مقدمة دراسة مثيرة نشرتها جامعة أمريكية تقول إن الطين يحمي جسم الإنسان من بعض الطفيليات والجراثيم، لأمر يستحق الوقوف، ولهذا قامت آخر لحظة باستطلاع آراء مختصين في أمراض الباطنية والدم وعلماء نفس وبعض الذين يمارسون هذه العادة لمعرفة مدى صحة الفائدة من أكل الطين، فخرجت بهذه الحصيلة: - من خلال تجوالنا التقينا بعدد من السيدات اللاتي يأكلن الطين.. فقالت س. أ. إنها تتناول الطين الأسود وتجد نفسها ضعيفة أمام هذا النوع من الطين، وتشاركها شقيقتها في تناول الطين الذي يوجد وسط المواد البقولية مثل الفول والفاصوليا، ورغم تحذير الوالدة.. يوجد الطين داخل شنطتي والبعض يقول لنا يضعف الدم، وكذلك لنقص الحديد، وتضيف مي عمر أنها أكلت الطين في فترة من الفترات بشراهة كطين البحر والفحم وكذلك الثلج، وإذا لم تجد طيناً فإنها تدخل في حالة من التوتر وتبحث عنه في حائط منزل الجيران، وقالت إنها لا تحب النوع الهش الرملي.. وأضافت سكينة الماحي أنها تقوم بحفر حفرة عميقة لتحصل على طين نظيف خالي من الشوائب وأسود ولزج، وأنها تجد صعوبة في الحصول عليه لأنها تسكن الخرطوم. وتقول نجلاء إنها لا تأكل الطين ولكنها تحب رائحة الطين المبلول (ريحة الدعاش)، إنه يبعث فيها السكينة والطمأنينة والراحة ويزيل عنها التوتر والقلق. ويحدثنا دكتور عثمان حسن موسى استشاري أمراض الباطنية والدم بمركز فضيل عن الأشخاص الذين يأكلون الطين سواء كانوا أطفالاً أو نساء أو رجالاً.. إنهم مصابون بنقص حاد في «الحديد» فيلجأون إلى أكل الطين أو الفحم أو الطوب الأحمر أو الثلج، وذلك بدافع الرغبة الشديدة الناتجة عن نقص في مكونات الدم، يؤكد عثمان حسن قائلاً إن الطين لا يتسبب في الإصابة بأي نوع من الأمراض ك(الحصوة- أو فقر الدم)، كما أنه لا يحمي ولا يفيد أو يقاوم أي نوع من الميكروبات أو البكتيريا وليست هناك أضرار ناتجة عن أكل الطين إلا كونه متعلق بالأوساخ، وللطين أنواع مختلفة كما للتربة ويتكون من خليط من السلك وهو ذرات الرمل ومواد عضوية متحللة، وأملاح الأرض العادية المتمثلة في الصودا والبوتاسيوم. يعد نقص الحديد من جسم الإنسان من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم والتي تدفع الإنسان إلى أكل الطين والفحم والطوب الأحمر، وبمجرد إدمان هذه الحالة يجب على الإنسان تناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد. - يؤكد دكتور ياسر اختصاصي الأمراض النفسية على أن الجانب النفسي لهذه الحالة يرجع إلى (النكوص) والرجوع إلى مرحلة الطفولة فيقوم الفرد منا بممارسة بعض السلوكيات التي كانت ناقصة في فترة الطفولة مثل اللعب أو أكل الطين وأحياناً اللجوء إلى بعض المفردات الطفولية وترديد بعض الأناشيد التي تمثل مرحلة معينة من الطفولة، ويتداخل هذا العامل النفسي مع آخر عضوي، إذ يرى الأطباء أن أكل الطين يمثل حاجة حقيقية للجسم لمكونات متوفرة في الطين، وإذا كان الحال هكذا فإن أكل الطين يقع في دائرة الاضطرابات «النقص الجسمي» التي تسمى «السيتوسوماتك»، أي تمثل حاجة نفسية وحاجة عضوية. ويؤكد الدكتور ياسر على أن التوتر أو القلق ليس دافعاً لأكل الطين، بل يجعل الفرد يتعامل بطريقة أخرى مع الطين، كفرك الطين باليدين.. والفتاة التي تأكل الطين توصف بأنها هادئة قليلة الكلام، تتحرك نحو الطين بطريقة غير إرادية يلعب الجانب النفسي غير المرئي دوراً كبيراً فيها، بل إنها تجد متعة كبيرة في هذا السلوك، لأنه يجعلها أقرب إلى الطفولة.