خلق الله الأرض والسماء.. وزينها بجمال مستحيل من كواكب ونجوم.. وخلق البشر للأرض.. والملائكة للسماء.. ولكل صفاته المختلفة عن الآخر.. الملائكة للسمع والطاعة والعبادة التامة.. دون أكل أو شرب.. أو نفس لوامة.. والبشر أمرهم بالعبادة والطاعة مع فرق الاختيار.. ونفس ألهمها فجورها وتقواها... فأهل الأرض يختلفون عن أهل السماء. البشر بطبيعتهم خطاءون.. وقلوبهم عرضة للتغيير بين فرح وكره وحزن وحقد وحسد (أعوذ بالله).. ولكن هذه هي الطبيعة البشرية.. والعبادة تساعدنا على الرجوع من أخطائنا والتخلص من أحقادنا وأنانيتا.. فإذا صفا قلب الإنسان من كل هذه الأشياء أصبح كأنه ملاك وهذا لا يحدث.. ولكن نأمل في أن يكون القليل المتبقي تحت التحكم.. بمعنى أن الإنسان مهما وسوس له الشيطان لينكر.. ويجحد.. ويكذب.. ويفجر.. ويغالي.. عليه أن يعرف أن هناك حدوداً لهذه الأحاسيس.. ولابد له أن يعرف متى يستغفر الله. لابد أن تكون هناك حدود للتعامل مع نفسك.. وحواجز للدواخل مع العالم الخارجي.. وضوابط للعلاقات والخصومات.. ونحاول قدر الإمكان الوصول إلى عدلٍ مرضٍ.. لا أظن أن هناك عدلاً مطلقاً في عالم البشر.. ولكن ليكن عدلاً مرضٍيا.. ولتكن متطلباتنا في الحياة سواء كانت مادية أو معنوية.. متوازنة.. حتى نحصل على أقل خسائر.. في المعنويات.. ولتكن نظرتنا لما حولنا أعمق وأوضح أكثر من نظرتنا لما بداخلنا حتى تتوازن (درجة الحرارة) ولا نفاجأ بجديد يحبط أفكارنا.. ويعتم مستقبلنا.. ويهلك عزيمتنا.. وأيضاً علينا أن نكون معتدلين حتى في خصومتنا.. ولا نفجر فيها.. ولننفث عن انفعالاتنا بما يرضيها.. وبالمقابل علينا أن نتعلم كيف نعتذر.. فالمقدرة على الاعتذار تهذبك.. وتعلمك كيف تتحمل مسؤولية أخطائك وليس من المهم أن يقبل الآخر الاعتذار بقدر أهمية مقدرتك على فعله.. وهذا لا ينطبق على بشريتنا في تعاملاتنا الحياتية.. ولكن أيضاً المؤسسية.. فما يحدث الآن على الساحة الطبية من أطباء ووزارة.. حال لا يرضي المرضى.. وأهلهم.. فالمختلف عليه من حقوق يدفع ثمنه المواطن.. المريض ... فاعتقد أن الموازنة مطلوبة والتجاهل مرفوض.