(حجوة أم ضبيبينة) (المكرورة) بذات نبرات الوعيد والتهديد (نفخة ساكت) مع بداية كل عام دراسي: لن نسمح بفرض رسوم على التلاميذ، وكل من يخالف هذا الأمر فله الويل والثبور وعظائم الأمور!! ورغم ذلك تمضي مسيرة الدفع (القاصدة) على طريقة (الجمل ماشي والكلب ينبح) وما سمعنا واحداً من هؤلاء المتوعدين قد اتخذ إجراءً حتى ولو باب الثأر لكرامة (تصريحاته)، ولا يستطيعون، وليس لهم سبيل على إدارة أي مدرسة بل (تحت تحت هم عافيين منهم ورضيانين عليهم). فمثلهم كمثل الأب (المهمِّل وتارك هم) أولاده أبسط ضروريات الحياة لا يوفرها لهم، فلم يجدوا أمامهم سبيلاً إلا التسول ليسدوا به رمقهم، وكلما وبَّخه الحادبون على ضياع مستقبل هؤلاء الصغار أرغى وأزبد متوعداً ومنذراً:(أبقوا رجال تاني مدُّوا إيدكم لزول كان ما قطعتها ليكم من ضراعها) فينصاع المساكين للأوامر الأبوية كذا يوم في انتظار القوت، وعندما يتأكدون أنهم (متكلين على حيطةً مايلة) يحزمون أمرهم في غير مبالاة وبقلب جامد يعودون إلى (شحدتهم معززين مكرَّمين) لا يخشون وعيداً، خاصة بعدما ثبت لهم من خلال الممارسة العملية أن أبيهم (عاجبو الحال) وما ذاك الوعيد والتهديد إلا (تسكيتاً للخشامة)!!كل القرائن والأحوال تشير إلى أن وعيد متخذي القرار لمعاقبة المدارس التي تفرض الرسوم على التلاميذ (زي وعيد أبو الوليدات الشحَّادين)!! فإدارات المدارس (شايلة وش القباحة ساكت) فهي مضطرة لفرض هذه الرسوم لأنهم رموها في اليم مكتوفة وقالوا لها إياك إياك أن تبتلي بالماء!! يعلنون بملء أفواههم دون أن يرمش لهم جفن: كافة الاستعدادات للعام الجديد(عال العال)!! واستعداداتهم: لا توفر الطباشير- علماً بأن صندوق الصنف الردئ منه الذي يتسرب غباره إلى الجهاز التنفسي للصغار ومعلميهم مضيفاً عبئاً جديداً - (فواتير علاج)- طيلة أيام العام الدراسي-هذا الصنف المؤذي كان سعر الصندوق منه في العام الماضي خمسة جنيهات ومع الحرص و(المضارفة الشديدة) حاجة المدرسة لا تسدها إلا أربعة صناديق في الأسبوع (يللا أحسبوا شوفوا السنة تكلف كم صندوق وكم من المال)؟ وهل من الممكن الاستغناء عنه؟ إذا كانت الإجابة: لا.. إذن هو مُدخل أساسي من مُدخلات العملية التعليمية.. هل المتوعدون وفَّروه؟ الإجابة بلا (طيب متوعدين فوق كم؟!).ثانياً: (استعدادات) لا وفَّرت كراس التحضير، ولا قلم التصحيح، علماً بأن هذا (شقي الحال لو مرتاح خلاص بكون بدرس ليهو تلاتة مواد (يللا شوفوا) المدرسة فيها كم معلم وكم مادة وضرِّبوا في السنة يلزمها كم؟ وهل هي من المُدخلات الأساسية للعملية التعليمية؟ الإجابة بنعم؟ هل وفَّروها؟ وإذا ما وفَّروها إستعدوا بشنو؟ الكتب يسلموها مدير المدرسة في مقر إدارة التعليم(وبعد داك يشيلها فوق ضهروا، يأجِّر ليها ركشة أوكارو، يرفعها براهو أو يأجِّر ليها عتالي، ياكل نارو!!) فواتير الكهرباء والماء وضيافة الموجهين (المدير لازم يوفر ما لذَّ وطاب) دي كلها أعباء (خارج حسابات المتوعدين).. إن العملية التعليمية- لمن يقدرها حق قدرها هي صناعة.. صناعة أجيال (أمة مستقبل)!!. وكل صناعة لديها آلياتها وموادها، والعملية التعليمية ما هي إلا معلم مؤهل (مصانة كرامته)، ومدرسة ذات بيئة مُهيَّأة من مجاميعه، وكتاب، وكراسة تحضير، وطباشيرة، وقلم تصحيح، فلماذا تصرفون على (الفارغة والمقدودة) وهذه المدخلات الضرورية خارج نطاق الأولويات!! هسة عليكم الله الرحلة النظمتها ولاية الخرطوم للوالي وبعض المعتمدين والموظفين إلى البرازيل والصين (وجوا بلا خجلة) نشروها في صفحات إعلانية ملونة في الصحف بالصورة والقلم (زاروا.. وقابلوا.. واتفسحوا.. وأُعجبوا!!) ما كان سياحتهم الميمونة دي (يحلِّلوها) بحاويات كراسات وطباشير وأقلام (وهي بسجم وشها) من الصين، وإذا طلبوها منحة (ساكت) من (الحزب الشيوعي) الصيني (كان أداها ليهم لا تعريفة لا قرش إكراماً للوفادة الكريمة!!)- لسد حاجة المدارس، (وبعد كده البفرض رسوم يشنقوه في الساحة الخضراء عبرة لمن يعتبر). أو بلاش، قيادات اتحاد المعلمين المغادرين من مطار وهابطين في مطار طول السنة، وبقوا مستثمرين في كل شيء (ما كان في جولاتكم الماكوكية دي تخطفوا معاكم كم حاوية من هذه المستلزمات الضرورية، وأنتم المعلمون البتفهموا أكثر من غيركم (عوجتها).. لكن طالما أن الأمر لا يشكل (وجع راس) ولا أولوية ستظل الرسوم جاثمة على صدر الأُسر التي حُملت ما لا طاقة لها به، وسيظل الوعيد والتهديد لذر الرماد في العيون فقط، وقُصر الكلام قاله هذا المعلم:أنا الناكر دوام ذاتي وربيت يا ما جيل ورا جيل.. (إن شاء الله يحقوا التربية)..أنا الصابر على الآهات أنا الصنديد وجمل الشيل.. (والله لا إيدك.. لا كراعك مشيلنك وش القباحة).. أنا الأستاذ أنا المظلوم..(الله في)..جزاي عند الله راقد كوم( ما في شك)..هناك صرافة الآخرة رئيس البنك رب القوم..(لا خصومات لا استقطاعات تثقل كاهلك المهدود، وما تقدر تقول البغلة في الإبريق).. لا حسابات بتتأخر ولا الصراف بينسى ينوم..(الله يصبرك لليوم داك) ما بداخل الأقواس ما قاله الشاعر فلستوب.