فوق مظلة الاحداث: مصطفى أبو العزائم حصلت «آخر لحظة» على تفاصيل مثيرة عن الاجتماع الذي تم بين مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجلس الأمن «سوزان رايس» وبين عدد من قيادات الحركة الشعبية يوم الأثنين الثاني والعشرين من مايو الماضي بمدينة «جوبا» عاصمة الجنوب السوداني، تمثلوا في «باقان أموم أكيج» الأمين العام للحركة و «دينق ألور كوال» عضو المكتب السياسي، و«فيانق دينق مجوك» مدير هيئة الاستخبارات بالجيش الشعبي. معلوماتنا وفق مصادر موثوقة داخل الحركة أكدت لنا أن حرص المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن على لقاء هذه المجموعة، فيه إشارات واضحة لمن تعول عليهم «واشنطن» داخل الحركة الشعبية في حكم دولة جنوب السودان عقب الانفصال في التاسع من يوليو القادم، على فرضية أن شكل القيادة الحالي لا يمثل سلطة مركزية يعتمد عليها في تأسيس دولة قوية. أجندة الاجتماع الخطير تركزت في أربع نقاط أساسية تفرعت منها نقاط ثانوية تمثلت في: 1. ترتيبات فك الارتباط والقضايا العالقة. 2. الأوضاع بشمال السودان والمؤشرات الحقيقية للاستفادة من الوضع الحالي إلى أقصى حد ممكن. 3. قضايا المناطق الثلاث (أبيي، النيل الأزرق وجنوب كردفان). 4. علاقة الحركة الشعبية بالقوى السياسية في إطار رؤية مشروع السودان الجديد. نحاول من خلال السطور والفقرات القادمة استعراض أبرز ما قال به المجتمعون (فرداً فرداً) دون الوقوف على رصيف الأجندة بذات الترتيب، إذ تداخلت ظروف عديدة لم تمكننا من الإلمام الكامل بما دار حول نقطتين كانتا خارج الأجندة، الأولى هي رأي المجتمعين وبقية القيادات في قدرة رئيس الحركة على الإمساك بخيوط القيادة، والثانية كانت حول تحول عمل الحركة الشعبية من نشاط مسلح إلى نشاط سياسي، وتوقعات هذه القيادات لشكل الصراع المرتقب على السلطة بين رئيسها الفريق أول سلفاكير ميارديت، ونائبه الدكتور رياك مشار، وإن كان ذلك الصراع سيخرج من إطاره الديمقراطي عن طريق صناديق الاقتراع.. إلى صراع ومواجهات مسلحة ربما أدت إلى حرب قبلية شرسة في الجنوب قبل أن تكمل الدولة الوليدة عامها الأول. بعض النقاط المرتبطة بما تم مناقشته لم نتمكن من استجلائها تماماً، لعاملين مهمين هما رداءة الخط وتداخل بعض الحروف في عدد من الفقرات وما أدى إليه ذلك من صعوبة في الترجمة. ü لكن الذي يهمنا هنا ما جاء على لسان «باقان أموم» حول المؤتمر الوطني، وقد وصفه ب(غير الجاد) في عملية فك الارتباط بين الشمال والجنوب رغم جولات التفاوض المستمرة حول القضايا العالقة، وطلب من «سوزان رايس» باسم الحركة الشعبية نقل رغبتهم للولايات المتحدةالأمريكية وحلفائها والأممالمتحدة ربط كل القضايا التي تخص المؤتمر الوطني بحل القضايا العالقة، وممارسة أكبر قدر من الضغوط على حكومة الشمال حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حول تلك القضايا. وقال «باقان» إن المؤتمر الوطني يمارس ضغطاً شديداً على حكومة الجنوب والحركة الشعبية في الشمال والجنوب من خلال زعزعة الأمن والاستقرار، وفرض سياسة الأمر الواقع في «أبيي» وتزوير الانتخابات في جنوب كردفان، إضافة إلى عدم الجدية في الوصول إلى اتفاق حول