تمكنت شرطة الولاية الشمالية من إحباط محاولة (ترويج)!! عدد (602) حبة مخدرة بمناطق الذهب والقت الشرطة القبض على المتهم وبحوزته الحبوب - التي كان يخبئها في داخل علبة - مكيف العربة اللاندكروزر- التي كان يقودها من الخرطوم للشمالية، ودونت الشرطة بلاغاً ضده بعد تفتيشه والاشتباه به تحت المادة 15/أ من قانون المخدرات!. أثار الخبر أعلاه والذي قرأته في إحدى الصحف لواعجي وأشجاني التي لم تضمد بعد.. بعد خبر كارثة وفاة (62 مشرداً جراء تناولهم لمادة الاسبيرت) القاتلة.. وحزنت والله على مثل هؤلاء.. الذين ماتت ضمائرهم وشيعوها إلى رحلة اللامنتهى.. وتلفت عقولهم فما عادت تصلح لتهديهم وتدلهم إلى أبسط أبجديات الحياة.. أو تفرق بين الخير والشر.. وهجرت الرحمة والإنسانية قلوبهم، فتركها كالصخر الأصم والعياذ بالله! فأي نوع من البشر هؤلاء؟.. وهل يمكن للإنسان أن يفقد كل حواسه بلا استثناء.. فإذا قسى القلب فيجب أن يعمل العقل.. وإذا مات الشعور فلابد أن يتحرك الضمير! وهكذا الإنسان يملك دوماً شيئاً من ضوء ساطع في أعماقه يعزز إنسانيته، ويرقق طبعه ويهذب سلوكه.. فإذا انعدمت فيه كل هذه المعاني وأعتم داخله فذاك ليس بإنسان وبتره وإخراجه من المجتمع أولى.. بالله عليكم ألم يجد هؤلاء ومثلهم كثر تجارة سوى - تدمير البشر- وتدمير عقولهم.. ألا يوجد في طول الدنيا وعرضها (سوى تجارة الموت والدمار) ألا يجدون كسباً سوى (ثمن إذية أخوانهم وموتهم)!؟... وهل عقمت المصانع والمتاجر والأسواق عن تجارة سوى بيع الشرور والإضرار بالناس... وهل ياترى يستمتعون بأرباح تجارتهم البور.. ويصرفونها على أنفسهم وأسرهم وهي مغموسة في دماء.. وأشلاء.. أنها والله لبئس التجارة.. تبور وتلاحقها الخسارة ولو كسب صاحبها الملايين تجارة سوداء تفوح منها رائحة الموت، تدمر العقول وتغيبها، وتمسخ الإنسان وتجعله كالحيوان، لا يدري ما هية أفعاله.. تستحق الإعدام.. لمن يمارسها. زاوية أخيرة: هؤلاء التجار أعماهم الجشع والكسب السريع، فما عادت الآثار المدمرة لتجارة المخدرات في حسبانهم، فللمال عند البعض سطوة تجعلهم ينسون ويتناسون يوماً(لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم).