شعب أدبه قائده، والقائد الذي أدب هذا الشعب قائد همام، ولم أدرك ذلك إلا وأنا أترحم عليه، القائد الشيخ زايد رحمه الله.. فعلاً هو زايد الخير والخير هو زائده. أول انطباع لي وأنا على أرض الإمارات وفي مطار دبي، هو ملاحظتي على التعامل الراقي والأدب الجم من العاملين والموظفين وضباط المطار، وأدركت أن الجواب باين من عنوانه.. وما أرقاه من جواب. استفسارك عن مكان ما تجد الإجابة عليه بكل أدب وسعة صدر وخلق.. فعلاً الجواب باين من عنوانه.. وما أرقاه من جواب وما أفخمه من عنوان. وفي الشارع الإمارتي تلتمس القوانين التي فعلاً هي قوانين.. لأول مرة أشعر وأنا خارج وطني بأنني أنا صاحبة الأرض.. إحساس المواطن الإماراتي بالأجنبي جميل ويتعامل معه بكل ذوق ورقي حتى في أبسط التصرفات مثل قطع الشارع.. فيمكن أن تتوقف عربة.. الطريق طريقها على بعد مسافة منك والتلويح لك بالعبور.. هذا المشهد تكرر كثيراً حتى أنني ظننت أن المارة هم أصحاب الطريق.. لم أسمع بأي لفظ أو لغط أو سب أو أي لفظ خادش للحياء أو أي تصرف مسيء.. بل كنت محتارة في كل هذا الأدب الجم.. سألت من بقربي من أدّب هذا الشعب؟.. جاءتني الإجابة واضحة الشيخ زايد رحمه الله.. علّم هذا الشعب وأدبه وأحسن تأديبه.. نِعم الأدب ونِعم القائد.. كانت بالنسبة لي أول الرحلات لهذه الدولة ولن تكون الأخيرة بإذن الله.. لسبب بسيط أسرتني مدنها بنظامها وسمو أخلاق شعبها ونظافتها ونجاح باهر في إدارة أعمالها أي كانت الأعمال.. وأدركت حينها أن الأدب واحترام الأنظمة واحترام القادة وقادة القادة الذين يتفانون في تقديم الغالي والرخيص لوطنهم وشعبهم ماذا يخرج منهم غير هذا.. أدب ونجاح ونجاح وأدب. أتمنى أن نقتدي كلنا شعوباً وحكومات بما وصلت إليه دولة الإمارات.. ففي هذه الحالة تقليد المبصر ينير الطريق. التحية والود باسم السودان من مواطنة سودانية لوطن الإمارات وكل الود.