لنخرج من منحنى الحديث المتعلق بالنقد قليلاً، ولنحكي بعض القصص والحكاوي، ولنتسامر أنا، وانتم فى ايامنا الجميله واقول جميلة وأنا أتمنى ما أقول. جلست وهي تقلب جهاز الموبايل يميناً وشمالاً ودون مقدمات وشوشت لى وقالت: عارفة جهاز الموبايل فرغت فيه البطارية... أتدرى يا عزيزتي أننى اشبه هذا الجهاز كثيراً، فعجبت ونظرت اليها نظرة استهجان قالت لي بطريقة بسيطة: أنا حاقول ليك كيف.؟... أنا أجامل من حولي وأضحك بكل النغمات، وأقدم أجمل الصور شاملة من أول لقطات كفاحي مع الزوج والأولاد، هم الدنيا عندي أحبهم ويحبونني، واحتفظ في مسوداتي بخوفي العميق عليهم، وفي صندوق بريد ذاكرتي كل الذكريات الجميلة لهم.. وعند احباطاتهم تجدينني أسرع لازرع روح الأمل فيهم، وعندما يريدون أجمل لحظات الأنس (الونس) تجدينني أسرد وأحكي لألطف الأجواء... وتجدي ابتساماتي تخفي الخلفية الرمادية من كثرة التعب والارهاق... يستمعون لي وهم سعداء جداً وأنا مرهقة جداً مابين الواجب المنزلي واليومي والزوجي والأمومة المتدفقة.. يأتى المساء وأكون أنا وهذا الجهاز وجهان لعملة واحدة، أنهار كما ينهار هذا الجهاز، ولكنه أفضل من حالتي قليلاً.. ضحكت وواصلت وشوشتها بسلك الشاحن الذي يصل ما بين الكهرباء والهاتف الموبايل، وأما أنا احتاج عدة ساعات لابدأ يوماً جديداً، ويبدأ جهاز موبايلي يومه الجديد.. وتاني يعني أنت محتاجة لشاحن لأعطائك طاقة مثل جهاز موبايلك؟ قالت: لا أنا احتاج قليلاً من الحنان والرأفة لحالي وكلمات الشكر تحييني.. صدقيني لا أحد يثني على ما أقوم به وأعرف حاجة زوجي وأولادي لي وبشدة عند تغييبي لظرف طارئ من المنزل، وذلك لحاجتهم الشديدة لوجبة الغداء ومتابعة الخادمة ومعرفة الملابس المكوية، وأين الريموت يا ماما.؟ أو أنا تعبانة؟ أو عايزة أمشي السوق توديني يا ماما.؟ الم أقل لكي أنا والموبايل نقوم بخدمات طوال اليوم دون كلل أو ملل.. ضحكت فى ذلك اليوم كثيراً وأنا أتصفح ملامح وجهها، وهي في حاجة ماسة الى شاحن نوكيا أو سامسونج ... فارقتها وأنا بدأت أفكر هل أنا مثلها هل أنا أشبه جهاز الموبايل، ولكني استنكرت ذلك لأن جهاز الموبايل يتعرض للخروج من الشبكة، وانا حتى الآن مازلت داخل الشبكة، أما هي فلقد فارقت الشبكة تماماً لحظة أستاذي هو الزمن تعلمت منه أن أكون أشد حرصاً على اسعاد الناس قبل أن أسعد نفسي.