الذهب على مر العهود هو الأغلى والأكثر اقبالاً عليه من بين حلي الزينة قاطبة، ويعتبر الأعلى قيمة في حياة الإنسان، وهو بمثابة حفظ للأموال عند الحاجة اليها في وقت الشدة، بجانب أنه زينة للمرأة التي تتهافت على اقتنائه منذ القدم كما أنه دخل في ضروب الأمثال والأغاني.. آخر لحظة التقت محمد ميرغني تبيدي المعروف بشيخ الصاغة بسوق الذهب بأم درمان، ليحدثنا عن أشهر الدقات في الزمن الماضي والحاضر، بجانب الأسعار مابين الأمس واليوم.. فلنطالع معاً حديث شيخ الصاغة: يقول تبيدي إن الدقات القديمة كثيرة منها واشهرها عين زروق - القوات المسلحة -الخناجر-عقود الملية-احفظ مالك- وغويشة الانصاص- خاتم البوبار-الشف-النقار-الذم القشي-غوايش دروب الطير-الورق المحمودي-الفرذي أما الدقات التي ظهرت حديثة كرسي جابر-الخميني-احفظ مالك- المتمن-والكويتي والبحريني -الزركوت-لازوردي وسنغافوري ويضيف.. تاريخياً أن الهند من أكثر الدول التي كان يأتي منها الذهب، وكذلك المملكة العربية السعودية التي يجلب منها بنية التبرك وليس من الناحية الجمالية فحسب، وخاصة من المدينةالمنورة.. وعن الأسعار يقول تبيدي إن الذهب الآن ارتفع فقد وصل سعر الجرام الى 150 جنيهاً، لكن في الماضي كنا نتعامل بالقسمة ونصف القسمة، والوقية، والدرهم، والريال، والجنيدي.. وعن الذهب السوداني قال إنه يُصنع محلياً، ولكنه مختوم وهو عيار 21 وبه نفس المواصفات التي يأتي بها المستورد، ويسترسل في حديثه قائلاً: إن الذهب دخل في ضروب الأمثال والأغاني، مثلاً يقال إنه (ذخر خزينة) (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب). وتغني به كثير من الفنانين نذكر منهم الفنان الأمين البنا (يا دهب شيبون المأصل)، وكذلك الفنان على ابراهيم اللحو (السمحة يا دهب الخزائن يشبه الروض في الجناين اتهموني بيك وانا قالوا خائن أنا ما سرقت أنا جيت أعاين)، والفنان صلاح بن البادية (سال من شعرها الذهب). وكذلك يقول الشاعر حسن الزبير: -زعل الدهب خدو المجمر زاد لهب مع انو زعلو بجملو.. أبداً علي ما بحملو -والنحاس ما بوازي لي دهب شيبون و غيرها من الأشعار.. ويطل الذهب المعدن الخالص الأصيل الذي لا يصدأ مهما تقادمت عليه السنون.