إخترقت الفنانة التونسيَّة، هدى صلاح، أسوار الدراما الخليجيَّة وظهرت في عدد كبير من المسلسلات والبرامج التلفزيونيَّة كممثلة ومقدِّمة، وها هي الآن تدخل الدراما التونسيَّة من خلال مسلسل "مليحة". تونس: استطاعت الفنانة التونسيَّة، هدى صلاح، أن تتخطى أسوار الدراما الخليجيَّة وتسجِّل ظهورها المتميِّز في أعمال تلفزيونيَّة متعدِّدة ك"أبلة نورة "، "جنون المال"، "قلوب حائرة"، وأخيرًا وليس آخرًا مشاركتها في مسلسل "وعاد الماضي" الذي يعرض حاليًّا على تلفزيون قطر، كما تقوم بتقديم عدد من البرامج شبابيَّة على محطات تلفزيونيَّة خليجيَّة آخرها برنامج "خمسة "على تلفزيون دبي . وخلافًا لغيرها من الفنانات التونسيَّات سلكت هدى طريقًا عكسيًّا فبعد تحقيقها الشهرة والنجاح في الخليج العربي، تعود لموطنها الأم تونس لتطل على جمهورها في أول عمل درامي محلي بعنوان "مليحة" الذي سيعرض خلال شهر رمضان. إيلاف التقتها للحديث عن تفاصيل مشوارها الفني والإعلامي وعلاقتها بأهل تونس والخليج. تونسيَّة تثبت خطواتها في الفضاء الدرامي الخليجي.. هذا الأمر لا يتاح كثيرًا لفنانات من تونس؟ "تبتسم" فعلاً اعتبر نفسي محظوظة كوني الممثلة التونسيَّة الأولى التي تؤدي أدوارًا في الدراما الخليجيَّة وباللهجة الخليجيَّة، لكن علاقتي بأهل الخليج تعود لأكثر من 12 سنة بعد أن استقريت في دبي مع عائلتي بحكم عمل والدي في مجال التجارة، وتربيت هناك ودرست الإعلام، وتعرفت أكثر على عادات وتقاليد هذا الشعب الطيِّب وصرت واحدة منهم، وأتكلم لهجتهم وأعيش بأسلوبهم. إذا يمكن أن نفهم أن تأشيرة دخولك للساحة الفنيَّة والإعلاميَّة في الخليج تعود لتمكنك من اللغة واللهجة المحليَّة هناك؟ نعم هذه من أهم العوامل الَّتي سهلت اندماجي في المجتمع الخليجي لكن الموهبة لها دور أيضًا، فقد كنت شغوفة منذ صغري بالفن والتلفزيون كما أن دراستي للإعلام هناك عرفتني بعدد من الأسماء اللامعة والمنتجين. وكيف اقتحمت أسوار الدراما الخليجيَّة؟ التجربة الأولى لي كانت في مسرحيَّة "صح النوم يا عرب" بدعوة من المنتج، باسم عبد الأمير، ومن بطولة الممثلة القديرة، حياة الفهد، وعبد العزيز الجاسم، وعلى الرغم من أنَّ دوري اقتصر حينها على ثلاثة مشاهد، لكنها فتحت لي طريق النجاح والشهرة، وبدأ الجمهور الخليجي يكتشفني شيئًا فشيئًا في أعمال أخرى بدءًا بمسلسل "نجمة الخليج"، ثم "جنون المال" الذي إعتبره من أهم الأدوار وشاركني فيه كل من بدرية احمد، وفاطمة الحسني، وعبد المحسن النمري، كما عدت للوقوف جنبًا إلى جنب مع النجمة، حياة الفهد، في دراما "أبله نوره" وتم عرضه على المحطات الخليجيَّة دبي، ام بي سي، ابو ظبي، الكويت، وقطر. كما شاركت هدى الخطيب في المسلسل الكويتي "قلوب حائرة" للمخرج هيثم زرزور، أما آخر أعمالي فهو مسلسل "وعاد الماضي" الذي عرض على شاشة ام بي سي ويعرض حاليًّا على تلفزيون قطر، وأتكلم فيه للمرَّة الأولى باللهجة التونسيَّة خلافًا لبقية الأعمال. في ظل تعاملك المستمر مع طواقم عمل خليجية ألم تواجهي أي عقبات؟ شخصيًّا لم أواجه صعوبة في ظل تمكني من اللهجة الخليجيَّة الَّتي تعد تقريبًا عائقًا لممثلين غير خليجيين وأعتقد أنَّ السَّاحة الخليجيَّة تعج بممثلات من جنسيَّات مختلفة، إيرانيَّة، وعراقيَّة، ولبنانيَّة. ألا يثير نجاح فنانة تونسيَّة شابة وحسناء حفيظة ممثلات خليجيَّات لاسيما وأنك تتكلمين بلهجتهم وتزاحمينهم في عقر دارهم؟ لا أنكر أنَّ هناك ممثلات وحتى ممثلين خليجين يزعجهم دخول فنانة تونسيَّة وغير خليجيَّة ميدان عملهم والحديث بلهجتهم وطرح قضاياهم ومواكبة مجتمعهم، لكن الحمد لله هم قلَّة واغلب من تعاملت معهم يرحبون بوجودي ويطلبون مني تعليمهم اللهجة التونسيَّة، ثم إني أرى أنَّ السَّاحة الفنيَّة هناك بحاجة إلى ممثلات من عمري. كيف تجدين وقوفك إلى جانب عمالقة الدراما الخليجيَّة؟ أعتبر نفسي محظوظة أن أشارك أسماء لها وزنها على السَّاحة الخليجيَّة مثل حياة الفهد، وحسين الشمري، في الأعمال التلفزيونيَّة الدراميَّة الناجحة، فأنا أحرص في كل عمل أن أتبع نصائحهم وتوجيهاتهم وأقول صراحة أنّ الخبرة قدمت لي على طبق من فضة. تحدثتِ عن آخر أعمالك "وعاد الماضي" الذي تتكلمين فيه للمرة الأولى باللهجة التونسيَّة، كيف كانت ردَّة فعل الجمهور الذي إعتاد عليك بحلة الفتاة الخليجيَّة؟ ردة فعل الجمهور الخليجي كانت ممزوجة بالاستغراب والصدمة لأن الكثير منهم ظن أني خليجيَّة على الرغم من حرصي على التعريف عن نفسي كتونسيَّة في أي مناسبة. بقدر شهرتك في الخليج بقدر عدم معرفة الجمهور التونسي لك.. ألا يزعجك هذا الأمر؟ أكيد فأنا تونسيَّة في نهاية المطاف ولا أحب أن أكون نكرة في بلدي، وقد حرصت على أن أختار أعمالاً تثري تجربتي في الخليج، وتقدمني بشكل جيِّد للجمهور التونسي وتدفعني أشواطًا للأمام، لا أن تعود بي خطوات للوراء، والحمد لله وجدت ضالتي في الدراما الرمضانيَّة "مليحة " للمخرج عبد القادر الجربي. وكيف تمت دعوتك للمشاركة في هذا المسلسل؟ دعاني المنتج نجيب عياد ورشحني لدور "نجمة" صديقة البطلة "مليحة" سهير بن عمارة وقد سعدت كثيرًا لأنَّ الدور كان مهمًّا ومقنعًا وأتمنى أنّْ ينال العمل ككل إعجاب المشاهد التونسي والعربي. ألم تحدث حساسيات أو غيرة بينك وبين بطلة المسلسل "سهير بن عمارة"؟ في الأيام الأولى للتصوير كنا لا نعرف بعضنا وكانت كل منا حذرة من الأخرى لكن مع مرور ساعات التصوير تجاوبنا في الدور وفي الواقع وصرنا أصدقاء فأنا بطبعي لست متكبرة واكره الغرور. إضافة إلى التمثيل لك تجربة محترمة في التقديم، حدثينا عنها؟ كما سبق وقلت كنت شغوفة بالتمثيل والتقديم التلفزي وسجلت اول ظهور إعلامي لي عبر برنامج "قصيدة التحدي" على قناة فواصل ثم قدمت برنامج "لنك" على سما دبي، وأقدم حاليًّا برنامج "خمسة" على قناة دبي وهو برنامج شبابي خفيف. وهل تتكلمين أيضًا باللهجة الخليجيَّة؟ تكلمت باللهجة التونسيَّة في أولى حلقات برنامج "خمسة" لكن مع الأسف لم يفهم المشاهدون اللهجة فاضطررت الى العودة للخليجيَّة، بطلب من الإدارة لكني دائمًا أحرص على الحديث عن تونس كلما سنحت الفرصة ولا سيما أنّ فكرة البرنامج تسلط الضوء على حياة الشباب العربي الذي يعيش في الامارات وتحديدًا في دبي. بين التمثيل والتقديم أين تجد نفسها هدى؟ أجد نفسي ودون مبالغة في كليهما وكل واحدة مكملة للأخرى فالإعلام أحبه وادرسه والتمثيل موهبة أحب التقدم فيها في كل يوم. وما هي الأدوار التي تستهويك وتجذبك لها؟ الأدوار المعقدة والمركبة لا أريد أن ألبس جلباب شخصيَّة واحدة، فأنا أبحث دائمًا عن التجديد في كل دور أقوم به. أظن أنَّ مسالة الإثارة والإغراء في الأدوار الَّتي قدمتها غير مطروحة بتاتًا؟ نعم وهي من أبرز الأسباب الَّتي جعلتني مرتاحة في الدراما الخليجيَّة ولم أفكر في الذهاب لبلدان أخرى أنا احترم عائلتي ونفسي بدرجة أولى وكل الأدوار الموجودة في الدراما الخليجيَّة لا تخدش حياء المشاهد وهي من أهم العوامل الَّتي تجعلني أستمر في تجربتي الفنيَّة هناك. ولو عرض عليك دور في فيلم مصري أو تونسي يحتوي على مشاهد إثارة هل تقبلين به؟ الإثارة كلمة كبيرة لكني احيي كل فنان يأنس في نفسه الجرأة أقصد الإثارة الجسديَّة والحسيَّة بالتَّعري والقبلات السَّاخنة؟ أرفضها طبعًا ولا املك الجرأة لفعلها وعمومًا هذه المسائل غير مطروحة أصلاً في الأعمال الخليجيَّة الَّتي أزاحت عني هم التفكير في مثل هذه الأمور والحمد لله. وماذا عن أعمالك القادمة؟ هناك عروض وصلتني من بعض السينمائيين الخليجيين وأنا بصدد دراستها كما عرضت علي المشاركة في مسلسل كويتي كان من المفروض تصويره قبل رمضان لكن بحكم ارتباطي بتصوير "مليحة" في تونس إلى غاية 14 تموز، أجلت العمل إضافة إلى مشاركتي في مسلسل كوميدي سعودي وآخر من البحرين، لكن كل هذه العروض مؤجلة لما بعد "مليحة " فضيق الوقت والتنقل بين تونسودبي أرهقني كثيرًا. على الرغم من دراستك للإعلام قررت أن تدرسي التجارة لماذا؟ انهي حاليًّا دراستي في مجال التِّجارة وإدارة الأعمال لاني أؤمن أن الفن لا يوفر دخلاً ماديًّا جيِّدًا للإنسان.