أكد دكتور جمال يوسف اختصاصي الطب الشرعي ومدير مشرحة مستشفى أم درمان التعليمي، في استجوابه كشاهد دفاع أمام محكمة جنايات أم درمانجنوب برئاسة القاضي عز الدين عبد الماجد وممثلي الدفاع والاتهام في قضية الطالب القادم من مدينة جوبا، والذي لقيّ مصرعه داخل حراسة الشرطة بأم درمان إبان القبض عليه بتهمة السطو على منزل المتهمين الماثلين أمام المحكمة والذين يواجهون تهمة قتله بالاعتداء عليه بالضرب. أكد أن تقرير التشريح الذي قدمه للمتحري في البلاغ والذي أودعه بدوره كمستند اتهام للمحكمة ناقص، وأرجع ذلك إلى عدم استلامه لنتيجة فحص عينات كان قد أخذها من المجني عليه أثناء التشريح لإجراء فحص نسيجي على المخ والمعدة بعد أن تبين له وجود سائل مصفر في جدران المعدة وجلطات دموية في المخ، وأرسلت إلى المعامل الجنائية ولم ترسل إليه نتيجتها حتى كتابة التقرير، وقطع اختصاصي التشريح بأن نتيجة الفحص التي لم يستلمها كان يمكن من خلالها تحديد أن أسباب الوفاة مرضية أم بسبب الإصابة بجسم صلب، مشيراً إلى أن سبب الوفاة والمتمثل في الرد الدماغي الذي تضمنه التقرير، ليس نتيجة راجحة ولكنها نتيجة محتملة، لافتاً إلى أنه تم استعجاله في كتابة التقرير من قبل الجهات المشرفة على التحري، وقال في رده على المحكمة إن الإصابة بالملاريا الخبيثة يمكن لها أن تؤدي إلى تورم المخ والذي يتسبب بدوره في إحداث خلل في الخلايا العصبية التي تؤدي إلى الوفاة، منوهاً إلى أن عملية تشريح الجثة تم تصويرها بالفيديو من قبل شرطة الأدلة الجنائية، وأفاد بأنه طالب بذلك لأن المجني عليه أحضر ميتاً من الحراسة، وذكر د. جمال في رده على محامي الدفاع عن المتهمين الثلاثة في البلاغ، أنه لا يجزم بأن الضربة هي السبب في وفاة المرحوم، وذلك لعدم حدوث نزيف دموي للمرحوم، مبيناً أنه وجد المخ متورماً، وعدد في رده على ممثل الاتهام عن ذوي المجني عليه المحامي تبن عبد الله، الأجسام الصلبة التي يمكن لها أن تتسبب في حدوث الرد الدماغي الذي كان سبباً في وفاة المجني عليه والمتمثلة في «الحجر، الطوبة، عكاز، البُنيه». واستمعت المحكمة لشاهد دفاع آخر يسكن في منزل مجاور للمتهمين بالفتيحاب، أفاد بأنه في يوم الحادث استيقظ من نومه على صراخ صادر من منزل المتهمين، وعندما توجه إليهم شاهد المتهم الأول ساقطاً على الأرض وتبدو عليه آثار ضرب، فيما تمكن هو وشقيقاه المتهمان من توثيق الطالب المرحوم من يديه وأرجله بعد أن تبين له أنه متهم بالسطو على المنزل، وحددت المحكمة جلسة أخرى في الشهر الجاري لمواصلة سماع شهود الدفاع.