ذات يوم وبينما انا جالسة فى فناء المدرسة باعتبارى اختًا لتلميذة انتظرها لنعاود إلى المنزل سويًا مرت امامي تلميذة وبسرعة طلبت حضورها وبالفعل حضرت، وعندما تجاذبنا اطراف الحديث معًا عن احوال المدرسة وكيفية الدراسة فأول كلمة اخرجتها من فمها «مديرة المدرسة تقوم بجلدنا اذا لم نقم بإحضار النثرية» وقالت لي صديقتها التي كانت بجانبها هناك بعض التلميذات لا يحضرن للمدرسة خوفًا من الجلد وسألتها هل يتم استخدام الجلد لأي اسباب أخرى أجابت نعم.. «البيت الكبير« حاول من هذا الاستطلاع أن ينبه المسؤولين لتلك التجاوزات التي تحدث بالمدارس الحكومية لإيجاد الحلول الناجعة للحد من تلك الظواهر. مناهج سيئة قال أحد أولياء الأمور إن معظم المدارس الحكومية درجت على اتخاذ مناهج سيئة تتمثل في جلد التلاميذ إضافة لأخذ رسوم تسمى «بالنثريات» وهي ما تعرف بإعانة معلم أو دعم لمجلس آباء المدرسة والذي تعلل بأنها تدخل في صيانة المدرسة وشراء بعض المعينات كالطباشير والكهرباء بجانب المياه والتي هي في الأساس من واجبات المحلية وإدارة المدرسة وليست مسؤولية التلميذ وأضاف: فهذه المناهج السيئة لها آثار نفسية تنعكس على التلميذ فلذلك على الجهات المسؤولة حل تلك الإشكالية التي بدأت تخيفنا وترعب أبناءنا. سياسة تعسفية ومن خلال الجولة التى قمنا بها على مستوى محلية جبل اولياء وكرري فقد التقينا كثيرًا من أولياء الأمور الذين شكوا مُر الشكوى من السياسة التعسفية التي انتهجتها المدارس تجاه أبنائهم وقالوا إن معظم تلاميذ المدارس الحكومية بمحلية كرري يتم طردهم اثناء يومهم الدراسي بسبب الرسوم الأسبوعية أو الشهرية من غير مراعاة المستوى الأكاديمي للتلميذ مؤكدين أن تلك السياسة التعسفية التى تنتهج بالمدارس تحتاج لوقفة من قبل المسؤولين علهم يجدون حلولاً شافية. آثار نفسية قال الخبير التربوى د/عوض احمد ادروب ان التعليم يفترض ان يكون مجانًا وعلى الدولة ان تولي التعليم اهتمامًا كبيرًا رتنفق عليه من مواردها الذاتية واضاف: ويجب ان لا يحرم الطالب من الدراسة حتى وإن لم يدفع الرسوم لأن ذلك يؤثر عليه نفسيًا وعلى الأسرة خاصة مع غلاء المعيشة الذي تواجهه الأسر كذلك يُفترض أن يعطى الطالب الكتاب والكراس مجانًا دون ادنى رسوم، وأردف: فى عهد الرئيس النميري كان التعليم مجانًا بل توزع المواد الغذائية للطالب بالمدارس بجانب الأقلام والكتب والكراسات الا ان الدولة الآن رفعت يدها عن التعليم وركزت على أشياء أخرى كمخصصات للوزراء والمعتمدين وأهملت الجوانب التعليمية وهذا بالطبع يؤثر على الطالب من ناحية نفسية، واضاف: ولكن نأمل ان تعيد الدولة النظر في التعليم خاصة في تعليم الأساس حتى لا يتأثر الطلاب من ناحية نفسية او ناحية التحصيل الدراسي، ومضى قائلاً الضرب وسيلة تعليمية غير مقبولة سواء كان من ناحية اكاديمية او غير ذلك لأنها تجعل التلميذ يكره التعلم والأساتذه وتجعله مستقبلاً يحقد على المجتمع والوطن، وزاد: لذلك على الدولة أن تتدخل وتعمل على حل تلك الإشكالية خاصة الضرب والرسوم أي ما تعرف بالنثرية كذلك يجب أن تفعّل قوانين مجانية التعليم لأنها غير مفعّلة ولابد ان تكون هناك رقابة على المدارس لكي لا يتم اخذ مبالغ مالية من التلاميذ، واضاف: واذا سألنا انفسنا لماذا تتصرف ادارات المدارس هكذا؟ لأنها لا تمتلك ما تشتري به الطباشير والمعينات الأخرى، واردف: واذا انفقت الدولة على المدارس فسوف تنتهى مثل تلك التصرفات التى ينتهجها مديرو المدارس.