يجتمع في دافوس هذا الأسبوع زعماء ومسؤولون في قطاعات الأعمال وسياسيون من مختلف أنحاء العالم. وبعد 41 سنة من الاجتماعات المماثلة يمكن القول: إن منتدى هذا الأسبوع لن يكون أوفر حظا من المنتديات السابقة. وحتى لو كان هناك إمكانية لإنقاذ العالم خلال خمسة أيام فإن قائمة المشكلات تزيد يوما بعد يوم لدرجة شعر معها كلاوس شواب مؤسس المنتدى بالقلق إذ قال: إنني أشعر بالقلق بسبب عدم مقدرة الحكومات والمؤسسات العالمية على استيعاب حجم المشكلات وسرعة تطورها. وأشار تقرير للمنتدى -صدر هذا الشهر عن المخاطر التي يواجهها العالم- إلى 37 مشكلة رئيسية، بزيادة واحدة عن العام الماضي. وتشمل المشكلات المناخ والنزاعات الجيوسياسية وديون الحكومات وكذلك الهجرة والتكنولوجيا الحديثة. وخلال اجتماعاته في العام الماضي أغفل المنتدى ما أصبح بعد ذلك أكبر مشكلة في العالم وهي مشكلة الدين السيادي لأوروبا. وحتى بعد أن أصبحت الأزمة اليونانية واضحة قال الرئيس اليوناني أمام المنتدى في كانون الثاني من العام الماضي إن حكومته سوف تستطيع السيطرة على دينها السيادي. وفي الواقع، وكما كان الوضع دائما ،فإن هناك من الحديث أكثر بكثير مما هناك من العمل في دافوس. وسيتركز جزء من أجندة المنتدى على إيجاد حلول لتهديدات في العالم مثل شح الائتمان. وقال شواب: يجب أن ننتقل من مرحلة مكافحة الحريق إلى منع حدوثه، وإلا فإن العالم سيظل رهينة لعملية مستمرة من إدارة الأزمات. بالتزامن, تجمع وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا في تايلند للقيام برحلة غير تقليدية إلى الصين يستخدمون فيها النقل البري والبحري والجوي في رحلة رمزية لربط اقتصادات المنطقة باقتصاد الصين. وتستغرق رحلة الوزراء إلى الصين يوماً وحداً وقد نظمها منتدى دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بهدف دعم التعاون بين الدول الأعضاء الإحدى عشرة والتي يصل حجم الناتج المحلي الإجمالي فيها إلى ستة تريليونات دولار. وتعكس الرحلة الرغبة في ربط خطوط السكك الحديدية والطرق البرية والبحرية القائمة ببعضها بعضاً في منطقة يصل عدد سكانها إلى 1.9 مليار نسمة. ويقول محللون: إن هناك فرصة لنمو تجاري كبير بالمنطقة بين دول «آسيان» والصين قد تشجع دولا أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية على السعي لتوثيق علاقاتها مع دول المنتدى. وقال بافين تشاتشا فالوبونغبنغ المتخصص بالدراسات الاستراتيجية في معهد دراسات جنوب شرق آسيا في سنغافورة إنه بالنسبة لآسيان بشكل عام فإن جميع الطرق تؤدي إلى الصين، إنها خطوة لوجستية قد تشجع لاعبين آخرين بالمنطقة على المشاركة. وبدأ الوزراء رحلتهم في تشيانغ راي في تايلند قبل عبور نهر الميكونغ بالسفينة إلى هوي زاي في لاوس ومن ثم يذهبون إلى جينغونغ في إقليم يونان الصيني بالحافلات قبل أن يطيروا غدا إلى مدينة كومنغ للاجتماع.