قال صاحبي الشاعر التعيس ،وهو يستعيد من دكانة الذاكرة حكايته مع زوجته أن شريكة حياته وفقا لقوله كانت تتصور أنها إرتبطت برجل من طراز آخر ، رجل رومانسي ، مشاعره مجدولة من شجر الغيم ، ولكن اللئيمة إكتشفت بعد أن وقعت الفأس على الرأس أن زوجها رجل باهت ، كسول ، كثير الشكوى ، متوجس ، ويهرب من تحمل المسؤولية ويعيش على حافة الحياة مثل طائر تتناوشه عواصف الشتاء الماحقة ، وليس هذا فحسب بل أن المرأة باحت لزوجها الشاعر الكسول أنها حينما أرتبطت بها كانت مثار حسد صديقاتها وجاراتها ، ولكنها في نهاية المطاف إكتشفت أنها أرتبطت برجل مثل برميل الطرشي ، زفر وطعمه حامض وليس في مكونات حياته شيء جميل ، ده كلام ده ، قصة صاحبي الشاعر وزوجته تعيد إلى تفاصيل الواقع المصاب بالضبابية ، سيناريو رجل كاريزما ولكنه مغلوب يا عيني على أمره ، الحكاية وما فيها أن الرجل إرتبط بأنثي تتعاطى الشعر أو هي تدعي ذلك ، وما أكثر الموهومات في هذا الكار الشائك ، الرجل في البداية كان يتصور أن بعلته ، شاعرة من طراز أول ، لكن بعد أن إستفاق من عسل الأيام الأولى أو بصل الأيام الأولى لا فرق إكتشف أن المرأة التي تصور أنها مثل غيمة في هجير الحياة لا فرق بينها وبين أي إمرأة شريرة ، المهم صاحبنا من قولة تيت بدأ يشعر أن شريكته التي تتعاطى الشعر ، إمرأة متسلطة ، أنانية ، خرقاء ، جافة ، لا تعرف الاتكيت ، ولا تتمتع بذائقة مرهفة ، وفوق هذا كله ليست ست بيت من طراز أول ولا حتى طراز صفر ، يقطع بيت شياطينك إمرأة ، على فكرة يبدو أن شيطان شعر هذه المرأة والعياذ بالله من طراز العفاريت الزرق ، المهم رغم كل البلاوي التي تتمتع بها شريكة الرجل المغلوب على أمره لكنه ما زال مرتبطا بها ، وقال الرجل في لحظة صدق وشفافية فارطة لأحد أصدقاء المقربين وحافظي سره أنه يفكر في إطلاقها عكس الهواء في الوقت المناسب . عفوا إلى هنا إنتهت حكاية الشاعرة المزيفة ولكن السؤال الذي يقف مثل الهمبول يتمثل فيما إذا كان الناس الذين يتعاطون الشعر أو يدعون أنهم كذلك ناس جلودهم رهيفة ويمتلكون كميات وافرة من الإحساس والذائقة الجميلة ، طبعا ليس كل شاعر أو فنان في دواخله إنسان ، كما وأنه ليست كل شاعرة ملاك يمشي على الأرض ، للأسف هناك بعض الشعراء يحملون في قلوبهم ودواخلهم صفقات للتعاطي مع الشيطان وكذلك الشاعرات أو مدعيات الشعر هذا الصيد الليلي الجميل ، تحمل الواحدة في قلبها أطنان من العتمة والذي منه ، عتمة تشبه تماما حال الحكومة التي تركض في دهليز مظلم ولا تعرف كيف تخرج منه ، إنه زمن شياطين الأنس وشياطين الشعر يخرب بيوت شياطينكم .