خزان الألفية العظيم الأثيوبي Grand Millennuim Dam يُعتبر بكل المقاييس إنجازاً عظيماً لحكومة أثيوبيا وفخراً لشعبها، وإضافة عميقة لمشاريع التنمية المتصاعدة في أثيوبيا، مما سيكون له أطيب الأثر على رفاهية الشعب الأثيوبي في مقبل أيامه تحسب لصالح قيادة الرئيس ملس زناوي الرشيدة المتوازنة في كل المناحي.. أثر إنشاء السد سيكون إيجابياً على السودان بدرجة لا تقل عن أثيوبيا كما سنرى. بدأ إنشاء السد في أبريل 2011 بتكلفة تبلغ 8.4 مليار دولار ومملوك لهيئة كهرباء أثيوبيا في منطقة بني شنقول 40 كيلو متراً من حدود السودان الشرقية، مصمم لتوليد 5250 ميقاواط موزعة على 15 تربينة ماركة فرانسيس، وهي نفس توربينات سد مروي ماركة فرانسيس ًأيضاً سعة الواحدة 350 ميقاواط وتوربينات مروي 10 سعة الواحدة 125 ميقاواط أي بجملة توليد 1250 ميقاواط، يتوقع تشغيل سد الألفية عام 2014، سد مروي بدأ العمل فيه في عام 2004 وافتتح في مارس 2009 بتكلفة 9.1 مليار دولار.. للمقارنة نشير إلى السد العالي الذي بدأ العمل فيه في 1960 وانتهى 1970 بسعة تخزين 11 مليار متر مكعب مقارنةً بسد الألفية سعة تخزين البحيرة 63 مليار متر مكعب، السد العالي ينتج 2100 ميقاواط من 12 توربينة سعة الواحدة 175 ميقاواط. سعة تخزين سد مروي 5.12 مليار م3 والرصيرص 1959- 1966 سعة التخزين 3 مليار م3 بعد التعلية 10 متر يكون 3.7 مليار م3 ينتج كهرباء 280 ميقاواط من 7 توربينات سعة الواحدة 40 ميقاواط. وضع حجر الأساس لسد الألفية العظيم يوم 2/4/2011 بواسطة الرئيس ملس زناوي، بعد أن تم إنشاء مجمع ضخم لتكسير الصخور والحجارة ومهبطة طائرات نقل، تماماً كما حدث في سد مروي.. ويتوقع انتهاء العمل في 44 شهر. أبدت مصر تخوفاً من انخفاض كمية المياه الواردة إليها، لذلك عارضت قيام السد.. الرئيس ملس زناوي أكد أن قيام السد لن يؤثر على كمية المياه، بل يفيد في ضبط تدفق المياه لأنه سد كهرباء وليس سد ري. ارتفاع سد الألفية 145 متر، السد العالي 111 متر ومروي 67 متر.طول سد الألفية 1800 متر، السد العالي 3830 متر ومروي 9000 متر. سعة بحيرية الألفية 63 مليار متر3 ، السد العالي 111 مليار متر3 ومروي 5.12 مليار متر3. قررت الحكومة الأثيوبية تمويل السد من مواردها الذاتية إذ أصدرت سندات إدخار لمواطنيها في الداخل والخارج. تكلفة التوربينات ومحطة الكهرباء التي تبلغ 8.1 مليار دولار سيتم تمويلها بواسطة البنوك الصينية ما تبقى من التكلفة الكلية يبلغ 3 مليار دولار يمول ذاتياً.. التكلفة الكلية للمشروع وهي 8.4 مليار دولار تعادل 15% من الناتج القومي الأثيوبي لعام 2009 والبالغ 31 بليون دولار. üالآثار الإيجابية الاقتصادية والاجتماعية: 1. أهم أثر إيجابي لأثيوبيا هو إنتاج الكهرباء الضخم بأقل تكلفة، كما هو معروف عن توليد الكهرباء المائي، إذ سوف ينتج السد 5250 ميقاواط يتم بيعها داخل وخارج أثيوبيا للسودان وربما مصر، خاصة وأن بعد السد من الدمازين 40 كم من الحدود مع أثيوبيا وبعد الدمازين من الحدود داخل السودان حوالي 60 كيلو متر فقط أي أن المسافة من السد حتى الدمازين حوالي 100 كم فقط. 2. السودان سوف يتمكن من الاستفادة من فائض كهرباء سد الألفية قليل التكلفة، إذ يبلغ استهلاك الكهرباء في أثيوبيا الآن ما يقابله من إنتاج 875 ميقاواط وحتى العام 2014 (افتتاح السد) يتوقع أن