في السابق كانت الدراما السودانية تشكل تواجداً كبيراً وتحتل مساحات على شاشة التلفزيون ولكن تراجعاً ملحوظاً على الاعمال الدرامية واحياناً التراجع في جودة تلك الاعمال ادى الى هروب المشاهد الى الدراما العربية والغربية والتركية مؤخراً. هل ضعف اداء الممثلين الدراميين والمنتجين والمخرجين وراء هذا التراجع ام ان هناك اعمال ولكنها حبيسة لم تجد النور بعد، ما هي الاسباب وراء الركض تجاه الدراما العربية وتجاهل السودانية؟! طارق شريف -ناقد فني- ذكر ان الاسباب وراء هروب المشاهد الى الاعمال الخارجية ان التلفزيون القومي لا يقدم الاعمال الدرامية وحتى اذا قدمت تكون بشكل منفر وفي اوقات غير مناسبة، كذلك عدم وقوف الدولة مع المبدعين حتى يقدموا مواهبهم فجميع الدول تقف وراء الابداع ولكن لدينا الدعم فقط للغناء ولكرة القدم واهمال الدراما رغم انها مهمة جداً وتعكس ثقافتنا للغير، واضاف في السابق كان التلفزيون يقوم بانتاج مسلسل كل خمس سنوات وتعد تلك نسبة ضئيلة جداً اما الان فانعدمت تماماً، بالرغم من ان هناك جهد كبير من الممثلين والمخرجين والمنتجين لتقديم دراما شيقة الا انها مقارنتاً بالدراما الخارجية تعد اقل رغم اننا احياناً نعمل بامكانيات اقل. امام حسن الامام -مخرج تلفزيوني- ذكر ان التلفزيون القومي لا يهتم بالدراما السودانية وهو محتاج لاعادة هيكلة وان الممثلين والمخرجين اتجهوا الى القنوات الخاصة التي تمثل الدراما فيها 02% او اكثر كذلك تشكل تواجداً كبيراً في رمضان، ونفى ان يكون ضعف الاخراج احد اسباب تراجع الدراما السودانية لانهم يقومون بالمشاركة في دورات تدريبية في سوريا والمانيا كذلك هنالك معدات وكاميرات متطورة مستخدمة مؤخراً وهي لا تقل عن تلك التي تستخدم في الدراما العالمية. سلافة عبد القيوم -طالبة بكلية المسرح والدراما- ذكرت ان الجميع يتجه الى الدراما العربية والتركية رغم ان لدينا دراما حقيقية وهي تناسب عاداتنا وتقاليدنا فالدراما التركية قامت بعملية غسيل مخ لشبابنا، واضافت يجب على الدولة الوقوف مع الدراما السودانية لان تلك الدراما التي تقدم تجذب المشاهد بشكل كبير وتساهم في ظهور بعض الظواهر الدخيلة. نسرين عوض -طالبة جامعية- سألنها عن رأيها في الدراما السودانية اجابت ان الدراما الكوميدية هي اجمل ما تقدمه لنا الدراما السودانية اما المسلسلات فهي غير منطقية رغم انها غالباً ما تمثل قصة حقيقية ولكن الاداء يكون بشكل غير مقنع، اما الدراما العربية فلا نحس انهم يمثلون ودائما ًما نتأثر بالمشهد ونبكي معه واضافت ان الموهبة اهم شيء لظهور الممثل وتأتي بعدها الدراسة التي تصقل بها.