(أخبرهم أنه تم بناء سد في السودان وأن هنالك مدارس بنيت ومستشفيات جديدة افتتحت، وأن البنية التحتية تزدهر إنه إزدهار عظيم ولكن يبدو أن تلك ليست هي الأخبار التي يبحثون عنها). ..(منذ قرن من الزمان منذ المقاومة الشجاعة ضد الامبريالية البريطانية وليومنا هذا يتم تشويه صورة السودان وبشكل مستمر لا مبرر له على الإطلاق ولا يمتلك السودان الإمكانيات لتغيير هذه الصورة السلبية المبتدعة وهذا ما يؤثر على الإعلام الذي يبحث باستمرار عن عناوين رئيسية.. كانت هذه شهادة أدلى بها البروفيسور الألماني شتيفان كروبلين رئيس وحدة أبحاث الشؤون السودانية في جامعة كولونيا وإن لم يقل غير هاتين العبارتين في شهادته الطويلة لكفانا في تلخيص مشكلة يعجز الكثيرون عن تفسير أصولها أو يتجاهلون عن قصد أو غير قصد أن للقضية جذور تاريخية ولن تزول اليوم ولن نستطيع أن نضع لها حداً في القريب العاجل. والبروفيسور شتيفان كروبلين لم يقل شهادته هذه انطباعاً أو اعتباطاً فهو رجل خبر السودان جيداً على مدى نصف قرن من الزمان تاريخاً وجغرافية وبيئة، أنساناً وأرضاً ومن هنا فهو يعبر بصدق عن واجبه الأخلاقي : (إنني اشعر بالالتزام باطلاع الرأي العام على حقيقة ما يدور في السودان.. وأقوم بذلك ليس منذ أن تصدر السودان بسبب أزمة دارفور عناوين الصحف بل قبل ذلك). الألماني شتيفان كروبلين أثبت أن الخواجات كلهم ليسوا أمثال الأمريكي البروفيسور إريك ريفز.. فشتيفان كروبلين أكثر وأعمق تخصصاً في الشؤون السودانية من إريك ريفز والأخير رهن خبرته وتخصصه في السودان للعمالة والارتزاق وشغل (ناس قريعتي راحت) بوثائقه المزورة ولكنهم لم يلتفتوا مجرد التفاتة لخبير حقيقي في الشأن السوداني لم تقتصر شهادته لفترة الإنقاذ بل هو يقول أن السودان مستهدف ومنذ حوالي مائة عام وليعلم أولئك أن هذا الاستهداف لن ينتهي بزوال النظام الحالي وجلوسهم هم على حطامه وإن حدث ذلك فسيكتوون بنيرانه ولن يجدوا ايرك جديد يعدل لهم الصورة التي سعوا معه لتشويهها عن هذا البلد وإنسانه. يقول الألماني شتيفان كروبلين : ( لقد مكثت في السودان سنوات طويلة وعلى اطلاع الرأي العام حول الانطباعات الشخصية التي حصلت عليها أثناء سنوات إقامتي في هذا البلد. أما دارفور فهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها القوى الغربية أن تحقق أهدافها. باستطاعتنا أن نعود بذاكرتنا إلى حقبة الاستعمار البريطاني التي استمرت فترة طويلة ارتكبت خلالها جرائم رهيبة). الألماني يوضح لماذا دارفور ولماذا السودان في هذا الاستهداف؟.. هذا ما سنعود إليه لاحقاً إذا كان في العمر بقية. نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 30/11/2014م