يرتفع الاستهلاك إلى ما يقابله إنتاج 1950 ميقاواط، بمعنى أن يكون فائض الكهرباء المنتجة في أثيوبيا بعد 2014 أكثر من 3000 ميقاواط. في السودان، وحسب دراسة الخطة طويلة الأمد للهيئة القومية للكهرباء في أبريل 2007، فإن الإنتاج للكهرباء في يوليو 2006 كان 3.496 ميقاواط توليد حراري + 2.341 توليد مائي = 5.837 ميقاواط 59% منها حراري و 41% مائي. في 2011 التوليد 396 ميقاواط حراري + 1591 ميقاواط مائي بعد إضافة كهرباء مروي = الجملة 4977 ميقاواط. 68% حراري و 32% مائي. حسب الدراسة حتى العام 2030 يتوقع إضافة 2140 ميقاواط توليد مائي بإقامة سدود في عطبرة (30 ميقاواط)، السبلوقة (90 ميقاواط)، دال العليا والسفلى (1220 ميقاواط)، كجبار (300 ميقاواط)، دقش (285 ميقاواط) والشريك (315 ميقاواط). حسب الدراسة أيضاً الاستهلاك بنهاية 2010 كان 820.22 قيقاواط ساعة يتوقع أن يرتفع إلى 162.34 قيقاواط ساعة في 2015، عليه الاستهلاك المتوقع في 2015 يجب أن يقابله إنتاج حوالي 7500 ميقاواط أي عجز حوالي 2500 ميقاواط لن تتوفر حتى العام 2015 إلا بالتوليد الحراري باهظ التكلفة، وحتى السدود المقترحة في كجبار والشريك إن تم تنفيذها ستوفر فقط حوالي 600 ميقاواط وسوف يظل العجز في حدود 2000 ميقاواط، في حين أن في العام 2015 سيكون الفائض في أثيوبيا من التوليد المائي قليل التكلفة حوالي 300 ميقاواط.. مع ملاحظة قرب سد الألفية من الشبكة القومية في السودان في الدمازين (100 كيلو متر)، والطريف أن أديس أبابا والخرطوم يبعدان عن موقع السد بنفس المسافة حوالي 650 كيلو متراً. 3. من الآثار الإيجابية أيضاً أن قيام السد يقلل من مخاطر الفيضان على كل المناطق التي تليه (أسفل الجريان)، ابتداءً من ال40 كيلو متر في أثيوبيا حتى السودان، لأن النيل الأزرق نهر موسمي عنيف وتقليل الفيضان يعني مزيداً من الاستقرار للسكان في اثيوبيا والسودان، وأنه سيكون هناك أثر سلبي على الري الفيضي المعروف في السودان، خاصة في ولايات نهر النيل والشمالية. وفي المقابل الأثر السلبي الأكبر على السكان في أثيوبيا في أعلى المجرى (أي المناطق قبل الخزان) في أثيوبيا كما حدث من تهجير إلى حلفاالجديدة في السودان بعد السد العالي. 4. أثر تدفق المياه على السودان ومصر سيكون محدوداً ولفترة مؤقتة متدرجة عبر سنوات قليلة حتى تمتلئ بحيرة الخزان والتي سعتها كما أسلفنا تقارب حجم المياه السنوية عند حدود مصر والسودان والبالغة 5.65 مليار متر مكعب وسعة بحيرة السد 63 مليار متر مكعب. 5. قيام السد سوف يطيل العمر الافتراضي لكل خزانات السودان الرصيرص- سنار- مروي والسد العالي في مصر إذ أنه سوف يحجز كمية مقدرة من الطمي والأشجار والبهائم وخلافها والتي تشكل هاجساً سنوياً لنا في السودان. أثر سلبي واحد متوقع هو نقص طفيف في كمية المياه بسبب التبخر. مصادر أثيوبيا تقرر أن مساحة المياه والجوء البارد في أثيوبيا يجعلان التبخر أقل من التبخر في بحيرة ناصر في مصر، وأنه عند تقليل تخزين المياه في بحيرة ناصر وزيادته في بحيرة سد الألفية فإنه يمكن توفير ما لا يقل عن 5.7 مليار متر مكعب تتبخر في بحيرة ناصر ذات المساحة الأكبر والحرارة الأعلى في أسوان. عليه نقول للإخوة الأثيوبيين مبروك عليكم هذا الإنجاز الألفي ونشكركم على ما سنجنيه من آثار جانبية مفيدة لنا في السودان. مهندس مستشار