إذا حاولنا الاجتهاد في سبيل تحديد أنواع نكد الزوجات للأزواج, وتحالفنا هذه المرة مع الرجل كلياً, يمكننا أن نخرج بالنتيجة التالية المتمثلة في بعض الأنواع التقليدية والمتعارف عليها مما يرى فيه الزوج نكداً كامل الدسم, ويمكن إدراجها على النحو التالى: نكد أسري: وهو النكد الذى يحدث بسبب علاقة الود الحميمة بين الرجل وأهله, فإذا ذهب مثلاً لزيارة أمه أو أخواته تحول الأمر إلى مصيبة يترتب عليها موال من (الردح) والتنكيل بأفراد الأسرة الميمونة, واستدعاء العديد من المواقف القديمة غير الجميلة, مع التأكيد على ما لاقته وتلاقيه دائماً من ظلم وعدم تقدير منهم, ومقابلة إحسانها الدائم لهم بالإساءة و.. إلخ.. من سيناريوهات تلعب بها الزوجة دور الضحية تختتمها غالباً بالبكاء والخصام.. أما إذا حضرت والدة الزوج أو أحد أفراد أسرته للزيارة فالمصيبة قطعاً تكون أكبر.. فهم دائماً في نظرها متغولون على مملكتها ويحاولون الفوز باهتمام زوجها والاستيلاء على ماله وباله!!! نكد الخروج: وهناك بعض الزوجات يمعن في التباطؤ على أزواجهن عند الخروج.. على الرغم من إدراكهن الكامل لانزعاجه من هذا التأخير.. فتجدهن يبدأن الاستعداد في الوقت الضيق، والمعروف عن النساء عمومن تفاصيلهن العديدة واستغراقهن لزمن طويل في الزينة, لا سيما إذا كان عليهن أيضاً تجهيز الأطفال.. ذلك حتماً يؤدي بالزوج لفقد السيطرة على أعصابه وإصابته بالكدر والاستياء واعتلال المزاج لسبب كان بإمكان حرمه المصون الحد من نتائجه المزعجة تلك بمجهود بسيط. وأحياناً تجدها بعد ذلك تراقب حركاته ولفتاته طوال ذلك المشوار حتى إذا ما عادا إلى المنزل قلبت سحنتها واتهمته بأنه رجل زائغ النظر والبصر (يتراشق) مع الأخريات بسبب وبلا سبب..! نكد الدلع: وفيه تتمارض الزوجة طوال الوقت. لا تكاد تغادر الفراش وتدعي حوجتها المستمرة لزيارة الطبيب وتناول الدواء.. وتجتهد في استدرار عواطف زوجها للدرجة التى تنهك جيبه وتستهلك مشاعره.. حتى إذا ما اعتاد على هذه (التمثيلية) وأبدى عدم الاكتراث.. بدأت تشكو من حظها العاثر الذي رماها في زوج لا يحنو عليها ولا يترفق بها ولا يرحم شبابها المهدر عند قدميه.. وهذا النوع يتفاقم في حالات الحمل والولادة والأعياد ومناسبات الزواج حيث تكثر الطلبات الباهظة..! ولا يزال هناك العديد من الأنواع التى تتميز بها الزوجة النكدية وتبرع فيها.. أخطرها على الإطلاق نكد الكسل.. ونكد القذارة.. ونكد إهمال الأطفال.. والمشاجرات مع الجيران.. والإحراج أمام الآخرين.. ونكد التسوق الذي يهدر المال والوقت ويبقى الزوج مصلوباً على جدران الانتظار حتى يشتعل.. ونكد الفراش الزوجي الذي يبز كل الأنواع ويتأصل في نفس الزوج نفوراً لا ينقضي وأسراً نفسياً سالباً لا تداويه الأيام. وهناك قطعاً أنواع أخرى لم تخطر لى على بال.. والقضية هنا أن الزوجة النكدية في الغالب لا تضع اعتباراً لمآلات هذا النكد الذي قد يتحول إلى خطر كبير يهدد حياتها الزوجية فينتهي أحياناً بالطلاق المباشر أو العاطفي على الأقل. وفي بعض الأحيان ينتهي بالضرب والأزمات الزوجية الكبرى. الغريب في الأمر أن أشهر الزوجات النكديات في التاريخ هي زوجة الفيلسوف اليوناني الشهير (سقراط)! التي وصل بها الأمر إلى طرده من المنزل.. وكذلك زوجة الكاتب الروسي الأشهر (تولستوي)! التي دفعته بنكدها للزهد في المجد والثراء والهروب من المنزل والموت وحيداً على الرصيف..!! ترى هل يمكننا بذلك اعتبار نكد الزوجات دافعاً للعبقرية والإبداع؟! ربما..! تلويح: قال سقراط لأحد تلاميذه: «تزوج يا بني, فإنك إن ظفرت بزوجةٍ صالحة صرت سعيداً.. وإن بليت بزوجةٍ شريرة صرت فيلسوفاً»!!.