ما يعجبني في السيد مبارك الفاضل أنه مُركّب «مكنة» من نوع عجيب!! أحياناً تحس بأن هذا السيد يملك قوة من نوع عجيب!! ربما يملك الرجل قوة «عين» لا مثيل لها وهي قد تكون سبب تميّزه!! مبارك الفاضل كلاعب سياسي - يجب التفريق هنا بين اللاعب السياسي واللاعب الرياضي فهناك فرق كبير بين الاثنين فالرياضة سمو. والسياسة غير ذلك اللاعب الرياضي يسعى لإسعاد نفسه والجمهور وإدخال السرور بكل ما أؤتي من قوة ومهارة ويسكب العرق وربما الدم غزيراً. أما اللاعب السياسي على الأقل في سوداننا الحبيب لا يسعى لإسعاد الجمهور ولا تهمه اللعبة الحلوة ولكنه أي اللاعب السياسي يسعى لصالح «ورقه» ويا نفسي ما في غيرك - هل هذا الأمر ينطبق على السيد مبارك الفاضل إذا كانت الإجابة بالإيجاب فهو ليس وحده فهناك آلاف اللاعبين المهرة والمحترفين مثله في أحزابنا السياسية. المهم أعود لبداية المقال فأقول إنّ مبارك الفاضل كلاعب سياسي يحب دائماً أن يلعب في المنطقة الخطرة - كل تاريخه السياسي قائم على هذه الفرضية هل هو «براغماتي»، هل هو قلق؟ هل هو طموح أكثر من اللازم؟ هل هو سياسي متميز لم يحن أوان اكتشافه بعد - لا أعرف ولا أملك إجابة ومع ذلك أقدم اقتراحاً للصحافة ومراكز قياس الرأي والبحوث للاقتراب أكثر من هذه الشخصية السياسية المثيرة للجدل. مبارك «يقترب» من شواطيء الإسلاميين أكثر من مرة ثم «يبتعد» والغريب في الأمر أنه عندما «يقترب» «يبتعد الآخرون» وعندما «يبتعد» يحدث العكس. حدث هذا في الديمقراطية الثالثة!! وحدث هذا في العهد الثاني من الإنقاذ!! وأيضاً يفعل ذات اللعبة مع ابن عمه الصادق المهدي!! ويمارس ذات السيناريو مع قوى المعارضة الأخرى..! هل مبارك يحلم بدور ما ليلعبه في الساحة السياسة وما هو سر علاقته الدفينة مع أمريكا. أسئلة كثيرة لا نملك الإجابة عنها وربما الذي دفعنا لذلك تصريحاته الأخيرة في واشنطن وما أوردته «الصحف» أمس بأن مبارك قال إنّه سيعود من واشنطن إلى جوبا مباشرة دون المرور بالخرطوم لإجراء لقاءات مع قادة جنوبيين. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي «الأمانة» التي يحملها مبارك للجنوبيين من أمريكا - هل هي الكونفدرالية وحدها.؟ وهل أمريكا التي تملك سفارة ومبعوثاً «وأجهزة» وأقماراً اصطناعية وتلفونات؟ومعها كل «الوسائل» و«الوسائط» في حاجة لمن يحمل توصيل رسائلها للجنوبيين؟. وغير ذلك فإن باقان كان هناك فما الذي يحمله «مبارك» من واشنطن من دون هؤلاء كلهم؟. ماذا تحمل «مكنة» مبارك هذه المرة؟.