الترتيبات الأمنية والسياسية فيما يخص جيشي المنطقتين. واتهم «باقان» الحكومة في الشمال بممارسة عمل إعلامي موجه ضد قيادات الحركة الشعبية بهدف تشويه صورتهم، إلى جانب فرض حصار اقتصادي على الجنوب، لذلك تعمل قيادة الحركة الآن على تأسيس حركة شعبية قوية في الشمال بعد أن ضمنت القيادة الجنوب، وهي- أي القيادة- تريد الآن أن يتواصل دعم واشنطن وحلفائها لتلك الخطوات حسب الخطة المتفق عليها، إذ أن فصل الجنوب هو الخطوة الأولى نحو تحقيق مشروع السودان الجديد وتخليص الشعب السوداني من حكم المؤتمر الوطني، خاصة وأن الشعب السوداني الآن- وبكل فئاته- يثور في وجه حكومة المؤتمر الوطني ويستخدم سلاح الإضرابات في كل أنحائه بدعم وترتيب من الحركة الشعبية والقوى الساعية للتغيير.. وضرب «باقان» الأمثال بإضرابات الأطباء والمزارعين والطلاب، خاصة أولئك الذين لديهم مشاكل في جامعاتهم، وقال إن القوات المسلحة السودانية ترفض الدخول في مواجهات مع الشعب، وإن المؤتمر الوطني افتعل مشكلة «أبيي» وقام بتزوير انتخابات جنوب كردفان لتحقيق هدف واحد هو تحريك المجتمع الدولي والولاياتالمتحدةالأمريكية للتدخل في السياسات، حتى يقول للشعب السوداني إن هناك تدخلاً أجنبياً يعمل ضد وجود الدولة السودانية، ولكن نحن في الحركة الشعبية لدينا مواثيق مع القوى السياسية للتخلص من المؤتمر الوطني. ثم أخذ «باقان أموم» يضرب على أوتار الخوف الأمريكي ويعزف ألحان الأسى الباردة ويقول ل«سوزان رايس» إن فوز أحمد هارون بمقعد الوالي في جنوب كردفان جاء بالتزوير- لاحظ تطابق هذا الأمر مع ما جاء على لسان ياسر عرمان في لقائه السري مؤخراً مع السفير البريطاني، والذي كشفته «آخر لحظة» أيضاً- وإن محاولة المؤتمر الوطني للإمساك بمقاليد الأمور في جنوب كردفان إنما يجيء استهدافاً لموارد المنطقة، ويبرز جانب التحدي لقرارات المجتمع الدولي والأممالمتحدة- في إشارة إلى أن هارون مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- وإن تنصيبه يعني تفويضه للقيام بإبادة جماعية جديدة لأبناء النوبة، إلى جانب رعاية وتمويل كل المليشيات الجنوبية الموجودة في الخرطوم لتخريب الجنوب، وإنه استدعى المطلوب الآخر في المحكمة الجنائية الدولية «علي كوشيب» وعدد من قادة الجنجويد ليكونوا عوناً له في تنفيذ السياسات الرامية إلى ممارسة عمليات إبادة جديدة على الجيش الشعبي ومؤيدي الحركة الشعبية، حتى تكون الحدود مفتوحة لطرد الحركة من الحكم عبر عملية انقلاب مرتبة حتى لا يرتفع علم الاستقلال في التاسع من يوليو. حديث «باقان» كثير وقد اقتطفنا بعضاً منه ونركز على نقطة نعتبرها أساسية وجوهرية في تعاملات الحركة الشعبية الخارجية، وهي اعتمادها على النظام اليوغندي وإسرائيل في توطيد سلطانها إذ قال «باقان» في ذلك الاجتماع ل«سوزان رايس» إن أدوات الثورة في الشمال متوفرة، والحركة الشعبية تقدر تماماً ما تقوم به القيادة اليوغندية والإسرائيلية في توحيد حركات دارفور من خلال ثوارها واعتماد وتقديم عبد الواحد محمد نور رمزاً وزعيماً لهم، إذ شكل هذا الأمر انتصاراً عظيماً للحركة الشعبية وهزيمة نكراء للمؤتمر الوطني الذي اضطرب كثيراً بعد ذلك الأمر. وقال «باقان أموم» ما