بعد صيام دام طويلاً عن التصريحات الإعلامية أفطر أخيراً مخلص حسن ابراهيم رئيس نادي جزيرة الفيل بتصريح صحفي قال فيه إنه جد حائر فيما آل اليه حال فريقه بعد سلسلة من الهزائم المتلتلة عصفت به نحو مناطق الذيلية، بعد أن كان ينافس على مراكز المقدمة في الممتاز. ليس مخلص وحده بل أن جمهور الجزيرة ذاته أكثر حيرة من رئيسه وهو غير مصدق أن (يتملطش) فريقه بهذه الصورة المذرية على أرضه ووسط جمهوره ولا يحصد سوى نقطة واحدة فقط من حصيلة سبع مباريات. وأسباب الحيرة التي تفشت في الأوساط الجزيراوية أن كل الأجواء كانت مهيأة للفريق لبلوغ غايات فمجلس الإدارة بقيادة رئيسه المخلص (مخلص) ونائبه النشط معتصم مصطفى وبقية طاقم الإدارة والأقطاب والأحباب لم يقصروا اطلاقاً في الجوانب الإدارية، بعد أن وفروا للاعبين كل سبل الراحة والإعداد وسلموهم مستحقاتهم المالية على داير المليم وهيأوا لهم معسكراً فارهاً وملعباً منجلاً للتدريبات وغني عن القول، إن الامكانيات المتوفرة للأفيال لا تحظى بها العديد من أندية الممتاز، ومع ذلك فإن المحصلة أخيراً خيبة أمل راكبة جمل على رأي الأخوة المصريين وها هو الفريق يتهدده شبح الهبوط. وبصراحة والصراحة راحة فإننا يمكن أن نقول بملء الفم إن العلة الأساسية تتمثل في اللاعبين الذين لا تنقصهم الخبرة والموهبة، بل والحق يقال إنهم يمتلكون امكانيات فنية رفيعة، ولكنهم مع الأسف مجردون من الطموح ويلعبون بدون روح، وكأنهم مجبرون كما أن بعضهم يتعمد نيل البطاقات الصفراء والحمراء تهرباً فيما يبدو من مواصلة مشوار العطاء فيفقد الفريق بالتالي الكثير من ركائزه الأساسية بسبب الايقافات. ونقولها صراحة إنه لن ينصلح حال فريق جزيرة الفيل ما لم يرتفع اللاعبون لمستوى المسؤولية ويشحنوا ذواتهم برصيد وافر من (اسكراتشات) الجسارة وقوة الارادة والبذل والعطاء الدفاق، مثلما هم فالحون جداً في شحن أرصدة موبايلاتهم الفاخرة لزوم الونسة والفشخرة. ولعل مباراة اليوم التي تجمع الأفيال بتماسيح النيل تعد بلا شك سانحة وفرصة أخيرة للاعبي الجزيرة، لاثبات ذاتهم أولاً ومسح الصورة الشائهة التي ظهروا بها في المباريات الأخيرة وإعادة البسمة لشفاه جماهيرهم التي أضناها الحزن ومزقها الألم وهي تشاهد فريقها يخوض في وحل الهزائم والانكسارات.. وأخيراً فهي فرصة للاعبين لرد الاعتبار لمدربهم الجديد الشاب الخلوق كابتن السادة الذي استقبلوا وفادته بسلسلة من الهزائم المريرة. بعيداً عن الرياضة لا أدري والله كيف تم التصديق بانشاء صالة للأفراح داخل أسوار المستشفى الصيني بود مدني لا يفصلها عن عنابر المستشفى سوى بضعة أمتار. اللهم إلا إذا كان المسؤولون عن المستشفى يرون أن صخب الغناء والموسيقى وضجيج الهجيج و(السكسكة) المنبعث من الحفلات هو أحد طرق العلاج الصيني الحديث للتعجيل بشفاء المرضى تحت شعار الوخز بالموسيقى، إلا أن أغاني فناني اليوم من شاكلة القنبلة واضربني بمسدسك وحرامي القلوب تلب هي أشد إيلاماً للمرضى من الوخز بالابر، وهذا ما فات على الأطباء الصينيين بالمستشفى الذين لو علموا معاني ومدلولات تلك الأغاني الهايفة لاقتلعوا الصالة وأطاحوا بها خارج أسوار المستشفى.