البِنية التركية الفرنسية ذات ال (15) ربيعاً عبرت عن حسرتها على حال الأمة (التي ضحكت من استباحة حرماتها الأمم)، وعندما أيقنت أن ليس فيها معتصم، حلقت شعرها صلعة، وخلت راسها دلوكة حتى لا تقع عليه عين أجنبي، وبدون ذرة من حياء انبرت مجموعات الجدل البيزنطي العقيم في خطوة انصرافية وهامشية تجاه قضية جوهرية، تتبارى في إصدار الفتاوى تجاه هذا التصرف، نعم الرسول(صلى الله عليه وسلم)، نهى المرأة عن حلق شعرها، ولكن متين؟ عندما تفقد عزيزاً فيكون ذلك بمثابة احتجاج على حكم ربها هل الفتاة كانت في ذات الموقف؟ فقد احتجت على انتهاك حرمات الله وعلى حال أمة الإسلام المائل،(يا هؤلاء هل استباحة حرمات الله من الشرع في شئ؟)، هذه القاصر قالت للمسلمين كافة شعوباً وحكاماً: الواطة في خشومكم!! ما شعري ده، الغلبكم تساندوني في حجبه حلقتو صلعة ليكون شهيداً بيني وبينكم يوم القيامة . ترى ماذا كان سيقول شوقي لو عاش وشهد ما آل إليه حال هذه الأمة، وهو القائل في القرن الماضي: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. أقول له: الجهل جات عليهو بجاحة وتنطُع وقوة عين عجيبة !! كل من هبَّ ودبَّ بقى مُفتّي الديار الإسلامية الهاملة.. الشعوب كانت تتعلل بأن الحكام يحولون بينها وبين نصرة المسلمين المستضعفين المنتهكة حقوقهم في بلادهم، وفي كل البلاد الحاقرة بأمة الإسلام، لكن هذا القول بعد هذه الثورات الأشعلتها الميادين والزنقات وزلزلت عروش الجبابرة- فهذا التعلل مردود عليهم وشماعة ساكت (الدايرنو بيسووهو.)، ليس المطلوب أن تسيِّروا الجيوش إلى تلك الدول لتقتلعوها من جذورها، المطلوب فقط شوية أساليب ضغط ومعاملة بالمثل من شاكلة: قطع العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية، وإلزام رعاياهم الحايمين عرايا في بلادنا بالمظهر اللائق مع أعرافنا وديننا، بمثلما اعتدوا على حرية ديننا المحترم في بلادهم، يجب أن نمنعهم حرية التفسخ في بلادنا، لأنه منافٍ للأديان كلها لو كان عندهم دين (عليكم الله الأولى بالحظر التعري وللا.. الحجاب؟ كان ما حقارة وضفارة!!) هذا وأكثر منه يمكنكم أن تنصروا به وتفرضوا هيبة دينكم وتحفظوا كرامتكم وحرماتكم المنتهكة. الإسلام في بلادهم ينتشر بمعدلات أثارت رعبهم، لذا يحاولون وقف زحفه المقدس الذي ليس لمسلم فيه فضل، وإنما بقدرة وقدر القائل سبحانه:( والله متمٌ نوره ولو كره الكافرون)، فالأمر مقضي منذ الأزل، واجبكم فقط أن تقدموا هذا الإسلام لهؤلاء القوم، كما قدَّمه سيد الخلق وصحبه الأبرار، حدثني من أثق بحديثه:أن أحد الغربيين أكرمه الله بنعمة الإسلام، فاستمتع بإسلامه حتى النخاع، فما كان منه إلا أن باغت صديقه المسلم بالفطرة قائلاً: سوف اشتكيكم للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). فسأله صاحبنا بدهشة:، لماذا؟ قال له: دين عظيم مثل هذا حرمتونا منه كل هذا الوقت لماذا؟ الغربيون لا يعرفون هذا الدين العظيم قدِّموه لهم كما نزل، وقطع على نفسه عهداً أن سيكرس ما تبقى من عمره ليقدِّم هذا الدين لمن لا يعرف كنهه.. وإن جيتوا للحق الصورة الذهنية الاتبنت وعشعشت في رؤوس الغربيين وغيرهم من الذين يناصبون الإسلام العداء رسخها المسلمون بأفعالهم وأقوالهم التي تتنافى مع الإسلام، وخاصة أولئك الذين نزحوا إلى الغرب وطبقوا بامتياز مقولة (بلداً ما بلدك أمشي فيها عريان) مستغلين التحرر الغربي أبشع استغلال: مجون- خمور - سفور- كذب نصب -احتيال- تفسخ أخلاقي للآخِر. وجات الجماعات الإسلامية المتطرفة طينتها مرة واحدة بتلك المجازر و(الضبح من الأضان للأضان الذي تناقلته الفضائيات ونشرته على الملأ) فصبغت صورة الإسلام بهذه الصبغة الدامية المنفرة التي رسَّخت في ذهن كل من لا يعرف الإسلام على حقيقته: أنه هو الإرهاب، والمصيبة الكبرى التي أُبتلي بها أيضاً الإسلام هى علماؤه وفقهاؤه الذين قسموا الناس إلى شيع وجماعات يفصِّلون الدين وفق أهواءهم وأهواء أولياء نعمتهم، أو يشتتون الناس بأمور لا ترقى لمستوى التحديات التي تمس المسائل الجوهرية والمصيرية للأمة، مثال قضية هذه الفتاة فبدلاً من أن تجتمع الكلمة على إرغام النظام الفرنسي، وغيره من الأنظمة التي لا ترعى لملة الإسلام إلاً ولا ذمة ? على احترام الحريات والتعاليم الدينية للمسلمين، انصب جهدهم حول شرعية هذا التصرف وموقف الدين منه، وفات عليهم أن المقام الذي قال فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليس المقام الذي انطلق منه فعل تلك القاصر فهي ليست في موقف الحالقة التي عناها الحديث الشريف، فدافعها إيمانها وغيرتها على حدود الله، فأرسلت رسالة احتجاجية على طريقة(جزمة الزيدي، وحريقة البوعزيزي الذي مصيره أصبح بين يدي حكيم رحيم) فحوى رسالتها: هل من معتصم بالله منتقم، لله مرتقب، في الله مرتغب؟!! وقديماً قالت حبوبتها السودانية: (أنا أخويا كان جرى بحلق راسي وأزينه.. وأعقر ما أجيب الجنا).. قُصر الكلام: يا.. أرتقُّوا إلى مستوى الحدث.. يا أخجلوا وأحشُّوا خشومكم واطة (لسانكم مقطوع) ولكل مقام مقال «فلستوب».