الشعب يريد أن يفهم ، ماذا فعلت بالضبط حتى تحال الى التحقيق، ( طبعاً لا نريد ان نعرف تفاصيل ومجريات التحقيق ) وانما نريد الاسباب والدواعي أولاً ، لماذا وفيماذا اتهموك زوراً وبهتاناً ؟، ولسوف لن نخوض في شئ منه حتى تعلن النتائج ، لكي تأخذ العدالة مجراها (!) . ولكن مما يصيبنا بالبلبلة في ظل اصرارك على البقاء في المنصب تؤدي مهام وظيفتك المهمة غصباً عن الوزير ( غفر الله لك )، هو الآتي : أولاً : هل من حق الوزير ، من حيث المبدأ ، ان يجمد نشاطك الوظيفي ويحيلك إلى التحقيق، متى ما رأى ذلك ؟، أم أنه تجرأ على ما ليس من سلطاته .؟ ثانيا : أليست هنالك مبررات كافية وأسانيد قانونية وتنظيمية سيقت وأدت إلى أن يتخذ السيد الوزير هذه الخطوة ؟ ثالثا : إذا كان الوزير في قراره قد عمد الى ( ايقافك عن العمل ) فحسب لماذا قلت للناس ان الذي يقيلك هو من عينك ، بينما الوزير لم يقرر اقالتك وانما اوقفك فقط بموجب سلطاته ولضرورة نزاهة التحقيق معك ؟ رابعا: أليست هنالك ضرورة تستدعي ايقافك عن العمل أثناء التحقيق لكي يتم التحري في اجواء محايدة تمنع احتمال استخدامك السلطة في تشويه او اخفاء بعض المستندات التي قد تدينك او الضغط على موظفين شهود يشعرون بالخوف في حال وجودك الفيزيقي بينهم وبكامل صلاحياتك ؟ خامساً : أليس اصرارك على البقاء في مكتبك تمارس صلاحياتك في حد ذاته مثار شبهة واستغراب ؟ وأليس فيه انتهاك لمبدأ المؤسسية واحترام قرار الرئيس المباشر ؟ لماذا هذا الاصرار الشديد على الاستمرار في العمل ؟ ، هل هو من باب حسبان قرار الايقاف ذاته نوعاً من الاهانة بالنسبة لمقامك، أم أنك غير راض بأن يكون رئيسك الذي يشرف عليك ويتولى أمرك هو من امثال هذا الوزير الموقر ؟ سادسا: الناس كلهم اندهشوا - بالمناسبة - من احتمائك بالسيد النائب الأول ، وقولك الشفاهي - وفيما بعد المستندي - بأن علي عثمان وجهك بأن تباشر عملك وكأن شيئاً من الوزير لم يقع ؟ ولكن لماذا لم يعلن هذا الكلام وهذا المستند على الملأ ؟ ولماذا لم يقم السيد نائب الرئيس بتنوير الشعب حول الواقعة ؟ فهل هذا شأن بسيط ؟ وزير يتهم مدير عام ( الحج ) نعم الحج ، بالفساد ويحيله الى لجنة تحقيق بعد ان يوقفه عن العمل زاعماً أن بين يديه ما يكفي من والوثائق والأدلة وشهادات الإدانة، والصحف تكتب عن ذلك ، والرأي العام يفغر فاه منتظراً الحقيقة ومتمنياً إعمال هيبة الدولة والقانون، ثم تأتي رئاسة الجمهورية بجلالة قدرها لتداري كل هذا وتحمي وتطلب السكوت، بل وتستجيب لطلب المدير وتتركه هكذا يسرح ويمرح ثم يقول ما معناه ( الزرعني يقلعني ! ) معقولة ؟ صحيح ، قد يكون بريئاً وقد يكون الوزير مخطئا أو وقع ضحية تضليل من اعداء المدير ، ولكن ما هكذا تدار الدول ؟ قبل يومين فقط فوجئ رئيس التحرير صحيفتنا مصطفى ابو العزائم ( وهو مقدم برنامج حزمة ضوء المعروف بالتلفزيون) أن سعادة المدير العام الموقوف عن العمل سوف يستضاف ( دون علم أو مشورة ابو العزائم ) ليتحدث عن الحج وما ادراك ما العمرة دون التطرق لقضيته، التي هي قضية رأي عام الآن ، فما كان الا ان رفض ابو العزائم هذا الفرض والاصرار، فترك التلفزيون وخرج ، ترى كيف كان سيبرر ( تطنيش ) القضية لمشاهديه المحترمين ؟ لقد نفد الرجل بجلده من الحرج .ولابد أن رئاسة الجمهورية هي الأخرى في حرج من غيوم هذه القضية .فحقيق أن يشعر السيد على عثمان ، القانوني النزيه، دمث الاخلاق ، والرجل الثاني في الدولة ، حقيق أن يشعربالحرج الاداي والسياسي حينما يرفض من جهة ( برطعة ) عبد العزيز الحلو ، واصراره على ان يكون الوالي وكفي ، بغض النظرعن نظم وقوانين مؤسسات الدولة ، ومن جهة اخرى هاهي البرطعة تدق بابه وتطلب حمايته وتقول انه قد اجارها فعلاً؟!. يا ربي هل وزير الارشاد غلطان ومكابر أبى أن يتراجع عن قرار الايقاف؟ أم ربما بقاء مدير الحج في مكانه مفسدة اقل ضرراً من ايقافه ؟لا ادري ولكنني قررت ان انصرك سيدي المدير ، ظالما أو مظلوماً ، كيف لا ، والسيد النائب الأول الذي اثق بذمته واحترمه نصرك وتحمل مسؤولية ذلك ، تماماً كما تحمل مسؤولية اجراء استفتاء الجنوب تحت سلطان وسيطرة الحركة الشعبية بما يضمن لها الانفصال ، نصرك وملكك مستنداً جمهورياً يحميك من غوائل الوزير ودعاة المؤسسية والنظام دون علم ، ولقد قال ابو العتاهية قبل توبته : واذا ابى الخليفة شيئاً أبيته ! لذا فليس أمامي بد ، سوى ان اصطفّ معك ، استناداً الى قرار الخليفة الذي بيدك ، وحتى يحال هذا الوزير الى التحقيق ... بعد التاسع من يوليو