لطلاق العاطفي.. عند علماء النفس يعرف بأنه تأرجح في ميدان العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.. وذلك وفقاً لتداعيات شتى يختلف حولها الكثير من المعنيين بعلم النفس البشرية.. ولكن الراجح أن أكبر مؤشرات ودلالات الطلاق العاطفي.. أن انفعالات كل من الزوج والزوجة تدخل في حالة بيات شتوي اختياري.. تحت وطأة ما يسمى «ضغوط» الحياة اليومية.. والتي يفشل الكثيرون في إدارتها والصبر على رهقها! ü أثبتت الأبحاث أنه وفي بداية العلاقة العاطفية.. يكتب الكثيرون على جدران قلوب زوجاتهم مثل كاتبنا الذي بعث إلى زوجته قائلاً.. العزيزة أوكسجين حياتي.. مازلت أحضر في عينيك.. ثاني أوكسيد الدهشة.. وأحاول أن أدوزن المعادلة بين الرحيق والحريق.. الألق.. والوجع وأن أعطي هذه اللهفة رمزاً كيميائياً لفك طلاسم تركيبتها! ü لكن حين وصل صاحبنا لتشفير مرحلة الطلاق العاطفي غيّر رأيه وعاد ليقول.. عزيزتي.. ماذا أكتب إليك.. قلمي مغلول إلى عنق الرهبة.. حبره تجمد.. أما شوقي فقد تكاثف على سطح نبعك البارد.. وهتفت ذراته في سماء العشم.. ثم تساقط مطراً من أمنيات.. فأصبحت عواطفي تجاهك مثل المواد الطيارة.. أما حين وصل كاتبنا إلى مرحلة الطلاق العاطفي البائن بينونة كبرى.. عاد ليكتب على جدار قلب زوجته هذه الكلمات المقتضبة «عفواً عزيزتي لقد تبخر حبك في قلبي»!.. وبهذا اكتملت لديه أطراف المعادلة الكيميائية المسماة بالحب أو العاطفة أو الشغف! ü ولكن فيما يبدو فإن حال صاحبنا ليس بأحسن من حال بعض الأدباء والمفكرين.. فقد وردت في أضابير التاريخ قصص تتعلق بحالات الطلاق العاطفي التي عاشوها مع زوجاتهم.. فقد ذكر أن «سقراط» قال لتلامذته «لابد من الزواج» على أي حال.. فإذا رزق الرجل زوجة حكيمة.. مخلصة.. غدا سعيداً.. وإذا حكمت عليه الأقدار بزوجة باردة ومشاكسة.. غدا فيلسوفاً.. أما الأديب الروسي «تولستوي».. فقد قال كلمته التي خلدها التاريخ وهي «لا أحد يستطيع أن يقول رأيه صراحة في زوجته إلا إذا أحُكم إغلاق قبره».. ولكن لأن التاريخ كثيراً ما أنصف المرأة فقد ذكر في ذات الأضابير أن كلاً من سقراط وتلوستوي كانا عاطلين عن العمل يحدثون الناس عن الفلسفة وزوجتيهما تكافحان لسد جوع أطفالهما.. بينما هما مشغولان بالتنظير! ü مما لا شك فيه أن الطلاق العاطفي.. مشكلة اجتماعية خطيرة بدأت تداعياتها في الظهور لدى معظم المجتمعات العربية.. بدأت أولى زمن «المحنة» والحب غير المشروط.. لذا فإن هذه المشكلة تحتاج للبحث والتقصي لمعالجة مسبباتها التي تبدو صغيرة.. ضئيلة.. ثم ما تنفك تكبر لتقدم أعشاش الزوجية الهانئة.