وأعني المعلم الطيب عمر علي مديرالإدارة العامة للشؤون التعليمية بمحلية شرق النيل، الذي يدير بمهارة واقتدار 350 مدرسة أساس حكومية عدد تلاميذها 117669 ،و185 مدرسة خاصة تضم 34698 تلميذاً وتلميذة، و497 روضة قوامها 21497 طفلاً وطفلة، و247 مركزاً لتعليم الكبار يضم 3245 دارساً ودارسة.. كلما استحضرت قول أمير الشعراء: قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.. أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني ويُنشئ أنفساً وعقولا؟ إلا وقفز إلى ذهني شخص هذا الأستاذ الجليل الذي سحب مدارس شرق النيل من ذيل قائمة مدارس ولاية الخرطوم قبل خمس سنوات، ليصعد في رحلة تدرج بدأت في العام 2005 ليصل بها هذا العام(بعد مدافرة شديدة مع محلية أم درمان التي استعصت عليه حصونها عامين كاملين.)- إلى المرتبة الثانية، وحتى مدارس محلية الخرطوم التي أحرزت المركز الأول(جلَّت بشوية) من ركلات المحلية القادمة بقوة- بفارق 1,5% فقط(86%- 84,5%) مع ملاحظة أن فريق المعتمد الباشا عبد الملك البرير دخل المنافسة بخمسة آلاف وشوية تضم المدارس العالمية، والقبس، والسستر اسكول، ونور الإيمان، والمجلس الإفريقي، ومدرسة أُسامة داؤد، وعدداً لا يُحصى من المدارس الفندقية الفخيمة، حكومية وخصوصية، أما فريق الشيخ ياسر الفادني بقيادة الكابتن القدير الطيب عمر خاض المنافسة غير المتكافئة بتسعة آلاف وشوية، جلهم من الشُعث الغُبر من الحاج يوسف، والجريف، وأم دوم، والشقلة والشوتلاب وأم رمتة، وأم جواميس، والشقلة الرادو، وود أبوصالح، وعد بابكر، وأبو دليق، وود دفيعة، ومرابيع الشريف، والوادي الأخضر، وحلة كوكو، وأحياء وقرى وحلال لاتُحصى ولا تُعد- اللهم(إلا شوية رقشة فخامة طفيفة)أضافتها مدارس الإمام الطبري، والصفا، والشهيد علاء الدين الخاصة، ودي ذاتها(زي الأعور القادل في بلد العمايا)، بالله عليكم هسة.. الأولى منو؟! .الآن ينتظم المحلية أكبر مشروع تنمية للمدارس، إذ يجري بناء 430 فصلاً جديداً، و186 مكتباً للمعلمين، و111 دورة مياه، و37 سوراً.. تم استلام 30% من تلك المنشآت.. كما يجري بناء(5) مدارس جديدة لنج. استلمت إدارة التعليم 6000 وحدة إجلاس جديدة، وقامت عبر ورشتها المتحركة (ودي من بنات أفكار الطيب)، بصيانة 3600 وحدة إجلاس قديمة، وتمت زراعة 22000 شجرة ظليلة ومثمرة، فاكتست المدارس بالخضرة وتفيأ التلاميذ الظلال، المسرح في مدارسهم حي يرزق(185) مسرحاً، والزحف المسرحي مستمر إلى أن يبلغ البنيان تمامه، كما يخطط له الطيب وصحبه الميامين.. 46 مركزاً للخدمة الإجتماعية تضم 55 باحثاً اجتماعياً لتهيئة البيئة النفسية للتلاميذ.. الإفطار المجاني ل 14000 تلميذ بجهد من وزارة الشؤون الإجتماعية ومنظمة مجددون، شهدت المحلية الشهر الفائت أضخم دورة تدريبية على مستوى السودان(موَّلها المعتمد) 2876 معلماً ومعلمة عبر (7) مراكز، تم تدريبهم في دورات متقدمة في مجالات الرياضيات، اللغة العربية، الإنجليزية، التخطيط الإستراتيجي، والفلاحة والتصنيع الغذائي للمعلمين العاملين في الريف، ليعلموا المجتمع الريفي تصنيع الجبنة بأنواعها، والزبادي من ألبان مواشيهم الضايعة هدر.. تم تدريب 1500 خريجة في مجال التعليم قبل المدرسي، لتوسيع مظلته وتقليل كلفته، لتخفيف العبء على الأُسر، ولفتح فرص عمل أمام هؤلاء الخريجات، فكل من تدربت ستنال الأولوية لفتح روضة خاصة بها، إذا استوفت الشروط المطلوبة للروضة (ومشروع دعم الخريجين وبنك الأسرة قالوا جاهزين للتمويل يللا.. اشتغلن).. القرى النائية الصغيرة لم يتركوها ترزح تحت نير الجهل والأمية، فكل عشرة تلاميذ ابتكروا نظام مدارس ذات قبول دوري، تقبل.. كل عامين دفعة جديدة، ونزلوا بسن القبول لحدي خمس سنوات ونصف، انتجت هذه التجربة المبتكرة 42 مدرسة امتحنت منها لأول مرة هذا العام دفعات، وحققت نسبة نجاح 100%(بالله شوف!)، الأستاذ الطيب شعاره المرفوع: (نحو تعليم سهل المنال قريب المنال، إن شاء الله تحت ضُل شجرة، لازم يتعلِّم الناس). لم يُحرم تلميذ من دخول الإمتحان لعجزه عن دفع الرسوم، فالمعتمد تكفل بدفع رسوم 159 تلميذ.. ولم يفوِّتوا فرصة الإمتحان على أي تلميذ، حتى قبل ساعات من بدء الامتحان لحَّقوهم عبر مراكز طارئة خصصوها لهذه الحالات.. مواقف وطرائف ودروس يزخر بها ملف التعليم والمجتمع بشرق النيل، جديرة بالتقريظ والاحتفاء والإقتداء: المواطن الأمين الرادو من قرية الشقلة الرادو بمنطقة وادي سوبا، بنى المدرسة وجهزها وجاء للطيب عمر رافعاً التمام: المدرسة جاهزة والسكن جاهز نريد الأساتذة.. وهذا بادره بسرعة: المعلمان فلان وفلانة سيكونان بطرفكم يوم الجمعة(زوجان يعلم الأستاذ الإنسان مكابدتهما مع بيوت الإيجار)، وفي اليوم الموعود الرادو أحضر الدفار ورحًَّل الأستاذين الزوجين و(ضبح) ترحاباً بمقدمهما وسط حفاوة كبيرة من أهل القرية الطيبين(شفتوا كيف الكرم المعاه بشاشة؟!). وأختم ب:إن الشجاعة في القلوب كثيرة.. ووجدتُ شجعان العقول قليلا!(أي والله)! قُل (لمعلمي شرق النيل) بُورك غرسكم.. دنت القطوف وذُللت تذليلا.. أقصوا الخرطوم، بالقاضية هانت.. وهنيئاً لكم بطيبتكم وبأسركم.