لقد كتبت في يوم من الأيام مدافعاً عن السيد والي ولاية الخرطوم عندما قامت ضده حملة بسبب شح المياه في عدد من آبار الولاية، وانطلقت المظاهرات ضده متناسية الجهد الذي يقوم به الرجل في ولاية مثل الخرطوم، والتي أصبحت قبلة لكل أهل السودان، وعندما دافعت عن السيد الوالي ماكنت صاحب نظرة ضيقة في منطقتي، ولم أفكر في بوادر شح المياه فيها، والتي ما كنت أظن بأنها ستصل للدرجة التي نحن فيها الآن، وأقول اللهم لا شماتة فقد لحق قريتي بل مدينتي الجزيرة اسلانج الضرر وضربها العطش بدرجة كبيرة، والجزيرة اسلانج تقع في الريف الشمالي لأم درمان، ولكنها مدينة كبيرة.. فهي تضم كل مراحل التعليم الحكومي والخاص، وبها أكبر وأول مستشفى يأتيه المرضى من كل أنحاء السودان، وخاصة ولاية الخرطوم، لأن بهذا المستشفى عمليات يقوم بها ويؤديها مجاناً ابن المنطقة الدكتور أختصاصي الجراحة عثمان خالد عثمان، وأصبح مشهوراً، جعلت المستشفى قبلة للكثيرين بحثاً وطلباً لهذه المجانية التي أشتهر بها هذا الاختصاصي الإنسان.. وبالجزيرة اسلانج خلاوي القرآن التاريخية والمعروفة باسم خلاوي الفكي الأمين ود أم حقين، والطلاب يقوم بجلب الماء لهم أحد المواطنين الخيرين بواسطة التناكر، وهذا المواطن أصبح يجلب الماء مجاناً أيضاً لكل أصحاب المناسبات، وقد استعنت به في الاسبوع الماضي لمناسبة خاصة بي، وبالجزيرة اسلانج قسم الشرطة بالريف الشمالي، رغم أنه يجلب لأهل اسلانج سمعة كثيراً ما يستفزهم بها عندما يذكر حادث يرتبط بالجزيرة اسلانج لها طلباً لهذه الخدمات المتعددة، ولكن في اسلانج اليوم مشكلة كبيرة، فإن المواطن فيها قد أصبح يعاني من العطش لشح كبير في المياه، رغم أن باسلانج خمسة آبار، ولكن ومع تكاثر السكان أصبحت هذه الآبار لا تفي حاجة المواطنين، ولا حتى للظمأ وجعلنا من الماء كل شيء حي، فالأشجار الوارفة الظلال قد تساقطت أوراقها من العطش بانعدام الماء، وبعضها قد ماتت عطشاً، وسقطت على الأرض، ومن المناظر المألوفة أن ترى عربات الكارو والبكاسي تحمل براميل الماء من النيل وبعض القرى المجاورة، وقد تناسى المواطنون سوء مياه الآبار للشرب، وقد كانوا يشتكون من طعمها المالح وكثرة الرواسب التي تحملها، ورغم عدم صلاحيتها لشرب الإنسان وبحالها هذا فقد أصبحت غير متوفرة، والسيد والي الخرطوم وفي جولاته أيام الانتخابات والتي لم تصدق منها وعودها، فقد وعدنا السيد الوالي بأنه سوف يعطي الجزيرة اسلانج الماء من بئر المنارة أو بئر النيه، ولكن هذا لم يتحقق حتى الآن رغم أن السيد مدير مياه أم درمان قد أفادنا بأنهم قد اقنعوا السيد الوالي باستحالة مدنا بالماء لا من المنارة ولا النيه، لأسباب فنية يعلمها هو، وبالمناسبة مدير أم درمان قد قدمت له شكوى بخصوص أزمة الماء في اسلانج، وتكرم مشكوراً بالزيارة ورأي الموقف على الطبيعة، وأوعد بحل هذه المشكلة لبعض المعالجات التي حددها، ولكن حتى الآن لم تحدث نتيجة بما وعد به، وأزمة المياه بالجزيرة اسلانج تزداد حدة ومعاناة المواطنين تزداد مع انعدام الماء ولم تتوقف، وكلنا أمل ورجاء في سرعة معالجة الموقف.. أما الأمر الآخر فإننا نناشد السيد الوالي ونقول بإن مياه الآبار حتى لو توفرت فهي غير صالحة، ولابد لنا من الماء من النيل، ومياه المنارة نراها قد وصلت الكلية الحربية بوادي سيدنا فإن كانت هناك صعوبة لتوصيلها، فإننا نطالب بضخ المياه للجزيرة اسلانج والقرى المجاورة مثل الحريزاب- والنوفلاب- والنوبة- والسروارب- والشيخ الطيب- من محطة نقترح لها المنطقة شمال الكلية الحربية، حيث يوجد مضرب نيلي ثابت، والأراضي في هذه المنطقة حكومية، وهي المنطقة التي اقترحنا أيضاً أن تقام فيها ترعة لري الأراضي الخلوية الزراعية.. إننا نناشد السيد والي الخرطوم والقائمين على أمر الماء في الولاية بأن يسارعوا بمعالجة مشكلة المياه بالجزيرة اسلانج، ولهم عند الله حسن الثواب، والأمر لا يحتاج لتأخير، وكل شبابنا عقلاء لا يسعون لتحقيق مطالبهم بالمظاهرات!!.