الشماسة المتشردون فئة من الأفراد تحكمهم ظروف استثنائية أدت بهم للعيش في العراء تحت الشمس تحت ظروف التشرد، وكثرت من ثم الجهات التي تحاول أن تجد لأوضاعهم المخارجات الممكنة من منظمات عالمية ومنظمات محلية، ويلاحظ بعد إرجاع الكثير من المتشردين الأجانب إلى بلادهم، أنه ما زالت هناك أعداد مقدرة من المتشردين تجدهم في معظم الشوارع الكبرى بالمدن وأماكن التجمعات، وما أن تضطر السيارة التي تقودها أو تستقلها عند إحدى شارات المرور للتوقف إلا وتجدها محاصرة ببعض هؤلاء المتشردين المتسولين في مزاوجة ما بين الإلحاح والجرأة في ثنائية التشرد والتسول.. ومن خلال المنبر الدوري للخدمة الوطنية علمنا أن هناك مساحة لإسهام مجندي الخدمة الوطنية في إعادة بعض الملامح الإنسانية لهذه الفئة، وكالعادة تم إطلاق مسمى (كتائب شمس) عليهم، نتمنى أن تكون إسهامات شباب السودان ذات يد طولى تعيد بعض العشم أن يدخل هؤلاء إلى دائرة الحياة العادية ومن ثم يسهمون في البناء. { جُعل انتقاء الكلمات واستنباطها من جوف المفردات يعطي بعض الدلائل والسمات لجواهر العبارات، استوقفني انتقاء كلمة (جُعل) التي استخدمها الأستاذ عصام الدين ميرغني منسق الخدمة الوطنية بولاية الخرطوم، محدثاً عن البدائل النقدية التي طرحت كبدائل لفئات محددة لإبراء ذمتها من أداء الخدمة الوطنية بدفع مبالغ مالية تحدد ككفالة لعدد من الأيتام تحت مظلات الجهات المعنية بتوزيع هذه المبالغ المخصصة، فهل مثل هذا (الجُعل) مدخل مناسب لإبراء الذمة من أداء الخدمة الوطنية.. وحول الجعل إلى الأيتام المعنيين.. نتمنى أن يجد هذا الأمر النجاح لإيماننا أن فئات كثيرة تقع تحت طائلة الخدمة الوطنية لا تستطيع بحكم فئتها العمرية.. أداءها في أحد مشاريع الخدمة كمثال أن يكون عدد المستهدفين بالأداء فوق الأربعين عاماً، ربما كان هذا الجُعل مخرجاً لأزمتين، أزمة المطلوب ذي العمر الكبير.. وأزمة كفالة الأيتام الذين يقال إن عددهم فاق الثلاثة ملايين يتيم، والمكفولون منهم عدد مائتي ألف يتيم مما يترك لهذا الجُعل في محل الاستحسان. المجندون وأبيي: ما أن تفجرت الأوضاع في أبيي وتزامنت مع الاستعدادات لقيام عزة السودان 15 التي بموجبها يدخل ما يقارب الخمسين ألف طالب شهادة سودانية إلى معسكرات الخدمة الوطنية، إلا وجرى إلى مخيلات الأسر أن هؤلاء الذاهبين إلى المعسكرات سيكونون في طريقهم إلى مناطق أبيي.. ولكن التأكيدات والتطمينات التي جاءت في خطاب منسقية الخدمة الوطنية تطمئن الأسر بأن لا علاقة بين هذه المعسكرات وما يجري الآن على أرض العمليات.. ومرد ذلك الذكرى السالبة التي تُختزن عن الكشات والدفارات التي كانت تستخدمها الخدمة الإلزامية آنذاك لجمع المجندين. آخر الكلام: تحسين الصورة الذهنية برنامج كبير يلزم منسقيات الخدمة الوطنية في البلاد تفعيله رغم أن الكثير من الأسر الآن تدفع بأبنائها نحو أداء هذا الواجب الوطني، إلا أن شيئاً من حتى انطوى في نفوس الكثيرين تجاه الخدمة الوطنية.. مع محبتي للجميع..