واحدة من أروع ليالي مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم شهدها المسرح القومي بأم درمان مساء الأربعاء الماضي وشرفها وزير الثقافة الاتحادي السموأل خلف الله القريش. الاحتفالية حملت عنوان «موسم الشوق الحلو» وخصصت لتدشين ديوان الشاعر الغنائي الكبير إسحق الحلنقي «هجرة عصافير الخريف» الذي قامت أروقة بطباعته. وزير الثقافة السموأل خلف الله قال في كلمة قصيرة إن صدور الديوان قد تأخر كثيراً ولكنه صدر ليكون حاضراً مع دواوين الكبار الهادي آدم، سيف الدين الدسوقي، مصطفى سند، ووصفه بالإضافة الحقيقية للمكتبة السودانية، وأبان أن الحلنقي شاعر ملء العين والسمع والفؤاد ويتميز بالكم والكيف معاً وهذه لم يسبقه فيها إلا الشاعر الرمز أبو صلاح، بجانب امتلاكه للعاطفة الجياشة بعد أن جمع البكاء والحزن مع الفرح والابتسامة في آن واحد، وزاد بأن 90% من مطربي السودان تغنوا بأشعار الحلنقي واشترى النسخة الأولى من الديوان باسم وزارة الثقافة بمبلغ 10 آلاف جنيه. فيما أعلن مدير شركة زين الراعية للاحتفالية شراء شركته 1200 نسخة من الديوان ليكون مقرراً لكل موظفيه وأعطى الحلنقي حقه في الثناء والتقريظ. من جانبه قال الأمين العام بالإنابة لأروقة خليفة حسن بلة إنه عندما تسلم المسودة فوجئ بعدم وجود مقدمة فسأل الحلنقي عنها فأجابه بأن العصافير هي تقدم نفسها، ثم قدم شكره لكل الحاضرين. المحتفى به قال إنه ومنذ سنوات بعيدة يكتب الأغنية من أجل عيون الجماهير الجميلة وكان يتوقع أن يكون مصيره مثل عدد كبير من العمالقة الذين رحلوا كعتيق، العبادي، عمر البنا وعبدالرحمن الريح الذين مضوا بلا ظلال، ولكن شاءت الأقدار أن تكون رقيقة معه لأنه جاء في زمن فيه رجال يحترمون الكلمة ويقدرونها مثل السموأل العظيم وآل زين للاتصالات. تغنى في الليلة بأشعار الحلنقي كل من المطربين أبوبكر سيد أحمد «هجرة عصافير الخريف الحنينة السكرة»، منار صديق (وديني لي بلدي) من ألحان صلاح إدريس، اللحو (الطير الخداري)، وقال إنه التقى بالحلنقي عام 1964م في أول تعاون بينهما. ثم قدم ياسر بورتسودان (فايت مروح وين وحبيت عشانك كسلا)، جمال فرفور قدم (صفق العنب)، وشكر المحتفى به الذي منحه خمس أغنيات اعتبرها كنزاً. ثم سيف الجامعة في (أعذريني الدمعة دية)، (البلوم في فرعو غنا) وتغنت المطربة الشابة صباح عبدالله بأغنية اجتماعية، وأفراح عصام بأغنية جديدة، شريف الفحيل ب(عيش معايا الحب)، (العنبة الرامية فوق بيتنا). وتوالت المشاركات حيث تغنى المطرب الكبير حمد الريح، عصمت بكري وعدد من الشباب. شرف الليلة حضوراً الشعراء السر دوليب، عبدالوهاب هلاوي، د. علي شبيكة، د. محمد أبوشورة، كامل عبدالماجد، د. عمر أحمد قدور رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين، التجاني الحاج موسى، محجوب الحاج، أزهري محمد علي، سعد الدين إبراهيم، اللواء جلال حمدون، محمد نور الدائم، رئيس اتحاد شعراء الأغنية؛ محمد يوسف موسى، إسماعيل الأعيسر، محمد خير الشامي، صلاح شلقامي ومن المهتمين اللواء الهادي بشرى، شيخ النقاد؛ ميرغني البكري ولفيف من الإعلاميين والمبدعين ورابطة الشعراء الشباب.