طالب خبراء إستراتيجيون وسياسيون الحكومة بأهمية إدارة حوار وطني إستراتيجي مع كافة القوى السياسية لمناقشة القضايا التي تمثل تحديات المرحلة المقبلة مؤكدين أن التغيير ظاهرة لا يمكن التقاضي عنها لأنه من ضرورات الحياة إلا أنهم عادوا وقالوا إن السودان يتميز عن الدول التي شهدت الثورات الشعبية بموروثاته ومدركاته الاجتماعية التي اعتبروها أقوى من اللعبة السياسية وقال العميد (م) صلاح محمد أحمد كرار عضو مجلس قيادة الثورة السابق في ندوة «السودان بين التغيير والإصلاح بالمركز العالمي للدراسات الأفريقية إن التغيير في السودان لن يتم إلا إذا تنحى الرئيس عمر البشير من رئاسة المؤتمر الوطني وأن يصبح رئيساً لحزب أهل السودان، مشيراً إلى أن السودان مواجه بأزمات كثيرة على رأسها قضية أبيى التي وصفها بالقنبلة الموقوتة وأضاف أن الوطني تحول لأسلمة الحكم دون المجتمع مؤكداً أن الفساد أكبر دليل على ذلك مبيناً أن السودان أصبح دولة عربية إسلامية بعد أن أخذ انفصال الجنوب منحى مختلفاً.ومن جانبه أكد دكتور بركات موسى الحواتي الخبير الأكاديمي أن السبب الرئيسي للتغيير انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم والتطلعات الشخصية مشيراً إلى أن السودان سبق كثيراً من الدول في صيغة التحول إلى التغيير.ودعا الحواتي الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية إلى أن يبدأ حواراً جاداً مع القوى السياسية مؤكدًا أن المجال الآن مفتوح لالتقاء القوى السياسية في نقطة واحدة ومن جهته حذر الدكتور محمد حسين سليمان أبو صالح الخبير الاستراتيجي من تسريح عدد كبير من القوات النظامية بعد الانفصال مؤكداً أن المرحلة القادمة تحتاج لإرادة وطنية وحوار وطني إستراتيجي حول قضايا السودان مبيناً أن الحوار الذي تقوده الحكومة مع القوى السياسية غير كامل وأن التداول السلمي للسلطة فاشل في السودان. وفي السياق حذّر دكتور مضوي الترابي الناطق السياسي من ظواهر الاحتقان التي تمثلت في إقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، مشيراً إلى أن هناك بوادر احتقان في الإقليم الأوسط التي قال إنها قد تقود البلاد إلى الأزمات.