الناطق الرسمي باسم تحالف المعارضة، محمد ضياء الدين صرح معلناً رفض التحالف لتوقيع الجبهة الثورية علي اتفاق المبادئ بوساطة رئيس الآلية الأفريقية، ثامبو أمبيكي، باعتبار أن تلك الخطوة بنظرهم نوعاً من التدويل المرفوض لملف الحوار الوطني..! نتعجب .. لأن تحالف المعارضة هو ذاته التحالف الذي اجتمع مع أمبيكي وبنصاب مكتمل من قياداته من قبل، وبحث مع هذا الوسيط الأفريقي عملية الحوار الوطني..! هل كان أمبيكي حينها يحمل صفة وسيط وطني. ومتي أصبح التحالف متمسكاً بشكل عملي بأن يظل الخلاف السوداني سوداني والاتفاق أو الحوار فقط داخل البيت؟.. وهل كل أرشيف التنسيق بفجره الجديد وحلمه القديم بين قوي التحالف والجبهة الثورية نفسها، عمل بعيد عن التدويل. لا طبعاً.. لأن الجبهة الثورية هي جسم (مدول) من أعلي رأسه إلي أخمص قدميه، سلاحها وإعلامها وحتي أجندتها وكل إمكانياتها.. هي كيان يتحرك بأموال خارجية ودعومات دولية، فكيف هو التدويل إذن؟ هل التدويل يعني فقط التفاوض خارج الحدود أو التفاوض بوساطة من خارج الحدود؟.. لماذا لم يتخذ التحالف موقفاً صارماً تجاه الجبهة الثورية نفسها بسبب شبهات تمويلها وهوية دعمها الخارجي إذا كان تحالف ضياء الدين وأبو عيسي فعلاً يتحري الدقة والصدق في رفض تدويل القضية السودانية..؟ إن تصريح محمد ضياء الدين، الناطق باسم التحالف، في رفضه اتفاق مبادئ أديس، باعتبارها تدويلاً لقضية الحوار الوطني، يشبه عندي منطق وطريقة هذا القيادي حين أعلن علي صفحته في "الفيسبوك" في عيد الفطر الماضي، أنه رفض كرت معايدة أرسله له مدير أحد الأجهزة النظامية القومية في إطار التقليد السوداني العادي والأصيل بتبادل كروت المعايدة والحلوي في مناسبات، وضمن قائمة عامة حسب علمي تشمل عدداً كبيراً من قادة العمل السياسي والصحفي ورموز المجتمع في إطار التواصل السوداني الطبيعي. ضياء الدين كان قد هاج وماج وارتدي قبعة البطولة والنضال والشرف الباذخ واعلن علي صفحته أنه قد رفض (رشوة) من مدير المؤسسة الفلانية عبارة عن كرت معايدة وعلبة حلوي..! لم تنفد علامات التعجب عندي من تصريحات محمد ضياء الدين تلك ، لكنني اعتبرتها أمراً يخصه وحده، أما الموقف المعلن أمس علي لسانه، فهو موقف يخص التحالف، ويجب أن نرسل في تعليقنا عليه الرجاء لقيادات التحالف بأن يطالعوا أرشيف مواقفهم (البطولية) قبل أن يضيفوا أو يزيدوا عليها موقفاً جديداً. نقلا عن صحيفة اليوم التالي 8/9/2014م