ذهبنا أنا والزميلة الصحفية الكبيرة الأستاذة سمية سيد لتهنئة صديقنا الاستاذ عابد سيد احمد «بكرسي» المدير العام لتلفزيون ولاية الخرطوم.. ولكنه كان يدبر لنا مقلباً من نوع آخر أفلتت منه سمية بذكاء ووجدت نفسي رغم محاولتي للافلات ضيفاً في برنامج «فنجان قهوة» الذي تقدمه المذيعة ذات الحضور الباهي «سماح أبو القاسم» وهي نموذج لعشرات الوجوه الجديدة والجميلة التي سيدفع بها عابد كما حدثنا لشاشة تلفزيون الخرطوم في عهده الجديد والتي عرفنا أنها تتطلع أو بالأحرى أكملت خطواتها الأساسية للإنطلاق نحو «دنيا» الفضائيات بكل ما تحمله من «إبهار» وثقة للدخول في عالم منافسة لا يعرف شيئاً أسمه «يايمة أرحميني». ü وقبل أن أسترسل في انطباعاتي حول البرنامج الذي لم نخطط للدخول في عالمه فإننا نتوقف عند الحديث الذي دار بيننا الثلاثة، ومجموعة من الإداريين والمذيعين بالتلفزيون الولائي وتطرقنا من خلاله لأهمية الخرطوم باعتبارها أكبر مركز حضاري وسكاني في البلاد وهي عبارة عن سودان «مكبر» وليس «مصغر» كما كنا نعتقد من قبل. الخرطوم الآن «دولة» بحالها وبها شعوب مختلفة وسحنات وثقافات وقضايا و«مشاكل وتعقيدات» تنتظر تلفزيونها القادم الذي يعكس كل هذا التباين وهذا «الكولاج» ونحن على يقين بأن أخونا عابد القادم من قبيلة الصحافيين وهي قبيلة «مبدعة» يستطيع بسهولة أن يجعل من الفسيخ شربات وتسنده الآن تجارب عالمية وإقليمية ومحلية فكل الفضائيات تدور بإبداع الصحافيين الذين يتواجدون في «الميدان» وفي «الأستديوهات» و«صالات» الأخبار و«مقاعد» الإدارة التلفزيونية. سألتني سماح في فنجان القهوة عن يومي الصحفي وقلت لها هو يوم «مقلوب» ويحرمنا دائماً من أجمل ما يتميز به المجتمع السوداني من اجتماعيات جميلة والالتصاق الاجتماعي الحميم وقلت لها ومع كل هذا الرهق والشقاء والعذاب الذي نلقاه في بلاط صاحبة الجلالة لكننا لا نملك سوى أن نغني مع نزار قباني وكاظم الساهر وندندن زيديني عشقاً.. زيديني يا أحلى نوبات جنوني. يا سفر الخنجر في أنسجتي يا غلقلة السكين. وغادرنا الاستديو لنترك عابداً مع أسرته الجميلة ينسجوا لنا ثوب الإبداع القادم المطرز ببعض جوانب من ألق وبهاء وجمال ونظرة وثابة قادمة رأيناها في «ثنايا» وردهات تلفزيون الخرطوم الذي يداعب النيل في أمدرمان ويضاحك القمر وقريباً يعانق الفضاء البعيد الأثير..