ترجمته الآتي: «نقول لكم بكل اعتزاز وثقة إن الحركة الشعبية والقوى المعارضة للمؤتمر الوطني وحركات دارفور يعلنون عن أنهم جاهزون لتنفيذ السياسة الأمريكية إذا ما توفرت لهم الحماية ووجدوا الدعم لإسقاط نظام الحكم في شمال السودان». ü دينق ألور يتحدث لم يخرج حديث «دينق ألور» كثيراً عما قال به «باقان أموم»، لكنه انتقد الإدارة الأمريكية بلطف لأنها لم تسع لإيقاف تسليح المؤتمر الوطني الذي أصبح يمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة، من طيران ومدافع ومصانع للدبابات والناقلات والأسلحة الثقيلة والذخائر، وعمل على تعديل العديد من أنواع المدافع وامتلك طائرات تعمل بدون طيار.. وقد أصبحت أسلحة حكومة المؤتمر الوطني في الشمال تفوق ترسانة الجيش الشعبي عشرات المرات، و كل قيادات القوات المسلحة من العقائديين. وقال «ألور» إن ترسانة السلاح في الشمال أصبحت خطراً يهدد وجود دولة الجنوب ووضعت الدولة المرتقبة في مأزق حرج، لأن حكومة المؤتمر الوطني في الشمال دربت قادة المليشيات الجنوبية على تلك الأسلحة من خلال استيعابهم في الجيش السوداني.. لذلك على الحركة الشعبية أن تتعامل مع هذا الواقع وفق الخيارات التي تناسب الوضع الناتج عن تفوق الجيش السوداني، خاصة وأن التسليح في جنوب كردفان وعلى الشريط الحدودي يفوق تسليح الجيش الشعبي.. وهذا الأمر يتطلب التدخل لفتح مجال جديد للمشاكل باستغلال مشكلة دارفور والشرق والنيل الأزرق وجبال النوبة في الفترة المتبقية من إعلان الدولة لكف (الشر) وإعاقة تقدم المليشيات بإشعال حروب في هذه المناطق تؤدي إلى حظر جوي لحماية المدنيين والسكان من الإبادة حتى يتمكن الجنوبيون من رفع علم دولتهم وتجديد تفويض بعثة الأممالمتحدة والدخول في اتفاقيات مع إحدى دول الجوار للدفاع المشترك للقضاء على المليشيات وتقديم الدعم اللوجستي للثوار في كل من النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور لإسقاط النظام. ü حديث مدير الاستخبارات: عندما سنحت الفرصة ل«فيانق دينق مجوك» مدير هيئة الاستخبارات بالجيش الشعبي تحدث حديثاً كثيراً، لكن مفاده أن مجموعة من المسيرية يعملون الآن مع الحركة الشعبية- ذكر حركة شهامة- وكان من المفترض أن يكونوا جزءاً من قوات الجيش الشعبي في معارك «أبيي»، لكن عناصر الجيش الشعبي وقعت في شراك وفخاخ الخدعة من قبل قوات من المليشيات كانت قادمة من جهة «بانتيو» ترفع علم الحركة في سياراتها، وقد اعتبرتها قواتنا جزءاً من الدعم، ولكن المفاجأة كانت بوصول تلك القوات عندما بدأت في ضرب قواتنا وأحدثت ربكة و (دربكة) أفقدتنا الاتصال ب(شهامة) ليتغير ميزان القوى وتقع الهزيمة على الجيش الشعبي الذي لم يعد حالياً مكان ثقة للمواطنين.. ولكننا ومع ذلك قمنا بعمل استعدادات كبيرة على الحدود، ورفعنا درجة الاستعداد لقوات النيل الأزرق وجبال النوبة وطلبنا منهم عمل مناورات تعيد الثقة في الجيش الشعبي المنهزم، ونفكر حالياً في القيام بضربة تعيد تلك الثقة. واتهم مدير استخبارات الجيش الشعبي حركات دارفور المسلحة، وقال إن الذي ينقصها كثير لأنها تفتقر لترتيب القيادة العسكرية على الأرض، والجيش الشعبي يعمل على مساعدتها وتدريبها، وإن قوات العدل