يتجه تحالف القوى السياسية المشاركة في مؤتمر جوبا إلى اتخاذ حزمة من الترتيبات تحدد خارطة طريقه نحو الانتخابات القادمة، إلا أن التحالف لا يبدو فى عجلة من أمره وهو يترقب ما سيسفر عن عملية تمديد التسجيل لمدة أسبوع، والتي ستنتهي في السابع من الشهر الجاري، وبعدها سيتجه لعقد لاجتماع هيئة قيادة أحزاب مؤتمر جوبا، والمقرر انعقاده منتصف الشهر الجاري، ويناقش اجتماع تحالف جوبا الوضع السياسي فى البلاد ومقترحات عدة، أبرزها إمكانية بناء تحالف انتخابي والخروج بمرشح واحد لرئاسة الجمهورية. ويرى د. حسن الساعوري (المحلل السياسي) أننا لا نستطيع تحديد الوزن الحقيقي للقوى السياسية إلا بالنظر للأصوات التى تحرزها فى الانتخابات، واعتبر أن تحالف جوبا خصومة للبرامج السياسية فمثلا المؤتمر الشعبي هو إسلامي عكس حزب البعث والحزب الشيوعي والحركة الشعبية والاتحاد الديمقراطي ختمية، وهذه متناقضات وهذه التحالفات تولد الهزيم، وهم يريدون هزيمة المؤتمر الوطني، وأشار الساعوري لما حدث فى دائرة الصحافة العام (1986م) كانت كل الأحزاب ضد الجبهة الإسلامية ومرشحها حسن الترابي، وتسأل عن التقسيم الوزاري بين أحزاب التحالف، ورؤية الحكومة سواء برنامج إسلامي أو اشتراكي. غير أن د. آدم محمد أحمد (أستاذ العلوم السياسية) يقول إن تحالف جوبا لديه عدة مطالب منها تعديل القوانين وحل مشكلة دارفور ودخل عنصر التسجيل للانتخابات وايجاد معالجة للقوانين لكي تخوض الانتخابات. وأضاف الأحزاب في خطوط متتالية في حالة تعديل القوانين وتحقق مرشح واحد للرئاسة يوجد صعوبة وسلفاكير صاحب الأغلبية ومن الصعوبة الاتفاق. بينما يقول عبد الله آدم خاطر (المحلل السياسي) إن الديمقراطية تعمل على خلق المناخ المناسب الذي يتفق مع القانون، الذى لا يمنع الدخول بمرشح واحد للرئاسة أو قائمة واحدة وهذا ضمان لقيام انتخابات حُرة نزيهة واستمراريتها لمستقبل السودان . ويبدو حديث د. آدم متسقا مع تصريحات باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، مقرّر مؤتمر جوبا في المؤتمر صحفي عقب اجتماع القوى السياسية أمس الأول بدار حزب الأمة القومي، إن القوى السياسية لن تخوض الانتخابات إلاّ في أجواء ديمقراطية، وأضاف أن القوى السياسية ستخرج في مسيرة سلمية في السابع من ديسمبر الجاري، تشارك فيها الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للمطالبة ببرنامج واضح حول قضايا الحريات، وإجازة قوانين التحول الديمقراطي والقضايا العالقة، بجانب الإسراع في تحقيق سلام دارفور. وفى ذات الوقت استبعد حمدتو مختار (العضو بالبرلمان) اتفاق التحالف على النزول في قائمة واحدة، وذهب إلى أن العكس سيحدث، فمن الممكن أن يتنافس أكثر من مرشح داخل الحزب الواحد فى الدائرة الواحدة كما حدث فى الانتخابات السابقة. غير أن البروفيسور إبراهيم غندور الأمين السياسي بالمؤتمر الوطني، طالب أحزاب جوبا بأن يكون لها رأي واضح حول الانتخابات، ووصفها بأنها بين موقفين متناقضين، تحالف لإقصاء الوطني، وإن فشلت فالمقاطعة. وأشار غندور إلى أن تلك المواقف للأحزاب تؤكد عدم مُساندة الشارع لها. ودعاهم لعدم ترديد مقولة مقاطعة الانتخابات والعمل لأجل انتخابات حُرة ونزيهة. وزاد: "قبل التفكير في خروج مسيرات للبرلمان يجب عليهم الضغط على الحركة لإجازة القوانين بالبرلمان، وأضاف أن المجلس الوطني لا يحتاج لضغط لإجازة القوانين". وفى ذات الوقت كشف الأمين العام للحركة الشعبية ومقرر مؤتمر جوبا باقان أموم عن عدد من المقترحات التي تم الاتفاق عليها سترفع الى اجتماع قيادة أحزاب جوبا وأهمها هو مقترح "الاتفاق على مرشح واحد" لرئاسة الجمهورية وهذا الأمر لأول مرة يتم تداوله بشكل واضح وهذا مؤشر إلى اتجاه تحالف المعارضة لتسمية مرشح واحد للرئاسة خاصة مع تحديد المفوضية بدء الترشيحات في الثاني عشر من يناير المقبل، ومن ضمن المقترحات كيفية قيام تحالف انتخابي بين قوى جوبا لخوض الانتخابات المقبلة والعمل على وضع إستراتيجية واضحة في هذا الاتجاه، والضغط لتنفيذ مقررات مؤتمر جوبا. من جهته أقر الناطق الرسمي باسم تحالف القوى السياسية المعارضة فاروق أبوعيسى بوجود قصور وبطء في تنفيذ مقررات مؤتمر جوبا، ولكنه أضاف: "إن الإرادة موجودة لدى كافة الأحزاب لتنفيذها". واعتبر فتحي شيلا أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني أن مقاطعة الانتخابات موقف ايجابي ويصب فى مصلحة الوطني، واذكر في جامعة الخرطوم كانت القوة السياسية متحالفة ضد الوطني، وأن حزب المؤتمر الوطني هو الذي فاز في الانتخابات، وتعتبر جامعة الخرطوم من اعرق الجامعات السودانية وتضم كثيرا من الطلاب، والمنافسة أمر طبيعي بل نرحب بها ونحن على استعداد لها، وزاد أن المجتمع قادر على التميز بين الخبيث والطيب. واختتم قوله بأن المؤتمر الوطني جاهز لخوض الانتخابات وسيكتسحها بإذن الله، وله تنظيم دقيق في قطاع الانتخابات وعلى ثقة بأن كوادر الوطني قادرة على ذلك. ويذهب بروف غندور إلى أن الشعبية إذا قاطعت الانتخابات فإنها بذلك تنهي الاتفاقية، ويضيف " الانتخابات بالنسبة لنا جزء منها –أي الاتفاقية-، ومرة أخرى لو أرادوا الاستفتاء فعليهم الذهاب للانتخابات لأن الاستفتاء جزء مهم من الاتفاقية". وزاد غندور أيضا أما بقية القوى السياسية أو ما يعرف بتحالف جوبا، فمن حقه مقاطعة الانتخابات، إلا أننا نأمل ألا يقاطعوها، وضغط غندور بين أسنانه جيدا قبل أن يقول: "تحالف جوبا لا يمثل سوى ثلاثة عشر حزبا، لا تمثل شئ فى ظل وجود أكثر من ستين حزبا مسجلا بالبلاد".