ونواصل السباحة أو السياحة في طغيان النّساء.. لنرى كيف أنهن قد فتحن أبواب الجحيم لتهب منها رياح لظى لتقتلع أوتاد حكم أزواجهن بل تحرق الأموال والعقارات والأرصدة وقبل كل ذلك تحرق أي قلادة شرف أو ميدالية مجد أو شهادة بطولة كان قد حصل عليها الرئيس المحترق أو المحروق.. ونذهب إلى ليبيا.. وكان القذافي قد أقسم برب الفلق.. وأتبع القسم بقسم شعب ليبيا وأردفه وهو يقسم بعمر المختار.. وأخيراً وضع يده في الكتاب الأخضر وهو يرفض في جنون عدم دفع مليم ليبي أحمر تعويضاً لضحايا طائرة «لوكربي» وفجأة دفعت ليبيا التعويضات عن يد صاغرة.. وعلى دائر المليم اثنين مليار وثمانمائة مليون دولار.. الدولار يحك الدولار و«السنت» يحك «السنت» من أموال الشعب الليبي المنهوب والمنكوب.. وكان يمكن للعقيد ملك ملوك أفريقيا.. أن يعترف بتلك «الخوفة» وذاك الفزع الذي أدخله في قلبه الغرب الصليبي الكافر لذا دفع التعويضات.. وليته سكت رغم الذلة والإذلال والمهانة ولكنه خرج إلى الدنيا وهو يقول.. إنّ الحكومة الليبية الاشتراكية الجماهيرية «المهلبية» العظمى لم تدفع «سنتاً» واحداً بل الذي دفعها هو منظمة طوعية ترأستها ابنة الحسب والنسب الفكتورية الجذور سليلة أسرة هنري الثامن والعاشر والمائة هي من دفع الأموال.. وإذا كان لنا ألف أذن وألف عقل كيف نصدق أن «عائشة» هذه تملك كل تلك الأموال ومن أين لها هذه التلال من الدولارات.. وهل كانت «دلالية» أم «خياطة» «طواقي» و «مناديل».. أو بائعة خضروات وبصل في باب العزيزية.. ولكنه طغيان النساء الذي حتماً سيغرق والدها والذي سيكون دونه طوفان نوح. وهل نذهب إلى القاهرة.. نعم نذهب إلى القاهرة.. والسيدة سوزان.. تفعل بزوجها ما لم يفعله ميدان التحرير.. هذه المرأة حولت لحسابها الشخصي أربعين مليون دولار كانت تنتهب الخطى متوجهة إلى مكتبة الإسكندرية.. ثم يجد رجال التحقيق عشرين مليون جنيه مصري في حسابها الخاص.. وقد وعدت هذه المرأة.. بالكشف عن أرصدتها في الخارج كما وعدت بالتنازل عن قصرها الفاخر مقابل العفو عنها.. ونسأل «المره دي كانت شغالة شنو غير أنها زوجة لرئيس الجمهورية.. ونكشف جانباً أشد قتامة وأفدح بشاعة من وجه الأموال والنهب والاختلاس والخوض في مال الدولة.. وهو أنها مبتدعة ومهندسة التوريث.. فقد أقنعت بسهام لحظها وتيه دلالها وزهو روحها.. ومفاتن جسدها «الرئيس» والذي هو زوجها بالتوريث ليأتي ابنها جمال بعد أبيه حاكماً بل مالكاً لمصر بكل من عليها من ناس وشجر ونهر وبحر.. ونذهب إلى تونس حيث ليلى الطرابلسي «الكوافيرة» التي سيطرت على قصر قرطاج وكتبت نهايته».. إنها لم تكن زوجة للرئيس فحسب بل كانت زعيمة عصابة أكثر قسوة وأشد بشاعة من عصابة «آل كابوني» هذه المرأة.. جاءت بكل أهلها ومعارفها وجيرانها وأصهارها.. وأشقائها و «رتعوا» في الأرض التونسية وبن علي لم يكن أكثر من خاتم في أصبعها.. بل خادماً في مملكتها.. وها هي رياح الثورة تقذف بكل تلك العائلة الدراكولاية الفاجرة إلى المنفى.. وها هو بن علي يتجرّع كؤوس الهوان مترعة.. وها هو العالم يسمع في العلن سبها لزوجها بعد الإطاحة به وهي تخاطبه «يا غبي» وأظنه كان يسمعها كثيراً منها ولكن في المخادع وحجرات النوم المخملية.. وطيب الله ثراك يا أبا خالد.. ناصر.. الذي حجب زوجته «فتحية» من الإعلام.. من التدخل في شأن الدولة.. من حتى الظهور معه في استقبال الرؤساء حيث لم يشاهدها الناس إلا ثلاث مرات طيلة تاريخ حكم ناصر زوجها وهي ترتدي فستاناً وكأنها اشترته من «سوق الشمس» أو ميدان جاكسون أو على أرصفة العتبة.. وهو درس لكل راغب في أن تظل سيرته بعد الممات أو الاغتيال أو حتى الخلع أو مجرد التنحي.. أن تظل سيرته وسيرة أسرته في نقاء الكرستال. و «غايتو» أنا لو صرت رئيساً لما سمحت لزوجتي.. حتى بالشغل في أي مصلحة حكومية كموظفة.. يكفي كثيراً أن تنصرف إلى تربية الأبناء وتهيئة الجو الأسري لي لأقوم بمهامي رئيساً للدولة.. ولآكل من يديها.. بامية مفروكة بالشمار أو لو عز اللحم «تعمل» لنا شوربة مترعة بالخضار.