والمساواة هي الأفضل لكننا لا نريد أن تكون كفتها هي الراجحة، بل نريد أن تكون كفة عبد الواحد محمد نور ومني أركو مناوي وأبو القاسم والمجموعات التي انضمت لهم هي الأقوى لأنهم الأقرب لنا ولكم. وحذر مدير استخبارات الحركة من أن يجيء إعلان دولة الجنوب فاشلاً إذا لم يتعرض جيش الحكومة في الشمال إلى هزيمة كبيرة، لأن هزيمة القوات المسلحة هي التي ستفتح الباب أمام الحل لمشاكل «أبيي» والمشورة الشعبية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. ü سوزان رايس تتحدث: عندما أكمل قادة الحركة الشعبية الذين تراهن عليهم «واشنطن» في قيادة دولة الجنوب الوليدة، جاءت فرصة «سوزان رايس» للحديث فأثنت على ما قامت به الحركة الشعبية، وقالت ما ترجمته الآتي: «التجارب كانت تؤكد على الدوام على فشل الكثير من الحركات الثورية، لكنكم حققتم المكاسب ووصلتم إلى السلطة»، وإن دعم الولاياتالمتحدة لاتفاق السلام كان بغرض الخروج بمكاسب للجنوب والمناطق الثلاث، والمحافظة على الجيش الشعبي، وتوطين القوى السياسية في الداخل حتى تكون قريبة من الشعب. وقد أثرت الحركة في المجتمع بانضمام عدد كبير من الشماليين لها.. ونحن كنا نعلم أن المؤتمر الوطني لن ينفذ الاتفاق. وأكدت «رايس» على أن الولاياتالمتحدة حاولت تفكيك نظام الحكم في السودان من خلال الاتفاقيات المتعددة والانتخابات.. لكنها فشلت.. لذلك فضلت «واشنطن» فصل الجنوب، وقدمنا الوعود والضغوط حتى يقوم الاستفتاء في موعده، ثم ربطنا تنفيذ الوعود بحل مشاكل مناطق أخرى خاصة دارفور لضمان إضعاف نفوذ الحكومة السودانية. وجاء تعليق «سوزان رايس» على ما سمعته من قيادات الحركة الشعبية بأنه خطير، وقالت إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها غير مستعدين للتعاون مع المؤتمر الوطني، ورؤية واشنطن واضحة في هذا الشأن لأنها تعتبر المؤتمر الوطني أحد المهددات الأساسية للأمن والسلم الدوليين، وأنه تمدد الآن وتوغل في العديد من الدول من خلال الحركات الإسلامية بعد نجاح الثورات العربية.. خاصة وأن هناك أنظمة كانت قائمة قللت من خطورة الإسلام السياسي وحاربت الإرهاب بأسلحة ناعمة وكانت تتعاون مع الإدارة الأمريكية مثل مصر وتونس وليبيا التي تختلف في المشروع مع المؤتمر الوطني، ودعمت الحركات، ولكن وبعد سقوط هذه الأنظمة أصبحت الحركات الإسلامية تبذل جهدها وتسعى للمشاركة في السلطة الأمر الذي يشكل داعماً أساسياً للمؤتمر الوطني. أما عن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية من وجود الجماعات الإسلامية ومشاركتها في السلطة فقد قالت «سوزان رايس» إن بلادها درست واقع تلك الدول ووجدت أنه من الصعب منعها من المشاركة في السلطة أو العمل السياسي، لأن الثورات دفعت تلك الجماعات للإعلان عن نفسها وهذا يعتبر نفوذاً جديداً للحركة الإسلامية في السودان بحكم تجربتها في الحكم والسلطة والإدارة، وهي بذلك ستشكل داعماً رئيسياً للحركات في المنطقة.. لذلك على الولاياتالمتحدة أن تتجه للجنوب لأنه لا يوجد حليف أنسب منه لمكافحة ما أسمته بالإسلام السياسي ومحاربة الجماعات الإسلامية التي تهدد مصالحها في المنطقة، وعلى الإدارة الأمريكية حماية وجود الحركة الشعبية