النزاع إبن الذي والذين والذي يدور رحاه في جنوبي محافظ كردفان وفي صاحبتنا الجميلة ابيي ليس مجرد معارك نابعة من الهامش او أنها حرب ليست لها موضوع وإنما المسألة تتعلق بالسيادة على الأرض بتتكلم ( سوداني ) عدييييل كده ، والصراع على الأرض كان وما يزال في قمة تجلياته بين البشر ، ومن اغرب الصراعات على الأرض أن مواطنا من كمبوديا قتل شقيقه من أجل قطعة أرض لا تزيد مساحتها عن بضعة أمتار ، عفوا حكاية الكمبودي الذي قتل شقيقه ( علشان ) بضعة أمتار من الأرض ليست موضوعنا اليوم وإنما الموضوع اكبر بكثير ، ولكن في كل الأحوال الحكاية في النهاية تتعلق بالأرض ، وهذه الأرض ما زالت بعيدة عن سيناريو الصراعات المسلحة الساخنة واعني بهذه الارض مساحة مثلث الحوض النوبي الكبير الممتد من حلفا دقيم والذي يشكل جبل العوينات على الحدود الليبية ودنقلا احد ضلعيه ، بصراحة نحن في الولاية الشمالية أو المديرية الشمالية ( يا حليلها ) كما كانت تسمى في السنين الخوالي ، ليس لدينا صراعات على الأرض ، وأذكر إنني حينما كانت كشوفات العمر بلون البهاء ، قرأت بعيوني العمشانة جدا ضمن إحصائية قديمة لشرطة السودان أن المديرية الشمالية ، أقصد الولاية الشمالية من أكثر مناطق السودان إنخفاضا في معدلات الجريمة بكافة أنماطها خصوصا تلك المتعلقة بالصراع على الاراضي ، واقطع ضراعي بمنجل سنين ، أنها ما تزال تحافظ على هذه النسبة , عفوا حكاية انخفاض معدل الجريمة في صاحبتنا العفوية والطيبة جدا الولاية الشمالية يقودنا الى الغبن الذي يتعرض له اهالي هذه المنطقة التي عانت كثيرا خلال فترات تعاقب الحكم في الوطن رغم أنها كانت وما تزال مصنعا لتفريخ القادة والزعامات في كافة العهود في الوطن الجريح ، لكن كما يقال ( ضل الدوم يرمي بعيد ) أو هكذا مقولة ، من بيت الكلاوي ، المهم دعوني إستدعي من تلافيف الذاكرة المجهدة مشاهد طازجة من زمان العمر البهي في الولاية الشمالية ، صدقوني لا زلت أتذكر الامتداد الرهيب للصحراء التي تغيب فيها الظلال في هذه المنطقة ، يعني بالمفتشر أراضي على مد البصر غربي النيل ، وهذه الإستثمارات ( الميتة ) في الوقت الحاضر ربما تكون القشة التي ستقصم ظهر هدوء الحوض النوبي الذي يبعد بسلامته بمسافة تتراوح بين30 الى 50 كلم غربي النيل ، المهم تشير المعلومات المتوفرة والتي راجت منذ اكثر من 15 عاما أو تزيد إلى ان إتفاقية الحريات الأربع التي وقعتها الحكومة مع شقيقتنا مصر في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك ، والتي لا اعرف مصيرها في الوقت الراهن كانت من ضمن بنودها توطين المصريين في الحوض النوبي الكبير ، وفي حينه أذكر ان ثمة ثورة عارمة إنطلقت من حناجر أبناء الولاية الشمالية رافضة هذه الإتفاقية التي تجهض حق ابناء الولاية في الاستفادة من أرضهم الميتة والسؤال الذي يفور في الذاكرة مثل دمدمات مدافع الهاون والقصف الرهيب هل ما زالت هذه الإتفاقية بنت الذين تسترخي في ذاكرة النظامين السوداني والمصري خصوصا أن هناك مياها كثيرة جرت تحت جسور الأحداث بعد توقيع تلك الإتفاقية إنه سؤال ما يزال يؤرق ابناء الولاية ، سؤال بحاجة إلى إجابة شافية ؟ سؤال يقف مثل الهمبول في وجه الاحداث سترك يا رب .