.. خلونا نتفق أن الإعلام صناعة لا تقل تكلفة عن أيٍ من الصناعات الثقيلة، وقلتُ الثقيلة تحديداً وليس الخفيفة لأنه مجال للصدق بلا انقطاع وأي حركة أو حراك فيه يبتديء وينتهي بفاتورة قروش تحرك اتجاهاته المختلفة، ولعل هذه الفاتورة الباهظة كانت سبباً في أن تغلق منافذ إعلانية كنا ننتظر أن تسهم في تأصيل وترسيخ هوية الأمة السودانية التي هي مواجهة بهجمة شرسة أكبر بكثير من استهداف حكومة أو نظام حاكم هي تستهدف عقيدتنا وتراثنا وحتى حقنا في أن نكون ونتواجد على أي من سوح الإبداع والتفرد، وبهذا الفهم أنا دائماً ما أسعد بأن تفتح نافذة إعلامية جديدة تحرك عجلة الإبداع وتشعل جذوة المنافسة ما بين الفضائيات حتى تلتهب نيران الفن والإبداع والثقافة وتحرق الجهل والتخلف والقبح وإعداد من الفسيخ شربات ولو أنهم امتلكوا الإمكانيات لجعلوا هذا الفسيخ أكسيراً يجعل الحياة تنبض في جسد الإبداع السوداني.. وخليني أقول للأخ الوالي أن القناة بهذه الطريقة سيفر منها العاملون فيها لكن قبلهم قوافل الشعراء والفنانين والمثقفين وأي ضيف يُدعى لها طالما أن المقابل المادي صفر وأقول لك بصراحة أخي الوالي القناة الآن تسير أمورها مع المبدعين والمشاركين فيها بسماحة ودماثة خلق مديرها عابد سيد أحمد الذي أصبح في وش المدفع وهو لا مال لديه ولا مورد.. والغريبة أن فضائية الخرطوم رغم ذلك من الفضائيات المشاهدة بكثرة وهذا ما نتلمسه من أحاديث المشاهدين ومتابعاتهم فلماذا لا يستثمر هذا الانتشار الواسع بأن تدعم الولاية خزينة الفضائية التي لو أن بعضاً من الأموال التي وضعت في استثمارات ما عارفه فائدتها شنو زي مول الواحة (الفاضي) وضعت في هذه الفضائية لكان الاستثمار أكبر وأعظم لأنه استثمار في الإنسان السوداني بكل موروثه وقيمه.. فيا أخي عبد الرحمن الخضر فضائية الجمال! ولما كانت قناة الخرطوم الفضائية هي أحد المنافذ الإعلامية التي أطلت فضائياً استبشرنا بها خيراً لأسباب عدة، أولها أن الحكومة أو حكومة الولاية تحديداً «دقت صدرها» وتبنتها مولوداً بكراً لها مبشرة بأن تكون فضائية جامعة ومنوعة، والسبب الثاني أنها اختارت لها رجلاً ليس بعيداً عن حوش الإبداع وهو معد ومقدم تلفزيوني مخضرم وقلم صحفي معروف لنضمن أن إدارتها عليمة بدروب الشغل التلفزيوني وتمتلك شبكة علاقات واسعة بقبيلة الإبداع تضمن لها أن تظل منتجة لكل جميل، وثالث الأسباب أن الفضاء السوداني محتاج لقناة تملأ المقعد الشاغر بغياب الفضائية السودانية الواضح في المشهد وبالتالي تنفي مقولة إن الإعلام الحكومي كسيح ومقعد ومربوط وموجه. لكن قولوا لي ماذا حدث إذ بدأت القناة بتمويل معنوي بلا حدود وتمويل مالي محدود وظلت طوال عام تأكل من سنامها حتى وصلت الأسنان الجائعة للعضم بعد أن مصت منها الدماء وكأن ولاية الخرطوم وواليها بعيدون من مشاكل القناة التي يعمل العاملون فيها في ظروف استثنائية ويعلمون «الخرطوم» عاملة زي بطلنا كاكي تستطيع الجري والمنافسة لكن الأهمال وسوء الحال سيجعلها كما كاكي تحتل المركز الطيش وعندها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب!! ٭٭ كلمة عزيزة .. لماذا لا تفكر إدارة قناة الخرطوم في عمل «شراكة ذكية» مع محليات الخرطوم المختلفة لا سيما وأنها ظلت منبراً لنشاط معتمديها الذين لو أن بعضهم «قح» يرسل الشريط ليلحق بالأخبار وكلو بفائدة!! ٭٭ كلمة أعز .. قرأت أن شركة كنانة أقامت إفطارين في رمضان في ظرف يتطلب من الشركات والمؤسسات شد الحزام. ويا حليل كنانة في بلد كيلو السكر فيه بخمسة جنيه! إفطارين حتة واحدة يا مرطبين!!