخرطوم عن مساع غربية لفرض حكومة انتقالية على الجنوب دون مشاركة الرئيس سلفاكير ميارديت وقائد التمرد رياك مشار، ونفت تقديم دعم للمتمردين، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي انه في "سباق مع المطر لمنع المجاعة" في دولة جنوب السودان . وأعلن جيش جنوب السودان، أمس الأربعاء، أن حركة التمرد التي يتزعمها النائب السابق للرئيس رياك مشار سيطرت على مدينة بنتيو النفطية التي شهدت أعنف المعارك خلال النزاع الذي اندلع قبل أربعة اشهر بين الجانبين . وتعتبر بنتيو في ولاية الوحدة الجنوبيةالمدينة الوحيدة المهمة التي يسيطر عليها المتمردون . وقال المتحدث باسم الجيش فيليب اغوير "نتحرك باتجاه استعادة المدينة من أيدي قوات رياك مشار التي دخلتها الثلاثاء بعد انسحاب قواتنا منها"، متهماً المتمردين بارتكاب "فظائع وقتل المدنيين" . في الأثناء، كشفت الخرطوم عن مساع غربية لفرض حكومة انتقالية على دولة جنوب السودان دون مشاركة الرئيس سلفاكير ميارديت وقائد التمرد رياك مشار . كما حذرت من خطورة الوضع في جوبا . وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية، كمال الدين سعيد، أمام البرلمان ، إن منظمة "الإيقاد" تدير ملف التفاوض بين الحكومة في جوبا والمتمردين بصورة تقليدية، دون الأخذ بالاعتبار الطبيعة المختلفة للبيئة الجنوبية بمختلف مناحيها، قاطعاً بفشل مساعيها في التوصل لحل . وأوضح سعيد أن الأزمة في جوبا لن تحل بناء على موازين القوى وتقديرات الخصم ولا على المعادلات السياسية، وشدد على ضرورة أن تعمل "الإيقاد" على إيجاد طرق مختلفة للتعامل مع قضية الجنوب . في جانب آخر، جددت الخرطوم نفيها تقديم دعم لمتمردي جنوب السودان، وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، إن ما تناولته بعض أجهزة الإعلام الخارجية، بأن متمردي دولة الجنوب قد تم تدريبهم أو فتح معسكرات لتدريبهم داخل الأراضي السودانية، لا أساس له من الصحة . وأكد أن المنطقة الواقعة ما بين منطقتي هجليج والخرسانة بولاية غرب كردفان توجد بها أعداد كبيرة من النازحين من دولة الجنوب الذين نزحوا بعد المعارك الشرسة، التي وقعت بين الأطراف المتنازعة بدولة جنوب السودان، ويتلقون الآن المساعدات المقدمة من منظمات العون الإنساني . إلى ذلك، صرحت مسؤولة المساعدات في الاتحاد الأوروبي كريستالينا جورجيفا بأن منظمات الإغاثة الإنسانية في "سباق مع المطر لمنع المجاعة" في دولة جنوب السودان حيث شرد القتال أكثر من مليون شخص خلال الأربعة أشهر الماضية . وقالت جورجيفا، إن الأممالمتحدة تحتاج 232 مليون دولار بشكل عاجل، وسيساعد هذا المواطنين في جنوب السودان على زرع محاصيلهم في الموسم الذي يمتد عبر أشهر مارس/ آذار وإبريل/ نيسان ومايو/ أيار لضمان وجود محصول هذا العام . ومضت تقول "نحن بحاجة للحصول على الأموال الآن لأننا إذا لم نجهز المواد الغذائية الآن قبل موسم الأمطار فقد تدركنا المجاعة، لذا فإننا إذا لم نفعل شيئا خلال ستة أشهر فإن الناس سيموتون من الجوع" . المصدر: الخليج 17/4/2014م