كل عام ومع اقتراب شهر رمضان المعظم وقبل حلول الشهر بعدة أشهر تعرض القنوات الفضائية ترويجا ً لمسلسلاتها التي تكون قد صورت قبل وقت كبير لكي تعرض خلال شهر رمضان، وتحتل المسلسلات المصرية الصدارة في هذا الترويج تليها المسلسلات السورية ثم الخليجية، اما نحن هنا في السودان نفتقد المسلسلات السودانية تماما في شهر رمضان، ففي السابق وعندما كانت تعرض المسلسلات السودانية في شهر رمضان كان المشاهدون يتشوقون لمشاهدة تلك المسلسلات التي تعتبر تغييراً لهم من مشاهدة المسلسلات العربية، وكان يعرض خلال الشهر الفضيل مسلسلان سودانيان في اول الشهر وفي نصفه وكان المشاهد يتتبع تلك المسلسلات السودانية بشغف ويحفظ شعارها عن ظهر قلب، اما الآن وفي السنوات الاخيرة اختفت المسلسلت السودانية تماماً عن الشاشة خلال شهر رمضان وحلت بدلا ً عنها السلاسل الدرامية التي تكون كل حلقة مختلفة عن التي قبلها، وهذه السلاسل لا تشبع المشاهد الذي ينتظر سنويا ً عرضا ً كاملاً لمسلسل يتناول قضية مجتمعية ما. فالمسلسلات التي كانت تعرض في السابق كانت اما تتناول في مضمونها وقائع تاريخية حدثت في السابق او تتناول الواقع المجتمعي في السودان، ومن اشهر تلك الأعمال الدرامية التي خلدت في ذهن المتلقي مسلسل "بيوت من نار"، "دكين"، "السيف والنار"، "اقمار الضواحي"، "الشيمة"، "الدهباية" وغيرها من المسلسلات التي لعب فيها المخرج الراحل فاروق سليمان وغيره دوراً كبيراً والتي قام بادائها نخبة من الممثلين المخضرمين، وقد وجدت تلك المسلسلات قبولاً كبيراً من المشاهد. فهل في السنوات الاخيرة نضب معين الكتاب الدراميين في تناول القضايا الاجتماعية والاحداث التاريخية لعرضها كمواد درامية، فمنذ عرض تلك الاعمال حدثت الكثير من الاحداث الاجتماعية والسياسية التي تستحق ان تكتب وتعرض في قالب درامي تلفزيوني. ويرى الدكتور فيصل أحمد سعد الممثل والاستاذ بكلية الموسيقى والدراما أن الدراما السودانية التي كانت تعرض خلال شهر رمضان كان لها جمهور أكثر من الدراما الوافدة، لكن للأسف الجهات المنتجة توقفت عن الانتاج فالتلفزيون توقف عن الانتاج لما يقارب السنتين مما ادى الى ان يتحول جمهور الدراما السودانية الى مشاهدة الدراما العربية الوافدة واشار فيصل الى ان هذا التحول كان خصما من رصيد الدراما السودانية والممثل والمخرج والكاتب والمشاهد السوداني على تراثه وموروثه الشعبي، وقال فيصل نتوقع هذا العام عودة الاعمال الدرامية خاصة بعد تصريحات السيد مدير التلفزيون القومي بعودة الدراما التلفزيونية السودانية وإنشاء مدينة الانتاج الاعلامي فنتوقع في شهر رمضان عودة الدراما السودانية. ويشتكي معظم الدراميين من عدم وجود الجهات المنتجة التي تدعم مثل تلك الاعمال خاصة وان التلفزيون لم يعد كالسابق في انتاج الاعمال الدرامية مما ادى الى اتجاه الكثير من الممثلين الى الاذاعة والمسرح. ويقول الممثلون انهم جاهزون اذا ما وجدوا الجهة التي تقوم بالانتاج. وقد وعد جهاز التلفزيون لهذا العام تخصيص مساحة كبيرة للدراما فهل هذا سيكون بريق أمل لكي ترجع مثل تلك المسلسلات التي عرضت في السابق.