الخرطوم: ابتهاج العريفي: دعاء محمد محمود تحت خيم مصنوعة من «جوالات» الفحم القديمة تنساب أنغام موسيقية مسموعة من خلال سماعات الهاتف المحمول وجدنا حرفي مهنة صناعة الأناتيك على طول الطريق بشارع الغابة بالخرطوم رغم ارتفاع درجات الحرارة والهواء الساخن الذي يتلفحهم بين الحين والآخر إلى جانب ازدحام الشارع بالعربات.. إلا أنهم بدا عليهم حبهم الواضح لمهنتهم وتمسكهم بها وتلاحظ أن الأغلبية من هؤلاء الحرفيين هم من جنوب السودان. (آخر لحظة) غاصت مع أصحاب هذه المهنة لمعرفة إلى أي مدى تسهم في تحسين أوضاعهم وهل لها موسم معين وأسعارها بجانب الزمن الذي يستغرقه عمل النموذج الواحد من هذه الأناتيك فمعاً نطالع إفاداتهم. ü يقول أحدهم هذه المهنة هي عشقنا ونحن نجد أنفسنا فيها وهي مهنة كغيرها من المهن لها مواسم ويكثر الأقبال في الأعياد وباقي الأيام يكون الإقبال من الأجانب والسياح والمغتربين أما الزمن الذي يستغرقه عمل الأناتيك مثل «العصا» فإننا نعملها في يوم واحد وذات حجم صغيرة أما الكبيرة والأشكال الأخرى مثل التمساح ووحيد القرن فتأخذ قرابة الثلاثة أيام وعن الأسعار ذكروا أن (العصا) الواحدة تبدأ أسعارها من خمسين إلى ثمانين جنيهاً حسب رأس العصا وأضافوا أن الأناتيك تبدأ أسعارها من عشرين جنيهاً وتصل إلى مائتي جنيه ويستخدمون خشب الأبنوس والمهوقني والتك الذي يجلبونه من الجنوب. وأثناء تجوال (آخر لحظة) تحسست إقبالاً على شراء هذه الأناتيك وخاصة من قبل الأجانب وبرفقتهم بعض الإخوة السودانيين حيث ذكر لنا محمد الأمين أحد زوار هذا السوق ويعمل في إحدى المنظمات أنه في كثير من الأحيان يأتي لهذا السوق لشراء الأناتيك والعصي التي نقوم بتقديمها كهدايا للأجانب الذي يحضرون للسودان وتنال إعجابهم كثيراً.