من خلال هذه الزاوية أخاطب اليوم أخي وصديقي الشاعر الغَرِد الكبير الذي تغرِّد العصافير معه الأستاذ إسحق الحلنقي.. وأرجو أن يسمح لي القاريء الكريم بأن أشركه- ولا أريد أن أقول (أقحمه)- في هذه المخاطبة.. لأن الموضوع عام، وإن ارتبط بشخص الأستاذ الكبير إسحق الحلنقي. تشرفت بزيارة كريمة من أخي الشاعر الكبير الأستاذ إسحق الحلنقي، حمل لي فيها نسخة من أول ديوان شعر يصدر له بعد كل هذه السنوات من الإبداع، أو سنوات «الإمتاع والمؤانسة». إن استعرنا ما جمعه أبو حيان التوحيدي، مضافاً إليها سنوات الاغتراب وقبلها سنوات الانتقال من كسلا الجميلة إلى الخرطوم، ثم الهجرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، التي تواصل فيها تدفق النهر بعد انتقال مجراه. النسخة التي حملها إليّ الشاعر الكبير الحلنقي كان يعرف أنها ليست الأولى، وهو رجل ذكي ولمّاح، فقد قال لي إنه يتوقع أن تكون نسخة من الديوان الموسوم ب(هجرة عصافير الخريف) قد وصلت إليّ من مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم، التي تبنت طباعة أول ديوان للشاعر الكبير.. وقد ذكرتُ له إنني تسلمت نسخة من الديوان مهداة إليّ من «أروقة».. ضحك وقال لي إنه آثر أن يأتي إليّ بنفسه ويهديني نسخة كتب لي داخلها إهداء خاصاً.. ومد يده وقدم لي النسخة المهداة، وعليها ما يلي في أول صفحة بعد الغلاف: (بسم الله الرحمن الرحيم.. إلى الأخ أبو العزائم.. هديتي إليك عصافيري المغردة، أرجو أن تجد لديك الظل والماء.. أخوك حلنقي) وتحادثنا بعد ذلك عن تأخر ظهور ديوان للشاعر الكبير.. ولماذا اختار اسم (هجرة عصافير الخريف) اسماً للديوان.. وسألني عن إنتاجي الشعري في الفترة الأخيرة، وهو يعلم أنني لست حريصاً على نشر الشعر ولي فلسفة وفهم محددين في هذا الأمر، إذ أن عدداً من الأصدقاء الفنانين يتغنون ببعض كلماتي وكان شرطي الأوحد ألا يشار إليّ بالاسم، وظل هذا الأمر سارياً منذ أكثر من عشرين عاماً وإلى يومنا هذا.. وقد أكون مخطئاً كما يقول أصدقائي، وقد أكون مصيباً كما أقول لنفسي. ما علينا.. الشاهد.. أن الشاعر الأستاذ إسحق الحلنقي قدم لي مع النسخة المهداة إليّ منه، دعوة مطبوعة من مؤسسة أروقة للاحتفاء بتدشين الديوان الأول للشاعر الكبير مساء الأربعاء السابع والعشرين من أبريل 2011م بالمسرح القومي أم درمان.. وعدته خيراً بأن أكون أول المشاركين والمحتفلين بهذا الحدث الكبير.. لكنني لم أف بوعدي، والسبب هو تلفزيون السودان، المجاور للمسرح القومي، إذ كنت في ذلك المساء داخل الأستديو الرئيسي نعد لانطلاقة برنامج (حزمة ضوء) التلفزيوني الجديد الذي بدأ بيوم الأربعاء الأول من أمس وأعيدت حلقته الأولى ظهر أمس الخميس.. ففي تلك الأربعاء يوم الاحتفال والتدشين، لم نخرج من الأستديو إلا وعقارب الساعة تقترب من منتصف الليل.. وحزنت كثيراً ووجدت نفسي لا أقوى على الاعتذار أمام الشاعر الحلنقي بعد أن فاتني قطار الشعر الجميل ليلتذاك، ورأيت أن اعتذر عن عدم المشاركة على الملأ.. وأظن أن الكثيرين شاهدوا التكريم من خلال شاشات التلفزيون وطربوا لكل ما تغنى به الفنانون.. لأجد أنني أكتب ما أكتب لأقول لأخي الأستاذ الحلنقي كما قال شاعرنا العظيم الراحل الأستاذ مصطفى سند، على لسان الفنان الكبير الأستاذ صلاح مصطفى (سامحني غلطان بعتذر).. وكنتُ دائماً ما أقول للخاصة والأصدقاء إن الحلنقي هو الشاعر الذي إذا سحب كلماته من مكتبة الإذاعة، لانهد أحد أركان الغناء. ü ختام بقانون المرور الإسلامي أختم برسالة إلكترونية تلقيتها من أخي السيد الفريق شرطة أحمد إمام التهامي يقول فيها: «انتبه.. قانون المرور الإسلامي الجديد: قم بربط حزام التقوى والسير في طريق الصالحين، وتمسك بالكتاب المبين، وسنة النبي الأمين، واحذر منحنيات النفس والهوى، وتجنب مطبات الشياطين وكن على حذر من رادار الملكين، ولا تنسَ كمين الموت، ولجنة القبر، وتوقع قريباً نقطة تفتيش تسمى- الآخرة- كل عام والمرور بفضلكم وعنايتكم أقوى، أعانكم الله، وسدد خطاكم». شكراً للأخ الفريق شرطة أحمد إمام التهامي، وكل العام وشرطة المرور وكل شرطة السودان بخير. .. و.. جمعة مباركة