في الشمال والجنوب لبسط سيطرتها في الحكم بالتعاون مع القوى السياسية الراغبة في التغيير بالسودان، ولذلك ترى الإدارة الأمريكية أن استقلال الجنوب يحقق المرحلة الأولى من خيارات «واشنطن» في تفكيك حكم الحركة الإسلامية في الشمال، لأنها- أي واشنطن- تحتاج لملاذ آمن للجنوبيين في الشمال وللحركات المسلحة وبقية القوى السياسية الأخرى، لأن المؤتمر الوطني سيسعى إلى مضايقتهم بعد التاسع من يوليو القادم.. وإن «واشنطن» أعدت عدتها لذلك، لكن ما يشغلها الآن بصورة أكثر هو تفكيك الحركة الإسلامية في كل من مصر وتونس وليبيا وقطع الدعم عن حماس وتقليل النفوذ الإيراني في المنطقة. وقالت «رايس» إن بلادها ستوظف كل إمكانياتها في اتجاه إنجاح استقلال الجنوب في ذات الوقت الذي تعمل فيه على ألا يتم أي سلام في دارفور قبل التاسع من يوليو، وإنها ستوظف الضغوط السياسية والدبلوماسية على المؤتمر الوطني لكي يكف عن ممارساته في تعطيل تنفيذ الاتفاقية، وستعمل على إعادة الوضع في «أبيي» كما كان عليه. ودعت «رايس» في ذلك الاجتماع الذي غابت عنه أجهزة التسجيل وكاميرات الفضائيات، ولم يكن فيه إلا قلم صغير يتبادله «باقان أموم» و«دينق ألور» يسجلان به النقاط الأساسية في الحديث مع التركيز على كتابة كل ما تقول به «رايس».. التي تقول إنها دعت في ذلك الاجتماع الحركة الشعبية إلى التنسيق مع القوى السياسية للتحرك في الشمال، وأن تتبنى تلك القوي مواقف تؤدي إلى اضطرابات داخلية تكون مشجعة لأمريكا والمجتمع الدولي لتبني خيار المواجهة مع المؤتمر الوطني، مشيدة بافتعال أو إشعال المظاهرات في الشمال لأن هذا الأمر سيكون ذا قيمة كبيرة ومثمرة يمكن توظيفها عبر المنظمات التابعة لحقوق الإنسان ليتم رفعها إلى مجلس الأمن الدولي ليتم الدفع بعد ذلك بالعديد من الجهات لإصدار بيانات إدانة للمؤتمر الوطني، حيث قمنا في الولايات بتحميل الحكومة الجانب الأكبر من المسؤولية في موضوع «أبيي»، رغم أن البداية كانت من جانبكم في الحركة الشعبية. قالت «سوزان رايس» حديثاً خطيراً عندما ذكرت أنه وبعد مشاركة الرئيس عمر البشير- ذكرته مجرداً من الصفة- في حملة انتخابات المرشح لمنصب والي جنوب كردفان أحمد هارون، قالت إن «باقان أموم» اتصل عليها وإنها طلبت منه قراءة مساحة المناورة والتكتيكات لتأمين (مصالحنا) المشتركة، وإنه قد آن الأوان لتفكيك الحركة الإسلامية في السودان وضمان استمرارية حكم الحركة للجنوب، حتى يتم التمكن من معرفة المعلومات الحقيقية والمشاكل الداخلية التي تساعد في عملية التفكيك. وقالت «رايس» حديثاً اهتم به قادة الحركة الشعبية وسجلوه نصاً، جاء فيه إنه وحسب علمها فإن للحركة الشعبية جماهير في الشمال من غير أبناء النوبة والنيل الأزرق، وعلى قيادة الحركة تطوير فهمهم نحو الثورة ضد المؤتمر الوطني، لأن نجاح هذا السيناريو سيؤدي إلى إسقاط النظام، أما إذا فشل فعلى الولاياتالمتحدة المحافظة على الجنوب حتى ينال استقلاله ليتم بعد ذلك تطوير الصراع في عدد من الجبهات، وإن الإدارة الأمريكية جاهزة للاعتراف بدولة الجنوب حال رفع العلم وجاهزة لتمويل وتفويض بعثة الأممالمتحدة للبند السابع وحشد الدول الصديقة للمساهمة في حماية دولة الجنوب.