تبدأ اليوم فصول مرحلة جديدة من حياة السودان السياسية في وقت يؤدي فيه رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير (اليمين الدستورية) أمام نواب الهيئة التشريعية بام درمان كرئيس منتخب للدولة لخمسة أعوام قادمات بعد أن انتخبته جماهير الشعب السوداني في الانتخابات المنتهية في أبريل الماضي – والبشير الذي اعتلي سدة الحكم في العام 1989م عبر نظام الإنقاذ الانقلابي ظل رئيساً للبلاد منذ ذلك الحين .. وظل جندياً مخلصاً لوطنه اذ أسهم وبصورة فاعلة في وضع البلاد على خطي التقدم والتطور والازدهار وفي عهده تحققت الانجازات التنموية والسياسية والاقتصادية الأمر الذي شجع الناخبين على التصويت لصالحه في العملية الانتخابية التي دخلها منافساً لاثني عشر مرشحاً يمثلون قوي سياسية مختلفة. وتقدم البشير على منافسيه ممثلاً لحزبه المؤتمر الوطني ليأتي تنصيبه اليوم بداية جديدة لحلقة جديدة عنوانها سودان نيو لوك تحت إمرة حكومته القادمة والتي سيتم الإعلان عنها بعد أدائه القسم امام نواب البرلمان والولايات وتنصيب البشير الذي يعد حدثاً سياسياً بارزاً في الوقت الذي تمر فيه دارفور ومسألة الوحدة وعملية الاستفتاء التي تقرر مصير البلاد المتقلب بين الوحدة والانفصال حيث يتعين على البشير ونوابه وأعضاء حكومته تنفيذيين وتشريعيين على أن يعملوا من أجل الوطن الواحد القائم على أسس الديمقراطية والمساواة – تنصيب البشير والذي بحسب تأكيدات بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والذي أكد أن الشعب السوداني سيجد نفسه أمام منعطف سياسي جديد ومرحلة سياسية هامة هذا إلى جانب مشاركة الأممالمتحدة بصورة أساسية في التصيب عبر مبعوثيها في السودان ومندوبيها من هناك حيث يشارك هايلي منكريوس الممثل الخاص لبنا كي مون وإبراهيم قمباري عن اليونميد البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بدارفور وتأتي مشاركة الأممالمتحدة في تنصيب الرئيس بحسب مراقبين خطوة جديدة للتعاون مع السودان باعتبار أن ذلك اعترافاً ضمنياً منها بشرعية الحكومة ونزاهة العملية الانتخابية وإضفاء مزيداً من الشرعية على الحكومة المنتخبة في وقت أبدت فيه قوى المعارضة السودانية آراء متباينة بشان الانتخابات معلنة رفضها حتى للمشاركة في الحكومة القومية التي من المقرر تشكيلها بعد أداء البشير للقسم اليوم. الأممالمتحدة قررت المشاركة رغم محاذير دولية وضعت أمام مشاركتها هذا الى جانب مشاركة الاتحاد الأوربي الذي هو الآخر بصدد أرسال وفد للمشاركة كما لم تحدد فرنسا مشاركتها من عدمها وهذا الاهتمام الدولي يجعل من تنصيب البشير حدثاً سياسياً هاماً خاصة في ظل الوضعية الاستثنائية للبلاد. والي جانب الأممالمتحدة تشارك دول الجوار والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية حيث رئيس الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي عبر أمينها العام ورئيس جمهورية السنغال عبد الله واد، والرئيس الليبي معمر القذافي، واسياسي افورقي، وملس زناوي وإدريس دبي وكل دول الجوار الإفريقي والعربي ويأتي تنصيب البشير كخطوة فعلية لاعتماد نتيجة الانتخابات الماضية حيث يساعد ذلك على إعلان الحكومة القادمة والتي دارت تكهنات كثيرة بشأنها. وفي إطار استعداداتهم لاستقبال رئيس الجمهورية أبدي نواب الهيئة التشريعية القومية ارتياحاً بالغاً لقسم الرئيس كعرف دستوري متعارف عليه في كل الدول حيث يؤدي القسم أمام النواب كما يجري في الدول الأخرى وطالب بعض النواب البشير بأن ينتهج سياسات تساعد على وضع حد لما رشح بشأن إمكانية حدوث انفصال الجنوب وطالبوه بضرورة أن يعمل على كبح جماح الانفصال والعمل على جعل الوحدة خياراً جاذباً عبر تهيئة البلاد عبر الشهور المتبقية لإنجاح عملية الاستفتاء وإكمال سلام دارفور.. ووصفوا تنصيب البشير بالخطوة السياسية الهامة . في وقت تتهيأ فيه البلاد لدخول أهم المراحل السياسية .. وعلى ما يبدو نتوقع أن تأتي المشاركة واسعة على الإطار الداخلي والخارجي بحسب الاستعدادات التي ضربت الخرطوم صباح أمس على صدي استقبالها لرؤساء ومناديب دول عديدة ومنظمات للمشاركة في التنصيب هذا إلى جانب البعثات الدبلوماسية والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية. نقلاً عن صحيفة الحرة 27/5/2010م