رغم مرور أسبوع على أحداث مباراة المريخ والأفيال إلا أن تداعياتها لا تزال تضج بها الساحة الرياضية.. كما أن نتيجتها الكارثية للأفيال ما برحت تلوكها الألسن.. خاصة في أوساط عشاق ومحبي جزيرة الفيل الذين «هردت» أكبادهم مرارة الهزيمة الثقيلة. وقد أجمع معظم المحللون الفنيون وفي مقدمتهم مدرب الأفيال الشجاع محمد كمونة على أن التصريحات الساخنة و«المشاترة» التي كانت تحمل في جوفها نبرات الاستفزاز والتحدي.. والتي أطلقها على الهواء رئيس نادي جزيرة الفيل مخلص حسن إبراهيم قبيل المباراة كانت هي السبب الأساسي في شحن لاعبيه برصيد مبالغ فيه من التوتر والانفعال.. الأمر الذي عطل إمكانياتهم وكبل عطائهم و«خرمج» أداءهم. . فوقعوا بالتالي فريسة سهلة للمريخ الذي لم يجد أي مشقة في اكتساحهم بنسبة عالية من الأهداف.. ما كانوا يحلمون بها مجرد حلم . من حق رئيس نادي جزيرة الفيل أن يصرح ويتباهى بفريقه.. وما كان لأحد أن يلومه.. ومن حقه أيضا أن يشحن لاعبيه بجرعات معنوية ترفع من همتهم.. ولكن في حدود المقبول من التصريحات التي تراعي معطيات الواقع واحترام الخصم بعيداً عن الإثارة والفرقعات الإعلامية من شاكلة مطالبة منسوبي المريخ بنحر الذبائح إذا ما نجحوا في الخروج بالتعادل. لا أحد بالطبع يمكن أن ينكر الدور الكبير الذي لعبه مخلص في قيادة نادي جزيرة الفيل من الدرجة الأولى للممتاز بجانب رفيق دربه البروف نوري وعلي خضر وثلة من أبناء الجزيرة الأوفياء.. ولا أحد يمكن أن يغالط بأنه لعب دوراً كبيراً ومؤثراً في معارك التسجيلات وحقق نجاحاً مذهلاً بضم ألمع نجوم الساحة الكروية منذ عهد نجم الدين أبوحشيش ومجاهد وحتى آخر العقد بهاء الدين وفضل بابور ووليد سعد وحسن وبلبوط وبقية النجوم اللوامع. ويفترض أن يكون مخلص قد اكتسب خبرة إدارية كبيرة من خلال ممارسته للعمل الإداري طوال السنوات السابقة تعصمه من الوقوع في مكامن ذلك اللسان وتكبح جماح انفعالاته وتطفئ لهيب تصريحاته قبل أن تشتعل وتحرق أفياله قبل الآخرين وعلى رأي المثل «لسانك حصانك لو صنتو صانك». الاتحاد يتقهقر فريق الاتحاد الذي تواضع مؤخراً وفشل في تحقيق الفوز على الأمل وحي العرب وهو يلعب على أرضه ووسط جمهوره لايشبه بأي حال من الأحوال فتية الرومان الأشاوس الذين صمدوا وأبدعوا أمام الهلال والمريخ وجعلونا نتفاءل بتجاوز الفريق لنكسته والعودة لطريق الانتصارات في بقية المباريات. وإذا كان لاعبو الاتحاد يعتقدون بأن سلاح العزيمة والإصرار والروح القتالية العالية ليسوا في حاجة لاستعماله الا في مواجهة الهلال والمريخ فقط أما في بقية المباريات فيرفعون شعار أرضاً سلاح فهم بالتأكيد يخطئون ويرتكبون بذلك جرماً كبيراً في حق ناديهم العريق الذي بات يحتل الذيلية بسبب تقاعسهم. آخر السطور: عجبت لمن لا يغضب لهبوط سيد الأتيام.. بينما يفجر بركاناً من الغضب الهادر تجاهنا لمجرد أننا انتقدنا مجلس إدارة الأهلي ولم نهاتر أو نسئ لأحد.. والطريف في الأمر أن سيد الحق راضي بالنقد وهم الرئيس والسكرتير وأمين المال فلم يزعلوا أو يتضجروا وعليه «شن دخل القاضي» على رأي المثل.