سألني صاحبي ونحن نمضي مع أسرتينا عطلة نهاية الإسبوع في منتزه بارنوامي يطل على البحر المفتوح ، هل إذا قامت إحتجاجات في السودان ونزل المتظاهرون الى الشوارع في المدن السودانية كافة ، هل تعتقد ان السلطة ستستخدم الرصاص والقسوة على شاكلة النموذجين الليبي والسوري ؟ ، قلت لصاحبي ، كل شيء جائز في هذا الزمن الرمادي خصوصا وان هناك صقورا في الانقاذ يمكنهم فعل اي شيء من أجل البقاء في السلطة ، لكن صاحبي ( الشفقان ) عاجلني بقذيفة أخرى بقوله وهو يشفط كوب الشاي في تمهل ويهرش دماغه المصاب بالزحف الصلعي ، هل تعتقد أن هناك قيادات في السودان غير الزعامات الحزبية المهترئة يمكن ان تقود عملية التغيير ؟، قلت للرجل حواء ولادة يا اخي والسودان بخير ، وهناك قائمة طويلة من النخب ( اللي قلبها ) على السودان يمكن ان ترسم صورة الوطن الجديد ، لكن تعالوا نسال أنفسنا هل يمكن ان تأتي حكومة افضل من التي تمسك حاليا بتلابيب السودان ؟ ، في تصور الكثيرين أن حكومة الانقاذ هي أفضل السيئين على الإطلاق ، لا تفهموني غلط انا لست مع حكومة الإنقاد وليس لي ناقة ولا جمل معها ، وكنت اناصبها العداء ايام فورتها الاولى التي ذهبت جفاء كما يذهب زبد البحر في ليالي الشتاء القاتلة ، كما إنني لم يحدث وأن التقيت مسؤولاً انقاذياً ضخماً او ( كحيان ) ، لكن اتصور أن الحراك التنموي في عهد الانقاذ ، لم يشهد الوطن مثيله منذ الاستقلال ، لكن هذا الحراك صحبه فساد بدرجات متفاوتة فاق العهود السابقة كافة ، لدرجة ان السودان خلال السنوات الماضية احتل رأس القائمة في سينارويوهات الفساد طبقا لمؤسسة الشفافية العالمية ، وبطبيعة الحال ان الفساد ابن اللئيمة يؤثر بصورة سالبة على الآليات التنموية ويكرس السلطة والثروة في ايدي مجموعة من البشر ، هذا عن الانقاذ أما عن الاحزاب فهي لا زالت تريد ان تقبض بزمام السلطة كما هو الحال في الماضي ، لدى سؤال مشاغب حد الهوس ماذا إذا جاء الصادق المهدي وحزبه الى ديسك الحكم ، اتصور يا جماعة الخير اننا يوميا سنستمع الى إسطوانة من المناورات وبطء الحراك والقتال على كراسي السلطة من قبل المحسوبين على الحكم وربما يصبح السودان مطلشة وينطبق على البلد مقولة ( كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا ) ، اما فيما لو تسلم حزب المؤتمر الشعبي الحكم فعلي الدنيا السلام ، طبعا أقول ( لو ) ، ولو حرف شعبطة في الجو ، المهم بواسطة هؤلاء ربما يعود السودان الى عهد فرض العضلات ، ويصبح الوطن فضاء مستباحا لشذاذ الآفاق من كل جنس ولون ، اقول قولي هذا ، وفي ذاكرتي كلام للمفكر الاسلامي مروان شحاته الباحث المتخصص في شئون الحركات الاسلامية والذي وضع النقاط فوق الحروف حول الاخوان المسلمين ضمن حوار مطول نشر يوم الجمعة الماضي في العدد الإسبوعي لصحيفة ( عكاظ السعودية ) اجراه معه زميلنا وصديقنا مدير التحرير بدر الغانمي وعن هؤلاء قال شحاته ( أنهم متلونون ومترهلون ويتحملون مسؤولية فشل المشاريع النهضوية الإسلامية ) الى هنا انتهى كلام شحاته. وبعد هذا هل يمكن ان نترك الوطن للمتلونين والمترهلين الذين يشبهون جمل الطين دلوني يا قوم .؟