أتت زيارة وفد الترويكا للسودان بمبادرة منها لمواصلة الحوار مع الشريكين لدعم السودان في المرحلة القادمة ولبعث الطمأنينة في الشمال والجنوب بأن المجتمع الدولي يولى اهتماما متعاظماً بقضايا السودان ولتأكيد التزامه بتقديم الدعم السياسي والمادي لإنجاح قيام دولتي شمال وجنوب السودان. وكان وفد الترويكا الذي ضم أندرو ميشيل وزير التعاون التنموي البريطاني ، أريك سولهايم وزير البيئة والتعاون التنموي النرويجي، راجيف شاه مدير المعونة الأمريكية قد دخل في مباحثات مشتركة مع الجانب السوداني برئاسة وزير التعاون الدولي د.جلال يوسف الدقير بمشاركة محافظ بنك السودان المركزي د. محمد خير الزبير، د. صابر محمد حسن رئيس آلية معالجة ديون السودان ووزراء الدولة بوزارات المالية والاقتصاد الوطني ،الشؤون الإنسانية ،التعاون الدولي ، وكيل وزارة الخارجية ،التعاون الدولي ، سفراء الدول المعنية بالخرطوم بجانب عدد من المسؤولين بوزارتي التعاون الدولي والخارجية وفي مستهل المباحثات رحب د. الدقير بوفد الترويكا وأشار إلي أن الزيارة جاءت في وقت يشهد فيه السودان تطورات مهمة ومفصلية وقال بأن الزيارة تعكس اهتمام الترويكا بهذه التطورات وعزمها على تقديم الدعم والمؤازرة للسودان بعد تحقيق الانفصال. وأكد التزام السودان بتحقيق السلام في كافة أنحاء السودان والعزيمة السياسية على تناول بقية القضايا بنفس الهمة والالتزام وجدد د.الدقير التزام السودان بالسلام وأكد أن الدولة قد بذلت مجهودات عظيمة وقدمت تضحيات جسام لتنفيذ اتفاق السلام وأشار إلي انه لم يجد التقدير الكامل الأمر الذي يحتم علي المانحين الإيفاء بالتزاماتهم نحو اتفاقية السلام . وقال وزير التعاون التنموي البريطاني أن الترويكا قدمت للسودان لتجديد التزامها لدعم الجنوب والشمال علي حد سواء وأشار إلي أنهم كانوا قد دخلوا في مباحثات مع حكومة الجنوب بجوبا كما أشار إلي انه قد زار الخرطوم في يناير الماضي الأمر الذي يعكس اهتمامهم بالأوضاع بالبلاد وأضاف أن الزيارة تجئ بعد نجاح عملية الاستفتاء وتحت ظل معالجة المسائل الخلافية في إطار تأكيدات الحكومة والعزيمة السياسية لتدعيم السلام وعبر عن إعجابه واحترامه للطريقة التي تمت بها معالجة المسائل والتزام الطرفين بوعودهم في تنفيذ اتفاق السلام في الوقت المحدد وأردف: إننا علي مقربة من نهاية اتفاق السلام وأنهم تلقوا تأكيدات من حكومة الجنوب للمشاركة في المفاوضات حول القضايا العالقة وفى مجال معالجة ملف الدين الخارجي أوضح أن بريطانيا ستقود العمل لتأكيد أن مسائل الدين يتم التفاوض حولها لمعالجتها.. وأوضح أن هنالك مسائل فنية تحتاج لإحراز تقدم في تنفيذ بقية بنود اتفاق السلام مما يعتبر حافزا للمضي قدما في تناول الأمر وأمنّ على الحاجة لورقة إستراتيجية لمكافحة الفقر وتساءل عن تداعيات الأوضاع في العالم العربي وآثارها المترتبة على السودان موضحاً أن الوضع في دارفور سيظل محل اهتمامهم مشيداً باللقاء مناشداً الحكومة الاستمرار في تقديم التسهيلات للعون الانسانى لاحتواء تدهور الأوضاع الإنسانية.