انتفض اليوم المثلث الجهادي (لقاوة- كيلك- السنوط) وهي المحليات (الثلاث) الصامدة التي سرى فيها شعار التحدي هذا وتغنى به وأنشده الحداة.. ليلهب الحماس وسط المجاهدين إبان مواجهات (العشرين) عاماً الماضية قبيل مراسم نيفاشا (يناير 2005م)، فقد عقدت اليوم الأربعاء (22/6/2011م) عقدت هذه المحليات المتحدة لقاء التحدي والمنعة بالعاصمة القومية - الخرطوم- بميدان (السلام) بشرق النيل.. تقول -أي المحليات- (داجو- نوبة- مسيرية) هنا وهناك (درقة) واحدة.. وكان الشعار الآني: (نحن دعاة السلام- إلا من أبى) ويأتي هذا اللقاء الجماهيري الزاحف من كل أرجاء العاصمة الخرطوم، تحت تشجيع وإشراف الدكتور (ياسر الفادني) معتمد شرق النيل- بحري- بمبادرة من كوكبة (الرماة) من هذا المثلث الجهادي يتقدمهم الأمير( إسماعيل محمد يوسف) عضو المجلس الوطني لدائرة لقاوة الكبرى.. وهو ناشط دائب في قضايا قطاعه الغربي بولاية جنوب كردفان، وقد أحس الجميع أن ولاية الخرطوم قد رفعت نداءها عالياً لمناصرة السلام وإشراقات التنمية، ولكن واليها الدكتور (عبد الرحمن أحمد الخضر) هز زنده قائلاً، (من رأى منكم منكراً وتعدياً فليقتحمه بنفسه وإن لم يستطع فالنصرة قادمة)، ولما رأى هو ومحلياته (السبع) أن (كادقلي) حاضرة جنوب كردفان كادت أن يعتريها الخراب، رفع صوته (انصروا إخوانكم)، فتداعت المحليات (السبع) وصوبت رماحها وامداداتها عبر (خمسين) شاحنة تخطت بها منعرجات الطريق، حتى أفرغتها بأوعية الولاية الثائرة (كادقلي) التي امتشق الرماة بها قذيفة ودانة ولهيب، فاكتسحت ما (ظن) الآخرون أنهم قابضوه رأي العين.. ولم يدروا أن روح الجهاد التي كنا نسامر بها أنفسنا قد حان أوراها.. فانتصبت الأرواح وهبت في القوم رياح الشهامة وحب الشهادة.. ورفع النداء (ماترك قوم الجهاد إلا ذلوا) كما نكرر دائماً- فخابت دعاوي العلمانية وبث الخنا والخمور، فصارت (كادقلي) شعلة من جديد.. وانكشف زيف مخطط المثلث الآخر (أبيي- الجبال- الدمازين) وهي عاقبة كل مكر.. ونقض للعقود والعهود والمواثيق... وبحساب (الزيف) فإن إشعال الفتيلة يبدأ من (كادقلي) لبقية السودان.. ونسوا أن قراءة التاريخ تقول بإن رؤوس الجبال (99) كلها قد شهدت بأن السماء قريباً منها (أي الجبال) تزهو بأمجاد (قدير)، حين كانوا يهتفون (هيا هيا سيروا للمهدي في قديرو)، أي الداعية المجدد (محمد أحمد المهدي)، وهي تردد أيضاً براكين المواجهة من (الفكي علي الميراوي) وهو يرفع راية (لا إله إلا الله) وكذلك السلطان (عجبنا) داعية الجبال حول (الدلنج) العظمى، فكل هذه البواكر قد تداعت اليوم حين احتشد أبناء المثلث (الجهادي) رافضين أية دعاوي لإذلال جنوب كردفان.. وأنهم لم تستطع (جهة) ما اقتحامهم ماضياً أو حاضراً.. هم يحرضون كل (مواطن) على القتال صفاً متماسكاً لا يفرقون في تماسكهم هذا بين (مسيري) أو (داجاوي) أو (نوباوي)، مثلما عرضوا تراثهم وإرثهم الشعبي أمام أعين (الكاميرات) المحلية والعالمية، وهم يرقصون وينبذون ويرفضون أي ترويع أو زعزعة للاستقرار.. ويقفون ضد نقض المواثيق ويرسلون ثوابتهم الأزلية لكل الناس.. ولتعبر وتعلو كل منطقة بقطاعات جنوب كردفان ويقولون فلتعط كل منطقة مثالاً للتكاتف الجغرافي والسكاني، ليسود السلام ولأنهم رفعوا أيضاً: (من أتاكم وأمركم جمع يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه)، وحين تحدث الأمير (إسماعيل) للناس فقد قال: من أرادها رطباً وعسلاً فنحن أهلها.. ومن أرادها حنظلاً مراً.. فقد خاب مسعاه ولينظر.. أما بروفيسور (خميس كجو كندة) وزير الدولة فقد ساوى بين الصدفين، وقال انفحوا ولا عدوان إلا على الظالمين) أما الزعيم (مكي بلايل) فقد استهجن وأنكر خراب الديار.. وعلمانية الفحوى.. وأن يتسرب المثال الجيد لكل الأرجاء استنكاراً وتدافعاً لسد الثغرة.. ولكن الدكتور (محمد مندور المهدي) فقد أثبت جاهزية الخرطوم لنصرة الحق... وأن هذه التجربة الاحتشادية الجهادية يجب انتقالها للأوساط الأخرى كلها.. وأن من أراد تجاوز حده ساويناه.. ولا نعتدي على أحد.. وعندما علا المنبر الدكتور (عبد الرحمن أحمد الخضر) والي الخرطوم.. أبدى افتخاره بهذه التجربة الاحتشادية الجماهيرية.. وأنها جاذبة تتواكب مع جهد ولايته التي سيرت قافلتها الإسنادية لكادقلي.. وأن تبنيه هو وحكومته لهذه التظاهرة إنما ينبع من جاهزيتهم لملاحقة ومعاقبة كل متسلل عبر فجوات الخيانة.. ولم نزل ندعو كل مواطن بالولاية (الخرطوم) أن يدعو بدوره للسلم ومن تعدى سيبتر.. ولا مكان للحركة الشعبية بعد (التاسع) من (يوليو) القادم إلا بإجراءات وليعِ الجميع ما نقول، وإننا إلى النصر زاحفون.. زاحفون.. وبإذن الله منتصرون.. فإذن تظاهرة الحق هذه قد أعلت من شأن مواطن (المثلث الجهادي) وشابكت بين الأيدي (نوبا) و (داجو) و (عرب)، ولتكن هذه النفرة التي تقع في إطار (رحم الله أمرءً أراهم اليوم من نفسه قوة) تقليداً عزيزاً... وبمثلما ظهرت هذه الجماهير فقد وجهت كل جماهير ولاية الخرطوم أن تناصر الحق وتساند كل وثبة في جنوب كردفان، كما فعلت أيضاً (المرأة) اليوم (الأربعاء) بمحلية(بحري)، حيث احتشدت مناطقها(الست) بالقاعة الكبرى بالمحلية (بالحلفايا)، وتحدثت اليهن الأستاذة ماجدة نسيم عن الذي يجري في جنوب كردفان.. وأن(المرأة) ينبغي أن تساند بمواقفها وبتوعيتها لغيرها لهذه القضية المرحلية.. وأن تتبنى (المرأة) الإمداد الغذائي والدوائي والكسائي.. فكانت إذن كل قطاعات وفئات المجتمع هي روح وسند قوى لما يجري في هذه الولاية الصامدة.. والمؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.. والله أكبر.