اختتمت أمس بالخرطوم أعمال القمة الثلاثية التي ضمت المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والرئيس التشادي إدريس دبي ورئيس جمهورية أفريقيا الوسطى الجنرال فرانسوا بوزيزيه وبحثت القمة القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها التعاون والتكامل السياسي والاقتصادي والفني وتأمين الحدود المشتركة وربط البلدان الثلاثة بالطرق والاتصالات والتسهيلات التجارية ودعا المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إلى ضرورة تحقيق التكامل المشترك بين البلدان الثلاثة في كافة المجلات لتحقيق الأمن والاستقرار وتطلعات شعوبها وقال خلال مخاطبته القمة أمس بقاعة الصداقة قال إن الحدود السياسية لم تضعها الشعوب وإنما هي صنيعة استعمارية موضحاً أن الحدود بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى هي حدود وهمية يجب أن لا تفرق بين الأشقاء وتؤدي إلى تعطل المصالح المشتركة، وقال علينا كقيادات الاستجابة لرغبات شعوبنا مبيناً أن القمة تهدف لتحقيق شراكة بين دولنا الثلاث وأكد أن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والإقليم لا يتجزأ داعياً لأهمية تفويت الفرصة على العناصر المخربة التي تشيع الفوضى في المنطقة ومنع تجارة السلاح مشيراً للتجربة الناجحة في مجال التعاون العسكري بين السودان وتشاد، وأضاف أن إمكانية التكامل لا تحدها حدود وإن أحسنا استغلال ثرواتنا لن نحتاج لأي دولة، وشدد على أهمية إذابة العوائق التي تعترض تحقيق الهدف المنشود وجدد البشير استعداد السودان لتقاسم موارده مع جيرانه تعزيزاً للمنافع المشتركة. وأبان أن السودان مستعد لمنح تشاد وأفريقيا الوسطى ميزات تفضيلة لاستخدام موانيء البلاد عبر البحر الأحمر. واستعرض البشير الجهود التي تبذلها الحكومة لتعزيز السلام في الجنوب ودارفور وأكد التزام الحكومة بإزالة أسباب التوتر في أبيي وبذل الجهود لحل القضايا العالقة عبر الحوار، وأوضح أن كافة معالم الحل السلمي لقضية دارفور قد اكتملت ويجري تنفيذها على الأرض.من جانبه أكد إدريس دبي الرئيس التشاي التزام الدول الثلاث بتعزيز التعاون المشترك في التعاون الأمني وأبدى دبي أسفه لما يجري في أبيي وقال إن موقف بلاده تجاه القضية يقوم على الحل السلمي.وفي السياق أكد فرانسوا بوزيزيه رئيس أفريقيا الوسطى على أهمية التعاون المشترك في المجالات الأمنية والحدود بين الدول الثلاث واقترح إقامة منطقة تجارية مشتركة بين هذه الدول. وأصدرت القمة بياناً مشتركاً أطلقت عليه إعلان الخرطوم حول الشراكة الثلاثية من أجل السلم والتنمية تناولت فيه ثلاثة محاور، السياسي والدبلوماسي ،والأمني والتجارة والخدمات، وفي الجانب السياسي دعا البيان لتبادل الدول الثلاث التشاور حول القضايا الإقليمية الدولية والمساندة في القضايا الإقليمية الدولية والتنسيق بين وزارات الخارجية والاتفاق على عقد القمة سنوياً بالتناوب بين عواصم الدول، وفي الجانب الأمني دعا البيان لتفعيل اتفاقية إنشاء القوات المشتركة الثلاثية بقرض حماية الحدود والتنسيق الثلاثي بين وزارات الداخلية للسيطرة على عمليات التهريب والصيد الجائر ومكافحة الجرائم المنظمة بجانب تشجيع العودة الطوعية للاجئين في البلدان الثلاثة وإنشاء آلية ثلاثية لمعالجة القضايا الأمنية تجتمع دورياً للتقييم، وفي جانب التجارة والخدمات نادى البيان بإنشاء منطقة تجارة تفضيلية بين البلدان الثلاثة وتكوين لجنة مشتركة للمتابعة ومعالجة المشاكل والنزاعات التجارية التي قد تنشأ بين الأطراف.